قابس: مستثمرون من عدّة دول عربية يشاركون من 07 الى 09 ماي الجاري في الملتقى العربي للاستثمار السياحي والاقتصادي بقابس    الحماية المدنية تنبّه من الممارسات التي تساهم في اندلاع الحرائق    عاجل/ إعلام إسرائيلي: تم تدمير ميناء الحديدة في اليمن بالكامل    زغوان: رفع 148 مخالفة اقتصادية وحجز أكثر من 22 طنّا من السكر المدعم    بطولة الرابطة الأولى: برنامج الجولة الأخيرة لموسم 2024-2025    بطولة الرابطة المحترفة الثانية: ايقاف مباراة الملعب القابسي ومستقبل القصرين    الجمعية التونسية للزراعة المستدامة: عرض الفيلم الوثائقي "الفسقيات: قصة صمود" الإثنين    ثلاث جوائز لتونس في اختتام الدورة 15 لمهرجان مالمو للسينما العربية    انخفاض أسعار البطاطا في نابل بفعل وفرة الإنتاج والتوريد    عاجل/ بلاغ هام من الجامعة التونسية لكرة القدم    تداول صور "احتجاز" للنائب الليبي إبراهيم الدرسي تثير تساؤلات    عاجل/ البرلمان: تأكيد على ضرورة وضع حد للتدخّل الخارجي    المنزه السادس – أريانة : القبض على شخص من أجل السرقة من داخل سيارة وإرجاع المسروق.    قضية قتل المحامية منجية المناعي وحرقها: إدراج ابنها بالتفتيش    المؤتمر الدولي للسلامة بالرياض: التأكيد على الاستثمار في رأس المال البشري وفي إرساء مستقبل عمل لائق    وزير الاقتصاد والتخطيط في الكاف : لدينا امكانيات واعدة تنتظر فرص الاستثمار    آلام الرقبة: أسبابها وطرق التخفيف منها    محمد رمضان يشعل جدلا على طائرته    سعر "علّوش العيد" يصل 1800 دينار بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي.. تونس تتلقى هبة يابانية    عاجل - سيدي حسين: الإطاحة بمطلوبين خطيرين وحجز مخدرات    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    مجلس نواب الشعب : جلسة عامة غدا الثلاثاء للنظر في اتفاق قرض بين تونس والبنك الإفريقي للتنمية    عاجل/ رفض الإفراج عن هذا النائب السابق بالبرلمان..    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق واصابة مرافقه    تونس تحصد 30 ميدالية في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء منها 6 ذهبيات    المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة في زيارة عمل إلى تونس بيومين    في قضية مخدرات: هذا ما قرره القضاء في حق حارس مرمى فريق رياضي..#خبر_عاجل    دوّار هيشر: السجن 5 سنوات لطفل شارك في جريمة قتل    الهند توقف تدفَق المياه على نهر تشيناب.. وباكستان تتوعد    تصنيف لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع الى المرتبة 36    احتلال وتهجير.. خطة الاحتلال الجديدة لتوسيع حرب غزة    عاجل/شبهات تعرّض سجين للتعذيب ببنزرت: هيئة المحامين تُعلّق على بلاغ وزارة العدل وتكشف..    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    تقلبات جوية متواصلة على امتداد أسبوع...تفاصيل    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    البطولة الفرنسية : ليل يتعادل مع مرسيليا 1-1    بطولة مدريد المفتوحة للتنس للأساتذة: النرويجي كاسبر رود يتوج باللقب    العثور على جثث 13 موظفا من منجم للذهب في بيرو    سوريا.. انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف ب"الهاون"    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    رفع اكثر من 36 الف مخالفة اقتصادية الى أواخر افريل 2025    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منتصر الزيات: لم أندم في حياتي إلا على عملي في قضية خلية حزب الله
