يحيا كل من يُرهب عدو الله من يرفع يده ويقاتل في سبيل الله من يرفع رأسه لأنه من جند الله من يرفع يده ، ويدعوا الله .......... أوراقي... مزقتها حتى تحرر فلسطين حبيبتي ... ودعتها حتى تعود فلسطين صديقتي... أسكتها لأستمع لصراخ فلسطين أبجديات كل اللغات ... أصبحت فلسطين هنالك ما هو ابشع من المفاوضات ، وابشع من العدوان والقتل والدمار ، هو تصفية القضية الفلسطينية ، وأدها للابد ، ودفنها في طيات الزمن ، للاسف نحن ساهمنا في حالنا الذي نشكو منه اليوم . الضعف والذل والعجز، نحن جزء من زمن الانبطاح ، نحن من ساهم في تكديش الشعوب ، ورمي انفسنا لنكون من ضمن القطيع ، نحن جزء من اليوم ، لاننا لم نعمل على صياغته جيدا بالامس . حمل المشروع الصهيوني في غزو فلسطين ضمن اطار الاستراتيجية الاستعمارية البريطانية ، هدف الاستيلاء على الارض واقتلاع شعبها والحلول مكانه ، الأمر الذي جعله يحدد طبيعة الصراع على أرض فلسطين باعتباره صراع وجود وليس صراع حدود، وليس صراعاً سياسياً او اقتصادياً حول طبيعة النظام، أيكون رأسمالياً ام يكون ديمقراطياً او ديكتاتورياً او غيره ، وهذا ما نفذ فعلا بدعم مباشر من الانتداب البريطاني الذي فتح له أبواب الهجرة ، وحماها بالقوة ، ومكن لها بتسليحها وبنا قواتها المسلحة ، ولم يغادر الانتداب البريطاني فلسطين الا بعد استصدار قرار التقسيم رقم 181 لكي يستند اليه المشروع الصهيوني بإعلان دولته، وقد تأكد أنه يمتلك من القوة العسكرية ما يسمح له بأن يحتل القسم الاعظم منها ويقتلع غالبية شعبها ويهجرهم بالعنف، وما يسمح له بأن يهزم (الجيوش) العربية التي دخلت لانقاذ ما يمكن إنقاذه ، فلكي يكون بالإمكان أن يبتلع العرب والمسلمين ضياع الجزء الأكبر من فلسطين وقيام الكيان الصهيوني ، كان من الضروري استبقاء القدسالشرقية وما عرف بالضفة الغربية وقطاع غزة . أما الطبيعة الثانية للمشروع الصهيوني والتي حددتها الاستراتيجية الأستعمارية في أن تقوم قاعدة عسكرية تمسك بخناق مصر وقناة السويس وتقف سداً بين المغرب العربي والمشرق العربي ، وقد تحولت الدولة العبرية ، من خلال المشروع الصهيوني أيديولوجياً وسياسياً واهدافاً خاصةً واندماجاً بالاستراتيجية الاستعمارية البريطانية الغربية ثم الامريكيةالغربية ، وبعد ما اصابته من قوة عسكرية وتطور تقني ، وبعد ما حل بالوضع العربي من ضعف إثر حرب الخليج الثانية الى دولة هيمنة تحمل استراتيجية فرض (سلامها) على المنطقة العربية لتعيد رسم خريطتها وتعمل على صهينتها . من يلقي نظرة الى خريطة التقسيم سيجدها فورا غير قابلة للتطبيق مطلقاً بسبب تداخل المناطق والسكان ، وسيجد أن القيادة الصهيونية لا تستطيع معها أن تقيم دولتها وهي أول من سينسفها على أرض الواقع فهنالك اغلبية عربية حتى في المناطق التي خصصت للدولة العبرية. الوضع الفلسطيني تحديدآ والمتحكم فيه عموما من قبل النظام الرجعي العربي والإسلامي ، لا يشكل تهديدا يحسب له حساب بالنسبة الى قيام الدولة العبرية لا في مجال السياسة ولا في المجال العسكري ، وكذلك الوضع العربي والإسلامي المجزأ والمتحكم فيه عموما من قبل أمريكا علنآ والصهاينة سرآ ، لا يشكل تهديدا يحسب له حساب بالنسبة الى قيام الدولة العبرية لا في مجال السياسة ولا في المجال العسكري ولا في المجال الأقتصادي ، والدول الكبرى كلها تقف الى جانب الطرف الاسرائيلي سياسيا ومعنويا وماديا وعسكريا ، والمشروع الصهيوني يريد إقامة دولة يهودية خالصة وبإمكانه ان يفعل ذلك ضمن المعطيات أعلاه فكيف يمكن ان ينفذ قرار التقسيم؟ أو يخاف أحد من التهويد . من هنا تتضح لنا أبعاد المؤامرة ، ومن هنا يظهر بوضوح أن طريق المساومة أو التفاهم أو التنازلات كان مسدودا تماما من جانب المشروع الصهيوني ، وأن كل خطوة بهذا الاتجاه شكلت تنازلا مجانيا من قبل الفلسطينيين والعرب ومن دون أن تغير شيئا في تصميمه على تحقيق أهدافه ، أو في تغيير مواقف الغرب منه ، وبلا أي كسب ملموس للرأي العام الغربي أو الاسرائيلي . اننا اليوم في مواجهة مشروع صهيوني يتعدى إقامة دولة يهودية في فلسطين، ويتعدى القيام بمهمات عسكرية في مصلحة الاستراتيجية الغربية ، الى السعي للهيمنة على المنطقة كلها واعادة رسم خرائطها وأخضاعها للتغلغل والنفوذ الصهيونيين بما في ذلك تغيير هويتها . الدولة العبرية غدة سرطانية أي انها اكثر من دولة اغتصب فلسطين واكثر من قاعدة عسكرية ضمن الاستراتيجية الامبريالية الغربية ، فهي سرطان يريد الانتشار في الجسم العربي والاسلامي كله ، وهذا ما ظهر خلال التسعينيات من القرن الماضي بعد اطلاق ما سمي بعملية التسوية السلمية اكثر مما كان ظاهرا قبل ذلك من خلال حالة الحرب ، او حالة لا حرب ولا سلم بمشروع اقامة الوطن القومي اليهودي ، والقاعدة العسكرية الامامية للإمبريالية تحولا الآن الى غدة سرطانية تهدد البلدان العربية والاسلامية كافة ، وليس فلسطين فقط وان خطرها في حالة (السلم) اشد منه مرات مضاعفة في حالة الحرب والمواجهة ، لان خطر التغلغل في الجسد كله والانتشار فيه أسوأ من خطر اقتطاع بعض اطرافه . المقاومة الفلسطينية ما بين 1967 -1993: بدأت بإدخال شعار الدولة الديمقراطية العلمانية حلا للقضية الفلسطينية . والعمل على اقامة سلطة فلسطينية مقاتلة على أي جزء يتحرر من فلسطين ، مع التأكيد على كل ثوابت ميثاق م. ت. ف ورفض التفاوض وقراري 242 و338. وذلك من أجل امكان تمرير (هدف اقامة سلطة وطنية فلسطينية) ثم بدأت تتهاوى كل البنود الأخرى من النقاط العشر ليبلور الهدف بإقامة دولة فلسطينية ثم اعلان دولة فلسطينية تعترف بقرار 242 عام 1988 في الجزائر .. كان وراء هذا لتغيير عام 1973 الرئيس المصري أنور السادات والاتحاد السوفياتي الذي راح يتعاظم نفوذه في الساحتين اللبنانية والفلسطينية ، وهو ما دعم في قمة الرباط 1974 باعتبار م. ت. ف الممثل الشرعي والوحيد. وقد اتضح فيما بعد ان السادات أراد من ذلك ادخال الفلسطينيين معه إلى التسوية ونفض يديه من مسؤولية قطاع غزة ما دام هنالك ممثل شرعي ووحيد ، أما الإتحاد السوفياتي فكان ذلك مدخله للتوفيق بين دعم م. ت. ف واحتوائها من جهة وقرار 242 من جهة أخرى ، أي لم تعد م. ت. ف تهدف إلى اقامة الدولة الديمقراطية أو تصفية الدولة العبرية . أهم الدروس التي يجب أن تستقي هنا هي الفخ الذي يقع فيه من يبدأون بطرح الحلول للقضية الفلسطينية ابتداء من حل الدولة الديمقراطية الى حل الدولتين ، الى حل دولة لكل مواطنيها او دولة ثنائية القومية ، لأن كل حل يطرح يحمل تنازلا مجانيا ما للمشروع الصهيوني، وتخليا عن ثابت ما