استكهولم السويد يبدو ان زوال خطر الشيوعية قد جعل الاعلام الغربي والاوروبي بوجه خاص يبحث عن عدو جديد يهدد امن او مصالح شعوب الدول الاوروبية، وهنا أظهر الاعلام الغربي الإسلام (كعدو قديم جديد)، علي حد زعمهم، لكنه الوحيد الذي يملك مقومات تحدي الغرب. ضمن هذا السياق تزايد تحريض الاعلام الغربي علي بث افكار (الخوف من الاسلام) والتهجم علي الاسلام بدلا من تقديم مفاهيم التسامح والتعايش، مستفيدين من مبدأ حرية التعبير. ان الصحافة في الدول الغربية لها الحرية في انتقاد اي شيء تقريبا، وهذه الحريات تكفلها لها قوانينها، وكما ان الحكومات الغربية لا تتدخل في الحد من حرية الصحافة بصورة عامة ولا تتدخل في سلطة القضاء المراقب علي تنفيذ تلك القوانين، لذلك فانها تترك للصحافة مجالا واسعا للتحرك، ولكن الحكومات قد تقوم بالاعتذار لمسألة معينة او تنأي بنفسها عنها لتمتص غضب وهياج فئة معينة او شريحة من المجتمع في بعض المسائل التي تنشر في الصحافة ولكنها لا تعمل علي منع نشر مقالات مماثلة في المستقبل الا في حالات نادرة. والمتابع للصحافة الاوروبية في الاونه الاخيرة يري ان هناك تهجما واضحا علي الاسلام وعلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم، مستفيدين من هذه الحرية، والامور قد تعدت الخطوط الحمر. فكل فكر يمكن ان يكون معرضا للمناقشة وليس للسب او الاهانة... الا ان السخرية من اشخاص ورموز دين ما... فتلك بعيدة كل البعد عن النقاش الجاد والحوار للافكار.. اذن لماذا الاشخاص؟ فالكل يعلم ان موقع الاديان في نفوس المؤمنين به هو اكبر بكثير من موقع اي فكر آخر مادي علي شخص اخر. لست من الذين يضعون خطا أحمر أمام التفكير وحريته كونه ملكا خالصا لصاحبه، ولكنني ضد الأسلوب الذي قد نعبر به عما نفكر به أحيانا.... واعتراضي يبتعد بي كثيرا عن التفكير فيمن يقول شيئا ولكن بطرق استفزازية وجارحة وربما مهينة. فالغرب بشكل عام، والدول الاوروبية بشكل خاص تحمل جهلاٌ وتجاهلا للحقائق الموضوعية بتجنيها علي الاسلام ومحاولة ربطه بالقتل والتخريب..... واقاويل اخري لا اجد معها حاجة للذكر علي الرغم من ان الاسلام قد سبق جميع المواثيق المعروفة في تأكيده لحقوق الانسان في شمول وعمق. ان من الخطأ تحميل الاسلام اسبابا وعوامل معينة غالبا ما تكون نتاج اسباب وعوامل لا تتصل بالاسلام ولا دخل لها في شأنها. إنني مع الرأي الذي يقول ان حرية الصحافة ومبدأ حرية التعبير بالذات في الدول الاوروبية يحتاجان الي بعض الضوابط القانونية لتحديد مساحة حرية الرأي في مجال الاديان، وتحديد الخطوط الرئيسية التي يجب ان لا تتعدي الي منطقة اهانة الاديان والمقدسات وجرح مشاعر المؤمنين. احمد فكري استكهولم السويد