نشر في الفجر نيوز يوم 28 - 08 - 2010

قال منتصر الزيات، المحامي الأشهر في تاريخ الحركات الأصولية، إنه «إذا كانت الظروف اقتضت في فترة من الفترات أن يحمل لواء الدفاع عن الإسلاميين، وأن يكون مكتبه ملاذا آمنا لهم، باعتباره واحدا منهم، فإنه صنع بفضل الله - عز وجل - مناخا أدى إلى خروج مبادرة وقف العنف إلى العلن، وانتهت بالمراجعات الفكرية». وأشار قائلا: «لقد ارتبطت بالإسلاميين وارتبطوا بي وبات مكتبي ملاذا لعوائلهم وهمومهم، ولم أتقاعد عن هذا الدور»، إلا أنه اعتبر أنه قد أصيب ببعض الأذى من الإسلاميين الذين سخر حياته لهم. وتحدث ل«الشرق الأوسط» عن أيامه ولياليه خلال الشهر الكريم. وجاء الحوار على النحو التالي:
* هل أنت بعد كل هذا العمر نادم عن الدفاع على الإسلاميين؟
- لا طبعا، أنا لست نادما على الدفاع عن الإسلاميين في مصر أو غيرها من البلدان التي سافرت إليها دفاعا عن بعض الإسلاميين فيها، فالنيات لله وهو الذي يتولى السرائر ويكافئ المحسن ويعاقب المسيء، أنا فقط أشعر بحسرة لانهيار المشروع الذي دافعت عنه، حتى المشروع المعدل المفترض أنه بعيد عن العنف والعمل المسلح!.. لقد كنت أطمح في حركة إسلامية سلمية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وفق الضوابط المعتمدة في الشريعة.. أن نندمج في مجتمعاتنا نصدع بالحق، وهكذا، إن الانكفاء الطويل يضر بالحركة الإسلامية، أرجو أن تتعافى وتواصل طريقها في الدعوة إلى الله سبحانه.
* هل طالك من الإسلاميين أذى مثل «التلسين» خلال مسيرة الدفاع عنهم؟
- ربما أكون أكثر الذين طالهم الأذى، طالني رذاذ كثير وكثيف، غير أنى أحمد الله تبارك وتعالى على نعمة النسيان، صدقني حينما آوي إلى فراشي أنام ملء جفوني لا أحمل في صدري حقدا أو غلا لأحد من الذين شتموني أو اتهموني، ولم ألتفت كثيرا إلى هذه الحماقات، لأنني لو انشغلت بهذه الترهات والرد عليها فلن أواصل طريقي، غير أنى بحول الله ومنته وفضله أتقدم بخطى واثقة، بينما قد لا يعرف أحد شخصية الذين يشتمونني، ما دمت تعمل فلا بد أنه سيصيبك أذى وتلقى عليك الأحجار والأحقاد والضغائن.. أمراض القلوب كثيرة عافانا الله منها. ما زلت أحمل مشروعي السلمي.. أمشي به، صدقني كنت أظن أن رسالتي وقف على الجماعات وعناصرها وأبنائها أكثر من ربع قرن، كنت أقف كل حياتي على الدفاع عنهم، عن جيلي، عن أفكاري، عن مشروعي السلمي، تربح غيري ورضيت بالستر، حملت رأسي على يدي وسرت على حبل بين مطرقة الحكومة وسندان الجماعات، لم أتراجع، بينما اختفى كثيرون خوفا ووجلا، بعد أن هدأت الأحوال ظهر حكماء كثيرون يمثلون دور الحكمة والريادة، لكني اكتشفت أن الدنيا أوسع من عالم الجماعات الضيق.
منذ عام 2002 تقريبا انتهى دوري في حكاية وقف العنف والتفت فإذا بسعة في الرزق ورحابة أوسع في ميدان عملي ومهنة المحاماة التي أعشقها وقضايا كثيرة نقابية وسياسية وإسلامية، على مستوى المهنة بفضل الله تبوأت المكانة اللائقة بي في عالم المحاماة وحملت قضايا كبيرة تظهر فنون المهنة مع المحافظة على الثوابت الأخلاقية والشرعية في ممارسة المهنة، وعلى مستوى نقابة المحامين تبوأت فيها موقعا رائدا وشغلت مواقع نقابية متقدمة، وأسست «منتدى الوسطية للفكر والثقافة» أنشر من خلاله الفكر الإسلامي الرشيد المعتدل، والأهم وجدت الوقت الذي أقضيه مع أسرتي وأولادي وحفيدتي التي رزقت بها أول يوم من رمضان.
