سربت جهات فرنسية عدة احتمالات جديدة بخصوص قضية رهبان دير تيبحيرين السبعة، يظهر فيها اسم عماري صايفي الشهير ب''عبد الرزاق البارا'' ك''أحد الشهود الأساسيين، لكونه شارك في عملية خطفهم''. لكن المثير أن جهة ما في فرنسا تشتغل على ''ورقة'' استدعاء عماري صايفي للشهادة أمام القضاء ''مادام بين يدي السلطات الجزائرية''. ورد عبد الحق لعيايدة، مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة على هذا الطرح ب''الخاطئ لأن البارا لم ينشط ابدا في تلك المنطقة ولم يكن حاضرا''. قالت صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية إن التحقيق الذي تقول السلطات الفرنسية إنها فتحته بشأن مقتل رهبان تيبحيرين عقب شهادة الجنرال المتقاعد ''يتقدم'' بشكل مستمر، لكنها تطرح تفاصيل جديدة تؤكد رغبة الفرنسيين في الذهاب بعيدا بفرضياتهم التي تغضب الجزائر. وتعرض الصحيفة، استنادا إلى مصادرها، أسماء جديدة ل''تائبين'' عن النشاط الإرهابي في الجزائر، وتنقل عنهم شهادات تسير في اتجاه التشكيك الدائر في صحة الرواية الرسمية، بل وتدعم فرضية ''القتل الخطأ'' من الجيش الجزائري. وهو الملف الذي يؤرق منذ نحو عام علاقات الدولتين ببعضهما. وظهر في التقرير الفرنسي الجديد، اسم عماري صايفي الشهير ب''عبد الرزاق البارا''. وأشير إليه هذه المرة كأحد الشركاء في نقل الرهبان السبعة بعد قتلهم. وهي شهادة تنقلها الصحيفة عن تائب اسمه ''فتحي بوكابوس''، يذكر فيها أن البارا رفقة شخص ثان كان برفقته يسمى ''أبو لبادة'' هما ''من قاما بنقل الرهبان إلى بطحة الخميس وتركوهم هناك وعادوا ومعهم جوازات سفرهم ومناظر بنظام الأشعة فوق الحمراء''. لكن هذه المعلومات المطروحة في التقرير الفرنسي الجديد تنتهي إلى غاية أخرى تمهد ل''إمكانية استدعاء عماري صايفي للإدلاء بشهادته أمام القضاء الفرنسي''. وترتكز هنا على ''تواجده منذ نهاية 2004 لدى السلطات الجزائرية''. واستفسرت ''الخبر'' لدى مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة سابقا، عبد الحق لعيايدة، الذي يقول أنه يعلم الكثير مما خفي في قضية الرهبان، ويتهم ''زيتوني'' بقتلهم، عن مدى صحة ضلوع البارا في جزء من قصة رجال الدين السبعة، فنفى أي دور لعماري صايفي، المظلي السابق، لأن البارا لم ينشط أبدا في تلك المنطقة، ولم يكن حاضرا''. ولعل اللافت في ''شهادات التائبين'' أن التقرير قدمها على أنها ''سجلات من مكتب جون لويس بروغيير القاضي الفرنسي الشهير المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب''. وقد اختار الفرنسيون من تلك الشهادات وفقا لمزاعم ''لوفيغارو'' ما يخدم طرح فرضية ''القتل الخطأ''. فتبرز شهادة لإرهابي تاب عن العمل المسلح في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة سابقا يسمى ''مسعود سعودي''، ويقول فيها أن ''السلطات الجزائرية كانت تفرض ضغطا على المنطقة التي يتواجد فيها قائد الجيا زيتوني من خلال تمشيط متواصل وتحليق مستمر للمروحيات''. وتستعرض الصحيفة أسماء تائبين آخرين، وتذكر منهم ''فتحي بوكابوس'' ثم تقدم اسم شخص اسمه ''العربي بن مولود'' قالت إنه مواطن خطف في مكان ما إلى جانب الرهبان. وحسب زعم هذا الأخير، كما ورد في التقرير: ''تمكنت من الفرار من بين أيدي زيتوني وفور إبلاغي الجيش أخذوني معهم في مروحية وجرى تمشيط وقصف لمواقع الإرهابيين؛ حيث كانوا يخفون الرهبان على الأرجح''.