بغداد:أكدت مصادر في كتلة «العراقية»، بزعامة إياد علاوي تلقيها رسالة اعتذار من رئيس الوزراء نوري المالكي. وأن الكتلة قبلت الاعتذار وستستأنف المفاوضات مع ائتلافه لتشكيل الحكومة.أمنياً، تبنت «دولة العراق الإسلامية» العملية الانتحارية التي وقعت الثلثاء الماضي في بغداد وراح ضحيتها عشرات المتطوعين في الجيش. وأشارت مصادر «العراقية» الى انها تلقت رسالة من المالكي ضمنها اعتذاره عن تصريحات ادلى بها قبل ايام واصفاً كتلة علاوي بأنها «سنية»، ما دفع الأخيرة إلى قطع المفاوضات معه. وأضافت ان «الرسالة تضمنت ايضاً عتباً على تصريحات علاوي التي وصف فيها المالكي بعد ادلائه بتصريحاته بأنه شخص مغلق لا يمكن التحاور معه»، مؤكدة ان «علاوي رد برسالة مفادها انه كان يقصد فحوى تصريحاته بالطائفية وليس شخص المالكي». وكان القيادي البارز في «العراقية» اسامة النجيفي قال في ساعة متأخرة مساء اول من امس ان «علاوي تلقى رسالة من المالكي حملها رئيس تجمع كفاءات الناطق باسم الحكومة علي الدباغ يبدي فيها استعداده لفتح صفحة جديدة في العلاقات». وأضاف النجيفي ان «العراقية» تعتبر رسالة المالكي «كافية والإشكال انتهى، وتتمنى اقامة علاقات جيدة مع ائتلاف دولة القانون». وأشار الى ان هناك قناعة لدى الكتل السياسية بأن «العراقية « ستشكل الحكومة، و»التيار الصدري شريك مهم ومتجاوب وسيكون اقرب الحلفاء إلينا»، وأكد استئناف الحوار مع كتلة المالكي والائتلاف الوطني» بزعامة عمار الحكيم و»التحالف الكردستاني» للتعجيل في تشكيل الحكومة. وشدد على «ايمان العراقية بضرورة توطيد العلاقات مع دول الجوار»، وقال: «من هذا المنطلق نتطلع إلى إقامة افضل العلاقات مع هذه الدول ومنها ايران التي يجب ان تأخذ العلاقات معها شكلاً ومضموناً مختلفين عن السابق»، في اشارة الى القطيعة بين «العراقية» وطهران التي تعارض تولي علاوي رئاسة الحكومة. الى ذلك، افاد عضو «الائتلاف الوطني» جواد الحسناوي (من التيار الصدري) ان المحادثات بين كتلته و»العراقية» كانت «ايجابية وبناءة»، مشيراً الى أنها جاءت «بسبب تمسك ائتلاف دولة القانون بالمناصب والمصالح الحزبية الضيقة». وأضاف الحسناوي في تصريح نشره موقع تابع للتيار الصدري امس إن «اللقاءات التي أجراها الائتلاف الوطني مع القائمة العراقية ، ومن بينها لقاء التيار الصدري، كانت بناءة وناجحة وحققت تقدماً كبيراً على طريق الإسراع بتشكيل الحكومة التي طال امدها». وأكد أن «الأسبوع المقبل سيشهد إعلان تشكيل الحكومة وفيها العراقية والائتلاف الوطني الى جانب ائتلاف الكتل الكردستانية التي أبدى رغبته في الانضمام إليها». واصفاً هذا الإعلان بأنه «بشرى سارة للشعب العراقي». وانتقد الحسناوي «تمسك المالكي بمنصب رئيس الوزراء ورفضه ترشيح غيره لشغل المنصب»، معتبراً سلوكه «ديكتاتورية جعلته في عزلة ليس عن الائتلاف الوطني فحسب، بل عن كل الكتل السياسية وعن العملية السياسية كلها». على صعيد آخر، تبنى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي يضم عدداً من الفصائل المسلحة تابعة ل «القاعدة» الهجوم الانتحاري الذي استهدف الثلثاء الماضي مركز تجنيد للجيش في بغداد وأوقع 59 قتيلاً و 100 جريح. وأفاد التنظيم في بيان نشرته مواقع الإنترنت امس ان احد انتحارييه قصد تجمع المتطوعين «مسلحاً بحزامه الناسف، مستهدفاً تجمعاً لقطعان الرافضة (الشيعة) المشركين وغيرهم من المرتدين، ممن باع دينه بعرض قليل وثمن بخس، ورضي ان يكون مطية تركب، ويداً دنيئة تستخدم في حرب المسلمين اهل السنة خدمة للمشروع الصفوي (الإيراني) في البلاد». وأضاف البيان ان «الهدف المنتخب هذه المرة كان داخل قلب المحمية الأمنية، حيث تم اختراق كل الحواجز والوصول الى منطقة الهدف الملحقة ببناية وزارة الدفاع ومقر قيادة عمليات رصافة بغداد والقيادة المركزية للجيش الوثني في باب المعظم». وتابع ان الانتحاري «ظل مرابطاً يترصد رؤوس الكفر من كبار ضباط الجيش المشرفين على تنظيم عملية التطوع، وما ان لاحت له وجوههم الكالحة حتى ابتدرهم اخونا ففجر حزامه بعد ان انغمس وسط الجمع». وأثار هذا البيان تساؤلات كثيرة حول كيفية عودة التنظيم بهذه القوة إلى بغداد ، وسرت تكهنات بأنه كان يحضر لعودته منذ مدة طويلة، وهو يستعد لما بعد الانسحاب الأميركي لتنفيذ عمليات دموية أخرى.