نيقوسيا:تلاحق الشرطة القبرصية كنديا اعتقل في الجزيرة المتوسطية لصلاته بشبكة تجسس روسية مفترضة القي القبض عليها في الولاياتالمتحدة، ثم فقد اثره بعد اربع وعشرين ساعة من وضعه تحت الرقابة القضائية.وقد وضعت كل نقاط الخروج من الجزيرة -مرافىء ومطارات- تحت رقابة مشددة، وكذلك المنطقة العازلة التي تفصل الجنوب الذي تسكنه اكثرية يونانية، حيث اعتقل روبرت ميتسوس (54 عاما) الثلاثاء، عن جمهورية شمال قبرص التركية، كما قال مصدر في الشرطة. وطلب من عناصر متخصصين من الشرطة ملاحقة ميتسوس عن كثب لدى تخلية سبيله، كما ذكرت صحيفة "اليثيا"، معتبرة ان قدرته على الافلات من رقابة الشرطة "تطرح كثيرا من الاسئلة". ورد المتحدث باسم الحكومة ستيفانوس ستيفانو بالقول "لو راقبناه على مدار الساعة، لاعتبرت الرقابة قيودا عليه وانتهاكا لحقوقه"، مشيرا الى ان قرار تخلية سبيله من اختصاص القضاء. وصدرت مذكرة توقيف ضد هذا الكندي الملاحق الذي قد يحاول اللجوء الى جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تخضع لرقابة دولية ولا ترتبط بأي معاهدة تسليم مع بلدان اخرى بسبب وضعها كدولة معلنة من جانب واحد وتعترف بها تركيا وحدها. وقال متحدث باسم الشرطة انها وجهت دعوة الى الشهود للادلاء بافاداتهم، ووزعت صورة لهذا الرجل المطلوب ذي العينين الزرقاوين والشاربين الاشيبين. وعنونت صحيفة "سايبرس ميل" الناطقة باللغة الانكليزية "قبرص: تجسس غير محدود"، مؤكدة ان الجزيرة "منصة تقليدية لعملاء ينشطون في العالم العربي والاتحاد السوفياتي السابق والولاياتالمتحدة وبريطانيا". وتقطن في قبرص، الكائنة شرق البحر المتوسط، جالية روسية كبيرة، وتقيم السلطات القبرصية علاقات جيدة مع موسكو. وكان روبرت ميتسوس اعتقل الثلاثاء في مطار لارنكا بينما كان يستعد للسفر الى بودابست. وقد افرج عنه في اليوم نفسه مقابل كفالة بقيمة 26 الفا و500 يورو، في انتظار احتمال تسليمه الى الولاياتالمتحدة. وكانت واشنطن تلاحقه بتهمة التجسس لحساب روسيا وتبييض 40 الف دولار (32 الفا و800 يورو). واصدر القاضي امرا بوضعه تحت الرقابة القضائية معتبرا ان امكانات فراره ضعيفة. لكن ميتسوس لم يحضر مساء الاربعاء الى مركز شرطة لارنكا كما كان يفترض به ان يفعل. واعلنت السلطات الاميركية الاثنين اعتقال عشرة اشخاص يشتبه في قيامهم بالتجسس على اوساط صانعي السياسة الاميركية لحساب روسيا، موضحة ان شخصا حادي عشر هارب. وقد يحكم على هؤلاء الاشخاص الملاحقين بتهمة التجسس، وعلى تسعة منهم بتهمة تبييض الاموال، بالسجن 25 عاما. ووصل ميتسوس في 17 حزيران/يونيو الى قبرص. ونقلت الانتربول مذكرة حمراء الى السلطات القبرصية في 26 حزيران/يونيو. وذكرت صحيفة "سايبرس ميل" ان موظف الاستقبال في الفندق الذي نزل فيه ميتسوس في لارنكا، قال ان امرأة جذابة شقراء" كانت ترافق هذا الكندي، وان كليهما كانا يتصرفان تصرف سائحين عاديين، ويذهبان خصوصا الى الشاطىء. وقد اربكت قضية التجسس هذه روسياوالولاياتالمتحدة اللتين اصدرتا بيانات اكدت ان الانفراج الذي تشهده علاقاتهما لا يواجه اي انتكاسة وانه لن يتم ابعاد اي دبلوماسي روسي.