لاحظتا حاجة نساء الأقلية المسلمة إلى ممارسة التدريبات الرياضية، وعجزهن في الوقت ذاته عن القيام بذلك في الصالات الرياضية العامة التي لا توفر لهن الخصوصية والحماية من أعين الرجال، وحرية ارتداء الزي الإسلامي والحجاب ، فقررتا فتح صالة مخصصة للمسلمات تراعي خصوصيتهن الإسلامية. أمينة أيادمر وياسمين سيدتان من أصول تركية نجحتا في استقطاب نحو الكثير من السيدات والفتيات المسلمات وغير المسلمات إلى صالة "حياة" للتمرينات في مدينة "كولونيا" التي يوجد بها أكبر تعداد للمسلمين في ألمانيا، بحسب جريدة "كولينشا روند شاو" الألمانية في عددها الصادر السبت 12-4-2008. وفي الصالة الجديدة تستطيع المسلمات استخدام كافة الأجهزة الرياضية وممارسة تدريبات "الأيروبكس" وهن يرتدين ملابس رياضية تتوافق مع الشريعة الإسلامية وبالحجاب أيضا. كما لا يسمح مطلقا بدخول الرجال سواء الأزواج أو سعاة البريد أو العمال إلى الصالة. و"حياة" هي الصالة الثانية من نوعها في ألمانيا، حيث افتتحت الصالة الأولى الخاصة بنساء المسلمين في مدينة "هامبورج"، والتي لاقت نجاحا كبيرا شجع السيدتين على تكرار التجربة في "كولونيا". وقالت المدربة أمينة أيادمر (39 عاما): إن "حياة" تشهد إقبالا كبيرا بين النساء المسلمات منذ افتتاحها قبل شهر تقريبا، لدرجة أن هناك أصحاب صالات رياضية ألمان اتصلوا بهن ليستشيروهن بشأن افتتاح صالات مماثلة بسبب هذا الرواج الكبير. وأضافت أن المسلمات يلعبن بملابس رياضية كاملة وبالحجاب أيضا على مختلف الأجهزة وعلى أنغام الموسيقى التركية، مشيرة إلى أن هناك غرفة مخصصة للصلاة حتى يتسنى للمسلمات أخد استراحة بين التدريبات وأداء الصلاة. 350 متدربة اما شريكتها المدربة ياسمين فقالت إنه "برغم تخصيص بعض أجزاء من صالات رياضية للنساء المسلمات في أماكن أخرى بألمانيا، فإنهن لا يشعرن بالراحة هنا، حيث يتم معاملتهن بصورة سيئة ويظل الجميع يحدق بهن". وقالت: إن لديها 350 مسلمة مشتركات بالجيم، 90% منهن من أصول تركية والبقية من أصول مغربية وتونسية ومصرية ورومانية، ومتوسط أعمارهن 30 عاما. كما لفتت إلى تلقيها طلبات من بعض النساء الألمانيات غير المسلمات للاشتراك في الصالة، مبدية ترحيبها بذلك. وأضافت "لا أرى مانعا في ذلك، حيث سمعت منهن أنهن من خلال معرفتهن بصديقات مسلمات في ألمانيا، وجدن أن المسلمات لا ينظرن نظرة حسد أو حقد على أجساد النساء الأخريات، ولا يحدقن النظر في الأخريات". وقالت إنها تلقت مكالمات هاتفية كثيرة من أناس يرغبون في فتح صالة ألعاب مماثلة ويطلبون نصائحها في هذا المجال حيث تقول لهن دائما: إن "وصفة النجاح هي حظر ثقافة الأجساد الجميلة التي تعتمد عليها صالات الألعاب في ألمانيا، والتركيز بدلا منها على ثقافة الاهتمام بالصحة والاستمتاع بالرياضة والمشاركة". غرف منفردة هاتيس أيادن (27 عاما) وهي مسلمة ألمانية مشتركة في الصالة، قالت إنها تأتي للتدريب حاليا كل يوم، مشيرة إلى أنها كانت تذهب قبل ذلك لصالة رياضيات مخصصة للنساء، لكنها كانت الفتاة المسلمة الوحيدة هناك التي ترتدي الحجاب، لذلك كانت دائما موضع أنظار الأخريات، وكانوا أحيانا يسخرون منها لأدائها التمارين الرياضية بالزي الإسلامي والحجاب. وأضافت أن الإسلام يحترم الجسد البشري، ويمنع حتى المرأة المسلمة من النظر لعورات غيرها من النساء، لافتة إلى أن صالة "حياة" تتميز بأن بها غرف صغيرة منفردة لتغيير الملابس كافية لامرأة واحدة فقط، على عكس صالات النساء الأخرى التي بها غرف جماعية لتغيير الملابس. وتتميز الصالة أيضا بأن بها مكان مخصص للعب الأطفال حتى يتسنى للأمهات ترك أطفالهن فيها بينما يؤدون التمارين الرياضية. ويبلغ تعداد المسلمين في ألمانيا نحو 3.2 ملايين نسمة من إجمالي تعداد السكان البالغ حوالي 82.4 مليون نسمة. ويبلغ عدد المسلمين العرب نحو 250 ألف نسمة، يقيم معظمهم في الولاياتالغربية، حيث تتوافر فرص العمل.