باريس (ا ف ب)الفجرنيوز:قاطع ناشطون مناصرون للتيبت مسار شعلة بكين الاولمبية في باريس الاثنين واصطدموا مع الشرطة بعد ان اجبروا حاملي الشعلة على اطفائها ثلاث مرات واللواذ بحافلة والغاء المراحل الاخيرة في المسار الباريسي. ولم يكد العداء الفرنسي ستيفان دياغانا يبتعد بالشعلة 200 متر عن نقطة الانطلاق قرب برج ايفل حتى وقعت صدامات بين الشرطة وناشطين يحتجون على قمع الصين في التيبت. واضطرت الشرطة الى سحب رجال ونساء من الشارع بعد ان حاولوا الاستلقاء لاعتراض طريق الشعلة حيث انقلب رجل في كرسي متحرك في خضم البلبلة. ونقلت الشعلة عدة مرات الى حافلة ما ادى الى اطفائها واعادة اشعالها لدواع امنية في اثناء تقدمها على طول الطريق البالغة 28 كلم بحماية رتل من الدراجين والاطفائيين المهرولين وعناصر شرطة على مزالج. في احدى المرات حاولت مجموعة من المعترضين الامساك بالشعلة واطفائها الامر الذي حال تدخل الشرطة السريع دونه. واوقف خمسة اشخاص على الاقل من بينهم سياسي محلي يحمل مطفئة للنيران وناشطين اثنين مناصرين للتيبت وناشطين اخرين من اجل الحقوق الاعلامية حاولا اختراق الطوق الامني المحيط بالشعلة. وعلى الضفة الاخرى من نهر السين شهدت ساحة حقوق الانسان تظاهر المئات من مناصري التيبت الذين رفعوا صيحات الاستهجان مع انطلاق الشعلة في مسارها. ورفعوا يافطات حملت رسائل مثل "تيان آنمين 1989 - لاسا 2008" و"في سبيل عالم دام اهلا الى الالعاب الاولمبية من صنع الصين". ونجح ثلاثة ناشطين في تسلق برج ايفل وفتح علم اسود يصور الحلقات الاولمبية الخمس على شكل اصفاد. ثم ربطوا انفسهم الى البرج بالجنازير على ارتفاع 75 مترا. وعلقت جماعة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن حقوق الاعلام العلم نفسه لاحقا على شرفة مبنى في الشانزليزيه في اثناء عبور حاملي الشعلة في الجادة الشهيرة. واتت تلك الاحداث غداة تظاهرات احتجاج على مسار الشعلة في لندن حيث قوطع تقدمها عدة مرات ولزم اطفاؤها ايضا ونقلها الى حافلة لاسباب تتعلق بالسلامة. ودعا رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ الصين الاثنين الى وقف اعمال العنف في التيبت ما زاد من الضغوط على حكام الدولة الشيوعية قبل العاب بكين في اب/اغسطس. وقال روغ في اجتماع للجنة تراسه في بكين "ان العنف مهما كانت اسبابه لا يتناسق مع قيم مسار الشعلة او الالعاب الاولمبية". وقال تيبتيون في المنفى ان اكثر من 150 شخصا قتلوا في اعمال العنف التي بدات في 10 اذار/مارس بسبب ما سموه 60 عاما من القمع تحت الحكم الصيني. وتصر الصين على ان قواتها الامنية لم تقتل احدا في محاولتها فض الاحتجاجات. وقالت ان "المشاغبين" التيبتيين قتلوا 20 شخصا. وصرح مستشار للسفارة الصينية في باريس ان مسار الشعلة سيشكل "مهرجانا رائعا" وان اي احتجاج سيصدر عن "اقلية ضئيلة". في الصين لم تذكر نشرة الاخبار المسائية الرئيسة في تلفزيون سي سي تي في التابعة للدولة الاحتجاجات بل عرضت تقريرا من مراسل في العاصمة الفرنسية حول تفاصيل المسار المرتقب. واصدرت وكالة انباء الصين الجديدة لاحقا بيانا بالانكليزية يذكر اطفاء الشعلة مرتين "لاسباب تتعلق بالسلامة". غير ان مسؤول الجالية التيبتية في باريس اعتبر يوم الاحتجاج "نجاحا عظيما". وقال ثوبتن غياتسو لوكالة فرانس برس "الفرح يغمرنا" وهو يقف وسط مئات المحتجين مقابل برج ايفل. واضاف "نحن نوصل اصواتنا سياسيا بفضل دعم فنانين وسياسيين ومثقفين". غير ان مسؤول اللجنة الاولمبية الفرنسية دان الاحتجاجات واعتبرها "مؤسفة جدا". وقال هنري سيراندور في بيان "اعتقد انه كان الاجدى بالناس ان يدعوا الشعلة تمر وينفذوا احتجاجاتهم الى جهة اخرى". وتغادر الشعلة باريس متجهة الى القارة الاميركية فتتوقف في سان فرانسيسكو الاربعاء وبوينوس ايرس الجمعة في المرحلة الاخيرة من جولة عالمية بدات في اثينا وتختتم في بكين.