* من وجهة نظرك، ماذا لو نجح «الإخوان» في حكم مصر ولهم في كل شارع وكل حارة مؤيدون وتابعون؟ هل مصر ستكون بخير؟
- طبعا «الإخوان» أكثر الفصائل الإسلامية خبرة وتهيئة للعب دور في الحياة السياسية المصرية، فلديهم خبرات طويلة في العمل البرلماني منذ عام 1985 تقريبا في تحالفهم الأول مع حزب الوفد الذي أبرمه المرشد الثالث عمر التلمساني مع زعيم الوفد الراحل فؤاد سراج الدين، ثم تجربة التحالف الإسلامي مع حزبي العمل والأحرار ثم دخولهم البرلمان لعدة دورات آخرها 2005، التي تم فضها من شهر فقط ودخل «الإخوان» ب88 نائبا، لكن أظن أن عدم وصول أي فصيل إسلامي للحكم في مصر نعمة من الله سبحانه، لأنهم في خصوماتهم مع بعضهم لم يستطيعوا الوقوف عند الأحكام الشرعية في التعامل مع الخلافات، فما بالك لو وصل أيهم إلى الحكم؟ ماذا سيفعل مع الآخرين؟! المهم أن نكتسب خبرات أكثر ومعارف أوسع وتدريبا مكثفا على ممارسة الحرية.. الرأي والرأي الآخر.
أيضا «الإخوان» باعتبارهم أكثر الفصائل خبرة وتأهلا قد يتربص بهم المتربصون لإفشالهم، ونجد الحناجر ارتفعت: لقد فشل الإسلاميون في الحكم.. أعتقد أنه لم يأن الأوان بعد ليصل الإسلاميون إلى الحكم.
* ما الآية القرآنية التي تبدأ بها يومك؟
- الدعاء المفضل «اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه»، وأيضا «ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين»، والآية التي أبدأ بها يومي «ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير».
* ما النصيحة التي تقدمها للمحامين الشباب في النقابة؟
- النصيحة التي أقدمها للمحامين الشباب أن يلتزموا بالأخلاق الكريمة وهم يمارسون مهنة المحاماة، الحقيقة كثر في الآونة الأخيرة سلوك بعض المحامين وسائل غير طيبة أثناء ممارستهم المهنة، حتى بات الناس يفقدون الثقة في المحامين لتفشي ظواهر الخيانة وعدم الأمانة والاستهتار في ممارسة المهنة، وأيضا الالتزام بأخلاق الإسلام، وعدم قبول قضايا الآداب أو المخدرات أو القتل إلا بعناية كبيرة وفحص أوجه الدفاع في قضايا القتل والبواعث، ومزج الدفاع بالأسانيد الشرعية أكثر في المواضع التي تتصادم مع القانون الوضعي، على المحامين الشباب أن يدركوا أن هذه المهنة تحب من يحبها وتعطي من يعطيها وبالتالي لا داعي للقفز للحصول على ثمرات سريعة، وبالنسبة إلى زملائي المحامين الإسلاميين الشباب أيضا أنصحهم بالتفاني في أداء مهنتهم بالدفاع عن المظلومين بسبب آرائهم ومعتقداتهم والتيسير على أسرهم وذويهم واعتبار مهنة المحاماة رسالة أكثر من كونها عملا.
* ما أصعب قضية قانونية شغلتك في الحياة المهنية؟
- القضايا الصعبة التي انشغلت بها كثيرة جدا، لا تنسى أنني عملت في فترة صعبة من تاريخ مصر امتلأت بالقتلى والقتال والدماء، أمام القضاء الطبيعي وأيضا أمام القضاء الاستثنائي والعسكري.. قضية اغتيال المحجوب كانت من أهم القضايا التي عملت بها وأظن بعدها مباشرة اتجهت الحكومة المصرية إلى إحالة القضايا إلى القضاء العسكري بعد الأحكام التي صدرت في تلك القضية، وعملت خلال القضية مع محامين عظام تعلمت منهم الكثير وفى صدارتهم أستاذي الأثير على الإطلاق الدكتور عبد الحليم مندور، رحمه الله، هذا الرجل لم يأخذ حقه من التكريم من أبناء الحركة الإسلامية، فقد وهبهم حياته منذ عام 1981، وأذكر أول مرة ذهبنا إلى مكتبه أثناء هروبنا أنا ومجدي سالم لنوكله في قضية اغتيال السادات تردد أولا ثم وافق على الفور وكان أبرع من دمج بين القانون الوضعي والشريعة الإسلامية في مرافعاته، وأيضا الدكتور محمد سليم العوا، والمستشار العظيم عبد الغفار محمد وآخرون، أيضا توكيلي للدفاع عن الذين حاولوا اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا كانت من أصعب المهام التي حملتها لكن السلطات الإثيوبية رفضت منحي تأشيرة الدخول، وقضية السيد نصير الذي اتهم باغتيال الحاخام الصهيوني مائير كاهانا في نيويورك وسافرت مع أستاذي الدكتور مندور وشاركنا فريق الدفاع عنه حتى حصل على البراءة.
