باريس:اعترف وزير الدفاع الفرنسي، إيرفي موران، بعجز فرنسا عن محاربة ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، ودعا إلى ''حرب عالمية'' ضد التنظيم. مستبعدا العثور على جثة الرهينة المقتول. في غضون ذلك، أعلنت موريتانيا حالة الاستنفار قرب حدودها مع الجزائر.وصرّح وزير الدفاع الفرنسي إيرفي موران، للقناة التلفزيونية العمومية الثانية، مساء أول أمس، أن عناصر التنظيم الذي أعدم ميشال جيرمانو ''متواجدون في مالي والنيجر وموريتانيا، ولهم قدرة فائقة على التنقل من منطقة لأخرى''. وأقرّ موران ضمنيا بعدم قدرة فرنسا على مطاردة قاتلي رعيتها لسببين رئيسيين؛ أولهما شساعة المساحة التي يتحركون فيها والتي تفوق مساحة فرنسا بمرتين ونصف، وثانيا تنقلهم السريع من مكان لآخر، ما يجنبهم ضربات محتملة من أية جهة. وسئل موران عن المعنى الذي يعطيه لتصريحات نيكولا ساركوزي، التي جاء فيها أن قتل جيرمانو ''لن يمر دون عقاب''، وهل يقصد بأن فرنسا ستنظم أعمال انتقام بالمنطقة، فقال: ''إن فرنسا دولة ديمقراطية ودولة قانون تتعامل وفق هذه المبادئ حتى لو واجهت جماعات بربرية همجية''. وفسّر موران كلام ساركوزي بأن الفرنسيين ''يدعمون دول المنطقة التي تواجه هذه الجماعات، ويشجعونها على متابعتهم قضائيا ومعاقبتهم''. ويتناقض هذا التصريح تماما مع الطريقة التي تعاملت بها فرنسا مع قضية الرهينة بيار كامات. فقد عملت على أن يفلت معتقلو ''القاعدة'' في مالي من العقاب، بالضغط على باماكو التي أفرجت عنهم بموجب محاكمة شكلية انتهت بتغطية مدة سجنهم. وحول صحة مقتل جيرمانو في ظل عدم العثور على جثته، قال وزير الدفاع: ''لقد تأكدنا من صحة الرسالة'' يقصد صوت عبد المالك دروكدال، زعيم القاعدة، الذي أعلن الأحد الماضي إعدام الرهينة. وأضاف موران: ''الرسالة صحيحة للأسف، ولا يوجد أي سبب يدعونا إلى الاعتقاد بأن خبر مقتل جيرمانو ليس صحيحا''. وهو إقرار آخر بعجز فرنسا عن التأكد بدقة إن كان رعيتها قتل فعلا. وسئل أيضا حول احتمال أن يكون جيرمانو توفي بسبب المرض، زمنا قبل إطلالة دروكدال ليعلن إعدامه، فقال موران: ''ما يمكن قوله أننا سعينا لإيجاد قناة اتصال مع عناصر القاعدة لإيصال الدواء إلى الرهينة، ولكنهم رفضوا. الملفت في القضية أننا لم نتمكن من الاتصال بهم بأي شكل من الأشكال''. واعتبر وزير الدفاع الجماعة الإرهابية التي تسمى ''القاعدة'' مصدر تهديد لعالم بكامله، ودعا إلى ''حرب عالمية'' عليها على أساس أنها لا تهدد الفرنسيين والغربيين فحسب، وإنما كل شخص في أي مكان. أما عن الأدوات التي تملكها فرنسا للبحث عن جثة الرهينة المقتول، فتساءل موران: ''بأية طريقة نبحث عنها؟ إننا بصدد التعامل مع جماعات توجد في أرض فسيحة جدا''. مشيرا إلى عزم الحكومة على ''تفعيل العمل الاستخباراتي وربما سنجد الجثة''. وألمح الوزير إلى عدم ترقب العثور على الجثة بقول: ''أذكّركم بأن الرهينة البريطاني (إيدوين داير) لم يعثر عليه منذ إعدامه قبل شهور عديدة''. ويحمل كلام موران دلالات واضحة على أن الحكومة الفرنسية شعرت بعد إعلان خبر الإعدام، بأنها مجبرة على إطلاق تصريحات للاستهلاك الداخلي. فهي تدرك مسبقا بأن قدراتها العسكرية والاستخباراتية لا يمكن أن تواجه حرب عصابات فوق أرض صعبة جغرافيا وثقافيا. وقد اكتشفت هذه الصعوبة خلال عملية الخميس الماضي. وفي نفس السياق، ذكر وزير الداخلية الموريتاني بأن تراب بلاده ''يوجد تحت المراقبة''، وأن الجيش أعيد انتشاره في أماكن عديدة لتعزيز الحرب على ''القاعدة''. وقال الوزير محمد ولد بوليل إن ''انتشار الجيش تم بعد إقامة 45 نقطة عبور حدودية''، يوجد بعضها على الحدود مع الجزائر ومع مالي. المصدرالخبر:الجزائر: حميد يس