بروكسل:حذرت صحيفة بلجيكية من مخاطر المرحلة الحرجة التي وصلت إليها المفاوضات بين مختلف الأحزاب من أجل تأمين إصلاح جذري للدولة وتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات الثالث عشر من حزيران/يونيو الماضي.وأشارت لا ليبربلجيك، التي تعتبر واحدة من أهم الصحف في جنوب البلاد الناطق بالفرنسية، إلى أن ممثلي مختلف الأحزاب المشاركة في المفاوضات يتقاسمون مسؤولية الطريق المسدود الذي وصلوا إليه حالياً، حيث "تغيب عن طاولة المفاوضات العوامل الرئيسية الثلاثة الضرورية للنجاح وهي احترام الآخر، والاستعداد لقبول الحلول الوسط، وإرادة النجاح"، حسب الصحيفة. وألقت لا ليبربلجيك، في المقال الافتتاحي اليوم، باللوم على رئيس حزب التحالف الفلاماني الجديد بارت دو ويفر، و هو الحزب صاحب النزعة الاستقلالية، كونه "يفتقر للقدرة على فهم الآخر وتقبل مخاوفه وتقديم بعض التنازلات لتأمين النجاح"، وفق تعبير كاتب المقال. واستند كاتب المقال في كلامه على بعض التسريبات التي انتقلت إلى وسائل الإعلام مؤخراً حول مشادات كلامية بين دو ويفر وبين ممثلي الحزب الاشتراكي، أكد خلالها أن على أحزاب الجنوب أن تتهيأ للانفصال، "وهنا لا بد لنا من البدء بطرح أسئلة جدية حول مستقبل البلاد"، وفق تعبير الصحيفة. وختم الكاتب تعليقه بالدعوة إلى إرساء مناخ الثقة بين مختلف الأحزاب المتفاوضة من أجل تفادي الغرق الذي سيحمل آثاراً ضارة للجميع. ويذكر أن الأزمة البلجيكية قد اتخذت بعداً أكثر عمقاً بعد انتخابات حزيران الماضي التي أدت إلى فوز الحزب الاشتراكي بأغلبية الأصوات في جنوب البلاد الناطق بالفرنسية، والتحالف الفلاماني الجديد في الشمال الناطق بالهولندية، ما استدعى البدء بمفاوضات مستمرة توصف بالصعبة والمعقدة نظراً لتناقض وجهات نظر هذه الأحزاب واختلاف رؤيتها لمستقبل البلاد وإصلاح الدولة وتقاسم الإدارة والثروة.