* هل هناك قضية دافعت فيها وندمت عليها؟ وما القضايا التي عملت فيها لوجه الله؟ وما أكبر مبلغ تسلمته في قضية؟
- كل القضايا التي عملت فيها دفاعا عن أبناء الجماعات الإسلامية على مدى ربع قرن أتشرف باشتراكي فيها، وأعتقد أنني قمت بواجبي على أكمل وجه، لكن لم أندم كما ندمت على عملي في قضية خلية حزب الله الأخيرة في مصر، فقلبي لم يزل موجوعا حتى الآن.
وأشعر اليوم بأن القائمين على حزب الله لم يقدروا جهودي في هذه القضية التي فجرتها للإعلام، وتلقيت بسبب الدفاع فيها انتقادات من داخل مصر وخارجها، وتحملت في هذه القضية العبء الأكبر منذ اليوم الأول للدفاع عن اللبناني سامي شهاب المتهم الأول فيها، ودافعت أيضا في هذه القضية بإخلاص عن شرعية المقاومة، لكن حزب الله كان له رأي آخر، حيث اكتشفت أن طريقة العلاج والتعامل معي كانت مهينة. في البدء قالوا لي سنوكل محاميا لبنانيا للدفاع عن سامي شهاب، ولم يكن هذا المحامي سوى «برافان» لدخول الدكتور سليم العوا، رغم أن الدكتور العوا عمل بالأصول القانونية واستأذنني، وهو تقليد يحمد ويشكر عليه، لكنني فوجئت في قاعة المحكمة بأن العوا يثبت وجوده وكذلك مساعده، ويقول فقط لا غير، أي أنه يرفض إثبات حضوري معهما، للدفاع عن المتهم الرئيسي في القضية، الذي دافعت عنه منذ اليوم الأول، ونقلت تفاصيل احتجازه إلى وسائل الإعلام. أما بالنسبة للأتعاب فلم أحصل سوى على 3 آلاف دولار لا غير في هذه القضية الصعبة.
* هل تأخر زبائن عن الدفع بعد أن جئت لهم بالبراءة مثلا أو تخفيف الحكم؟
- أنا لا أستطيع أن أحصي القضايا التي لم أتقاض أجرا فيها، وعموما هذه من الأمور التي لا يفضل الحديث عنها حتى لا يحبط الأجر، لكن أكبر مبلغ وصلني عام 1988 تقريبا أرسله لي الدكتور أيمن الظواهري مع الأخ عماد ولا أتذكر بقية اسمه وقد توفي هذا الأخ في التسعينات في أفغانستان، وكان المبلغ ألف جنيه مصري، وأكبر مبلغ حصلت عليه كأتعاب كان عشرة آلاف جنيه في قضية تنظيم كرداسة عام 1997، هذا طبعا بالنسبة إلى قضايا الإسلاميين باعتبارها رسالة نؤديها. ولا أنسى موقفا طريفا، ففي نحو عام 1995 كنت موكلا للدفاع عن أحد الإخوة المحسوبين على الفصائل الجهادية وتمكنا من الإفراج عنه بفضل الله وكان يعمل جزارا ومن أسرة جزارين موسرين وكان يفترض أن يدفع بقية الأتعاب بعد الإفراج عنه، غير أنه ماطل في الدفع حتى تم القبض عليه مرة أخرى فجاء أشقاؤه ومعهم بقية الأتعاب حتى أدافع عنه من جديد!
* متى تفكر في الاعتزال بعد كل هذه السنوات من العمل الدؤوب؟
- أنا أفكر جديا في اعتزال المحاماة، وهناك عرض مطروح بتقديم برنامج في إحدى الفضائيات المحترمة أدرسه بعناية ربما يكون بداية انسحابي من المحاماة لأعمل في الصحافة والكتابة وإصدار عدد من الكتب التي لا أجد الوقت لإخراجها.
* من هو الشيخ أو الداعية الذي تنتظره كل ليلة على الفضائيات؟
- أنا لا أستمع إلا إلى الشيخ محمد حسان، فهو داعية نوراني أحسبه كذلك ولا أذكيه على الله.
