تعرض للتدنيس نحو 140 قبرا لمسلمين من أصل 576 في القسم الإسلامي من مقبرة نوتر دام دو لورات العسكرية في إقليم آرّاس بشمال فرنسا. وسجلت كتابات مناهضة للإسلام علي القبور إضافة الي تعليق رأس خنزير علي أحدها. وقال مسؤول المقبرة لم تتعرض لهذا العمل سوي قبور المسلمين ، مضيفا باستياء انه امر غير مقبول وغير معقول . وفيما سارع الدرك الفرنسي الي مكان الحادث منذ صباح الأحد لإجراء التحقيقات الضرورية وأغلق مداخل المقبرة في وجه الزوار باستثناء الزيارات الرسمية لمسؤولي الجالية المسلمة في المنطقة والمسؤولين المحليين، استنكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاعتداء واصفا إياه ب العمل العنصري الدنيء للغاية الذي لا يمكن قبوله . وعبّر عن مشاطرته الطائفة المسلمة في فرنسا ألمها، متوعدا الذين يقفون وراء هذا الاعتداء بالملاحقة والعقاب وطالب بالإسراع في التحقيق القضائي. وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن هذا التدنيس مساس بذكري جميع الذين قاتلوا من أجل فرنسا خلال الحرب العالمية الأولي مهما كانت انتماءاتهم العقائدية والعرقية . وبينما تحدث بيان قصر الإليزيه عن تدنيس 136 قبرا لمسلمين، تحدث جان بيار فالنسي، وكيل الجمهورية في إقليم آراس، عن تدنيس 148قبرا شوهدت عليها كتابات تستهدف مباشرة الإسلام ، علي حد قوله، ومسيئة لوزيرة العدل الفرنسية رشيدة ذاتي الجزائرية المغربية الأصل. من جهته عبر رئيس الحكومة فرنسوا فيون بدوره عن سخطه وإدانته الشديدة لعملية التدنيس هذه التي وصفها ب المثيرة للغضب ووعد بملاحقة مرتكبي هذه الأعمال مؤكدا أن القضية أحيلت علي القضاء. من جهته استنكر الحزب الاشتراكي هذا الاعتداء وطالب بتحقيق فعال وبعقاب أمثل للذين يقفون وراءه . في رد فعله وبعد زيارته للقبور المدنسة قال مدير الجامع الكبير بباريس الدكتور دليل بوبكر أن الجالية الإسلامية في هذا الإقليم جد مستاءة مما حدث ليل السبت الي الأحد. وعبر عن ارتياحه لموقف رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي، كما ندد دليل بوبكر بقوة بهذه الأعمال التي تستهدف ذاكرة الجنود المسلمين الذين سقطوا في ساحات القتال خلال الحرب العالمية الأولي . واعتبر الاعتداء علي قبورهم شتيمة لذكراهم ولجميع الذين ضحوا بحياتهم من أجل فرنسا داعيا السلطات الي الكشف عن ملابسات هذه الأعمال المناهضة للإسلام وغير المقبولة. وبرزت ظاهرة تدنيس القبور الإسلامية في فرنسا خلال السنوات الخمسة الأخيرة بشكل غريب، وكان آخرها في منتصف شهر أبريل / نيسان من العام الماضي في مقبرة منطقة سان نازير (Saint Nazaire)، حيث وجدت علي القبور المدنسة كتابات نازية مثل هاي هتلر و حليق الرأس لم يمت ورسوم للصليب المعقوف. وسرعان ما أدت التحقيقات الي اكتشاف الفاعلين وهما شابان في الثامنة عشرة والواحد والعشرين من العمر وقد أدينا بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ. كما أدين في نفس هذه القضية مراهق في السادسة عشرة بالسجن سبعة أشهر منها خمسة أشهر مع وقف التنفيذ. تجدر الإشارة الي أن الحرب العالمية الأولي أودت بحياة مئات الآلاف المغاربيين والجزائريين بشكل خاص جندتهم السلطات الفرنسية التي كانت تحتل بلدانهم بالقوة.