من ثوابت القضية الفلسطينية ، وكل حل يتعرض فورا لضغوط تدفعه للسير على النهج نفسه من أجل أن يكون أكثر عملية وواقعية ، فيبدأ الاستدراج لتنازلات أخرى خطوة بعد خطوة ، ولعل مما يشجع البعض أن يجدوا ما يقترحونه من حل تعارضه الصهيونية ، أو القوى المتطرفة ، فيتصورون أنهم به يقاومون أو يحرجون الصهيونية أو أنه سيقضي على المشروع الصهيوني . ولكن عليهم أن يلحظوا أن كل حل حتى اتفاق اوسلو وما هو أسوأ من اوسلو لا يقبل به المشروع الصهيوني ، فالمشروع الصهيوني ترك حدوده الفعلية والهيمنية ومطامحه ومطامعه مفتوحة للتوسع المستمر بها ، فترى قادته حين يطرحون حلا تعجيزيا أو مغاليا ، ثم تقبل يه يندمون فورا ويلحسون تعهداتهم وتوقيعهم قائلين لأنفسهم ما داموا قبلوا بهذا كان يجب أن نطلب المزيد فلا بد يقبلوه . أي أن حجة معارضتهم لمشروع ما ليست حجة في مصلحته ، فهم يعارضون أنفسهم طمعا بالمزيد ، وهذه تجربة اتفاق اوسلو وما تلاه من اتفاقات على سبيل المثال . أثبتت تجربة طرح الحلول أن كل حل يحمل في كل مرة إستراتيجيته المناسبة له ، فحل الدولة الديمقراطية العلمانية ارتبط بتصفية الكيان الصهيوني واعتماد سياسة الكفاح المسلح مع اختلاط بين هدف التحرير الكامل والمقاومة للاحتلال ، وحمل هدف إقامة الدولة على أي جزء يتحرر او في حدود 242 استراتيجية الشعب للانخراط في التسوية مما هبط باستراتيجية الكفاح المسلح والمقاومة واخضعهما لمقتضيات الحل السياسي من خلال المعادلة الدولية والعربية ، اما الابتعاد عن طرح الحلول النهائية او المرحلية وحصر الهدف بدحر الاحتلال الذي وقع في حرب حزيران فمن شأنه المحافظة على كل الثوابت وعدم الدخول في لعبة التسوية وتقديم التنازلات ، ويسمح بالتقاطع مع مواقف الدول العربية ومع القرارات الدولية ذات الشأن ، هذا من جهة أما من جهة أخرى فيمكنه وحده تحقيق وحدة وطنية فلسطينية واعطاء زخم هائل لاستراتيجية الانتفاضة والمقاومة، وتعبئة اوسع القوى العربية والاسلامية والعالم ثالثة، والرأي العام العالمي حوله ، أما الدخول في عملية التسوية أو عقد اتفاقات تمس جوهر القضية الفلسطينية مثل الأعتراف بالدولة العبرية والمساومة على حق العودة وحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني على كل فلسطيني فمن شأنه أن يحدث شروخا داخل الصف الفلسطيني وداخل الصف العربي والاسلامي . من هنا تجدر الاشارة بأنه لا حل إلآ بالمقاومة والأنتفاضة والعمل السياسي والتعبوي والاقتصادي من اجل بقاء الفلسطيني فوق ارضه والتكاثر فيها ومقاومة التهجير المباشر وغير المباشر. وهذا ما يعطي بعدا آخر لمعنى الصراع الذي يحمل طبيعة صراع وجود. الامر الذي يفترض وجود استراتيجية كاملة تتعلق بمسألة البقاء في الارض والحيلولة دون التهجير والهجرة والاقتلاع والتهويد . لابد من ان يلاحظ هنا ان وجود السلطة الفلسطينية هو الشر المطلق وسوف يكون عبئآ على المقاومة والمقاومين ولا بد من التخلص منها , عندما تنزل الجماهير الى الشوارع وتتلقى الرصاص بصدورها العارية، ويتكرر المشهد يوما بعد يوم، واسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر واكثر، فلا تفسير لذلك غير انها تشم رائحة النصر وتريد ان تحقق نصرا. انها تشم رائحة ضعف في عدوها يسمح لها بالهجوم.....