* في شبابكم أيام الصبا، هل كنت تستمع إلى الست أم كلثوم أو محمد عبد الوهاب أو العندليب عبد الحليم حافظ إلى جانب شعيشع وعبد الباسط ومحمد رفعت؟ ومن هو المقرئ المفضل الذي نجد شرائطه في سيارتك؟
- منذ عدة سنوات كان الأستاذ سمير عمر، مدير مكتب قناة «الجزيرة» في مصر حاليا، يعمل في جريدة «الأهرام الرياضي»، وفي الجريدة باب أسبوعي يستضيفون خلاله شخصية من الشخصيات العامة ليتحدث عن ذكرياته، استضافني سمير عمر على مدى أسبوعين، هذا الحوار سبب لي مشكلات جمة، فقد سألني سؤالا مثل هذا السؤال: من كنت تسمع له؟ فأجبته باعتبار أن هذا كان في قديم الزمان، وقلت بحسن نية: أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وكنت أشاهد أفلام فاتن حمامة، وصدرت الجريدة وهي تحمل هذه العناوين، وفوجئت ببعض الإخوة الإسلاميين في لندن يصدرون هذه الإجابات على مواقع الإنترنت ويقولون: شاهدوا الزيات يستمع إلى الطرب ويشاهد الأفلام!.. ومن يومها قررت ألا أجيب عن مثل هذه الأسئلة! أما المقرئ الذي أستمع إليه، فهم ثلاثة يتصدرهم على الإطلاق الشيخ محمد صديق المنشاوي، رحمه الله، ففي صوته خشوع جميل، وأيضا تلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأخيرا الشيخ محمود خليل الحصري، رحمهم الله جميعا.
* هل جسد أحد من الفنانين دورك على الشاشة كمحام للأصوليين؟
- تردد أن الفنان رياض الخولي جسد دوري في فيلم «طيور الظلام» الذي كتبه السيناريست الكبير وحيد حامد، وكان أحد الزملاء المحامين الإسلاميين وقتها قد رفع دعوى لحظر الفيلم، ذهبت وقتها بنفسي إلى المحكمة وطلبت باسم زميلي رافع الدعوى التنازل عنها، لأننا لسنا ضد الإبداع، فالفكر لا يواجه إلا بالفكر، ومن يومها صارت صداقة بيني وبين الأستاذ وحيد حامد، وكنت أعتقد أن وحيد يحاول أن يخرب الدور الذي أقوم به في الدفاع عن الجماعات الإسلامية وقتها، فما جسده رياض الخولي ليس حقيقة دوري، ولكنه دور أو تجسيد مخرب لدوري الحقيقي، لذلك كنت أقول: كلنا هذا الرجل. لأنه في أحد المشاهد قدم شخصية المحامي الإسلامي يدندن على العود، وهي واقعة لصيقة بأخي الأستاذ المحامي مختار نوح الذي كان يشتهر في تلك الأوقات بالدفاع عن «الإخوان»، وبقية المشاهد كلها تتعلق بشخصية المحامي الذي يدافع عن الجماعات، حتى مكتبه في وسط البلد، وكنت في ذلك الوقت قد افتتحت مكتبي في وسط القاهرة بشارع عبد الخالق ثروت.
* هل تشعر أن نظام حياتك تغير في رمضان؟ وماذا تشاهد من مسلسلات بعد التراويح.. هناك مثلا «زهرة وأزواجها الخمسة» ففيه النجم حسن يوسف وأخ بلحية اسمه منتصر مدير أعمال النجم حسن يوسف؟
- أقسم بالله العظيم إني لا أشاهد أي عمل درامي خلال هذا الشهر الفضيل من هذا العام، وقد قررت التحدي قبيل بدء الشهر الفضيل لما قرأت عن هذه التخمة من المسلسلات والبرامج التي بلغت نحو 136 عملا تم إنتاجها خصيصا لشهر رمضان، حيث قررت أن أعزف عن مشاهدة أي منها، حتى مسلسل «باب الحارة» الذي أتابعه منذ الجزء الأول وهو خال من الابتذال والإسفاف أيضا لم أشاهده وانتويت مشاهدته في الإعادة بعد رمضان. إنهم يمكرون مكر الليل والنهار ليصرفوا الناس عن الإقبال على الله في شهر رمضان، الذي أنزل فيه القرآن، يريدونه للهو والانصراف عما أراده الله ورسوله، لكن بالطبع أسفت كثيرا لما علمته من إقبال الفنان التائب حسن يوسف للمشاركة في عمل درامي معنون ب«زهرة وأزواجها الخمسة»، ولست أدري أي رسالة اجتماعية في هذا العمل كما قال أخونا حسن يوسف، ولا أظن أن الحاجة إلى المال تدفعه إلى التنازل بهذه الطريقة! غفر الله لنا وله أجمعين!
