كشف الوسيط الذي تفاوض مع مختار بلمختار لإطلاق سراح الرهائن الإسبان، بأن الخاطفين خططوا لقتل غالبية أفراد القافلة الإسبانية الإنسانية، في عملية الخطف التي وقعت بصحراء موريتانيا في 29 نوفمبر الماضي.نشرت صحيفة ''إلبريوديكو'' الإسبانية تصريحات لمستشار رئيس بوركينافاسو، الموريتاني المصطفى ولد الشافعي وردت فيها تفاصيل المفاوضات التي أجراها مع مختار بلمختار بطلب من الحكومة الإسبانية. ومن بين ما ذكر أن القاعدة كانت تخطط لقتل كل أفراد القافلة الإنسانية التي اعتدت عليها واختطفت ثلاثة من أعضائها. وقال ولد الشافعي: ''كانت القاعدة تريد اعتراض السيارة الأخيرة من القافلة واحتجاز عدد غير محدد من الرهائن، والتقدم إلى بقية القافلة وإطلاق النار على راكبي السيارات الأخرى''. ومن المعروف أن المعتدين هاجموا القافلة لما كانت في طريقها من نواقشوط إلى نواديبو، واختطف ثلاثة من أفرادها كانوا في المؤخرة. وأوضح الوسيط أن أمرين وقعا حالا دون تنفيذ المخطط، أحدهما ظهور شاحنة تحمل رقما مغربيا تسير في الاتجاه المعاكس للقافلة. أما الثاني فهو مقاومة أبداها أحد الرهائن عندما حاول الاتصال بواسطة الراديو ببقية رفاقه، وتعرض لإطلاق نار من طرف الخاطفين أصيب إثرها بجروح في رجله. وذكر ولد الشافعي بأن اتصال المختطف برفاقه ''جعل الإرهابيين يخافون من رد فعل بعض أفراد القافلة وقرروا الهرب بسرعة بالرهائن''. وقدمت الصحيفة ولد الشافعي على أنه الوسيط الذي أنقذ حياة الدبلوماسيين الكنديين اللذين اختطفهما بلمختار في النيجر، نهاية 2008 .وذكر مستشار الرئيس البوركينابي، بأن الجماعة الخاطفة كانت تتكون من خمسة أشخاص على الأكثر، اثنان منهم موريتانيان وواحد من مالي. وقال بأن معرفة مسار القافلة كان سهلا بالنسبة إليه ''لأن 300 شخص مرتبط بالقاعدة يوجدون بموريتانيا يتحركون بحرية ويراقبون حركة الرعايا الغربيين''. وقال ولد الشافعي بأن المخابرات الإسبانية هي مصدر علمه بأن بلمختار يحتجز الرهائن الثلاثة، ولكنه لا يذكر أي شيء عن الفدية التي حصل عليها القيادي الإرهابي مقابل الإفراج عن الإسبان، ولا عن المبلغ المالي الذي قبضه نظير إطلاق سراح الدبلوماسيين الكنديين. وأوضح ولد الشافعي أنه اشترط على بلمختار ثلاثة أشياء قبل بدء المفاوضات، هي أن لا يقتل الرهائن وأن لا يبعث لوسائل الإعلام ما يفيد بأنهم أحياء، مع تمكينهم من حين لآخر من الاتصال بعائلاتهم.وقد نقل الخاطفون الرهائن إلى مالي بمساعدة مرشدهم عمر الصحراوي الذي سهَل فيما بعد إطلاق سراح الرهينتين الباقيتين، حسب ولد الشافعي، ما يؤكد أن إطلاق سراح الصحراوي ونقله إلى مالي كان صفقة بين موريتانيا وباماكو وبلمختار، انتهت بمبادلة الصحراوي بالرعيتين الإسبانيتين. وعن ظروف احتجاز الرهائن، قال الشافعي إنه ''مؤلم جدا مشاهدة أبرياء محتجزين ظلما''. في السياق نفسه تبنى التنظيم الإرهابي عملية انتحارية استهدفت ثكنة عسكرية بموريتانيا الأسبوع الماضي، واعتبرها ردا على مقتل ستة من عناصر التنظيم في عملية 22 جويلية الماضي العسكرية. ووجهت القاعدة رسالة إلى الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز، وصفت فيها تعاونه مع فرنسا ضد الإرهاب ب''الورطة''.