* ماذا يمثل لك شهر رمضان؟
- هو شهر الرحمة والبر والإحسان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، وهو مظهر من مظاهر التوحد لخير أمة أخرجت للناس.
وهو شهر يزاد فيه من رزق المؤمن، كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أجود ما يكون في رمضان، أجود من الريح المرسلة، وشهر رمضان تصفد فيه الشياطين، وينادي مناد: «يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر».. لكن شياطين الإنس طلقاء يعبثون بمقاصد الناس، يخربون دينهم ودنياهم، أفسدوا الشهر الفضيل الذي اختصه الله سبحانه بفضله وبنزول القرآن فيه، ووجود ليلة خير من ألف شهر ضمن لياليه، بل مكر الليل والنهار، أفسدوا على الناس دينهم وشغلوهم بمسلسلات تترى طوال لياليه هي تكفي لتعرض طوال السنة.
لست أدري من ذا الذي يبوء بإثم تخصيص الشهر الفضيل لتخمة المسلسلات علي طول الفضائيات وعرضها، حتى وصل عدد المسلسلات الجديدة خلال شهر رمضان إلى 137 مسلسلا.. والمسابقات والبرامج الترفيهية، نقيس خلالها ظل الفنانين والفنانات بين خفة نادرة وثقل دم غالب. والإسلام هو منهج حياة ارتضاه الله - عز وجل - لإقامة مجتمع تسوده الفضيلة، وتنمو فيه نوازع الخير، وبالتالي فإن الإسلام أو الدين يشكل هوية الدولة، والإسلام لا يعترف بالدولة الدينية بمفهومها الثيوقراطي. وأضاف أن هناك فريقا كبيرا من العلمانيين يريدون تطبيق الفكر العلماني تحت مفهوم أن «العلمنة» لديهم لا تعني أبدا نفي الدين أو إقصاءه عن المجتمع، بل حصره في مكان ضيق في الحياة، والدفع به في المساجد، حتى لا يحدث تفاعل بين الدين والحياة.
* ما دعاؤك في نهار رمضان؟
- يارب تب علينا وتجاوز عن ذنوبنا واقبل دعاءنا، يا رب عصيناك جهارا نهارا فاسترنا بين خلقك وبين يديك.
* ما الجديد بالنسبة لمنتدى الوسطية؟
- إن الهدف من تأسيس هذا المنتدى هو إتاحة مساحة واسعة من الحوار بين التيارات الإسلامية المختلفة، والوصول إلى أرضية مشتركة من فهم الأطر الفكرية، والتنسيق للعمل الإسلامي فيما يخص التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين على امتداد الساحة الإسلامية، والتواصل مع الهيئات والجهات الإسلامية التي تحمل المنهج الوسطي والسعي للتنسيق فيما بينها، مؤكدا أن مؤسسي المنتدى يسعون، كنخبة تدرك الخطر والتحديات التي تواجه الفكر والثقافة العربية والإسلامية، إلى تعزيز انتشار المنهج الوسطي الإسلامي، ومواجهة الفهم المغلوط عن الإسلام، وتسهم في نشره مناهج التدريس، والوسائل الفكرية والإعلامية والثقافية في الغرب.
ويسعى المنتدى إلى تحقيق عدة أهداف، أهمها: العمل على ربط الثقافة والفكر بالأخلاقيات الأساسية المنطلقة من الثقافة الإسلامية، وترسيخ منهجية البحث العلمي والتحليل المستند إلى معطيات صحيحة تقوم على قاعدة بيانات موثوقة، بالإضافة إلى إظهار الدور الحضاري والإبداعي للتراث إسلاميا ومصريا وعربيا وإنسانيا، فضلا عن العمل على نشر الفكر المعتدل في مختلف القضايا التي يتعاطى معها المنتدى.
الشرق الاوسط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.