طهران:عشية إحياء إيران اليوم، «يوم القدس» الذي يصادف الجمعة الاخيرة من شهر رمضان، ندد زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي ب «ثقافة الكذب» التي اتهما النظام بانتهاجها.وهاجم عناصر من ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) منزل كروبي، كما اعتدى رجال يرتدون ملابس مدنية، على زهرة رهنورد زوجة موسوي. في غضون ذلك، حضّت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، بكين على ان تدعم العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، وألا تملأ الشركات الصينية الفراغ الناتج من انسحاب شركات أوروبية. وقالت في اختتام زيارة لبكين، أنها أبلغت وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي بأن لبلاده «دوراً مهماً تؤديه» في الالتزام بالعقوبات على ايران، مضيفة: «مغزى رسالتي واضح، وهو أننا نتوقع ألا نشهد ملأً (الفراغ)، بل بالأحرى ان يروا انها عقوبات مهمة». واشارت الى انه «من المبكر القول» هل تملأ الصين الفراغ. وللمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، يمتنع رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني عن إلقاء خطبة صلاة الجمعة في «يوم القدس»، علی خلفية معارضته إجراءات السلطات بحق الاصلاحيين، بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية العام 2009. وسيُلقي الخطبة رجل الدين المتشدد احمد خاتمي، فيما يلقي الرئيس محمود احمدي نجاد كلمة قبل الصلاة. وعلى رغم امتناعه عن إلقاء الخطبة، اعتبر رفسنجاني ان «المشاركة الملحمية في مسيرات هذا اليوم، ستدخل السرور في قلوب الفلسطينيين»، فيما شدد «الحرس الثوري» على أن «القضية الفلسطينية خرجت من الاطار العربي والتوجّه القومي، وتحوّلت بتوجه ديني الى القضية الاولى للعالم الاسلامي». وشهدت الساحات العامة في طهران انتشاراً كثيفاً للشرطة منذ يومين، استعداداً ل «يوم القدس»، إذ شهدت هذه الذكرى العام الماضي تظاهرات للمعارضة، بدعوة من موسوي وكروبي. لكن زعيمي المعارضة امتنعا هذا العام عن دعوة أنصارهما الى التظاهر. وأشار موقع «سهم نيوز» التابع لكروبي، الى ان اعضاء في «الباسيج» هاجموا منزله ب «وحشية»، معتبرة ذلك محاولة «ترهيب لمنعه من المشاركة في يوم القدس». ونقل موقع «كلمة» التابع لموسوي عن كروبي قوله انه لن يتمكن من المشاركة في «يوم القدس»، اذا مُنع من مغادرة منزله. وأضاف: «اذا تعرّضت لاعتداءات، لا مشكلة في ذلك لأنني مجرد رجل دين وأحمل روحي على يدي لأجل مبادئ الامام الراحل (الخميني) والمطالب العادلة والقانونية للشعب». واعتبر كروبي وموسوي «يوم القدس رمز دعم الأحرار لأمة مضطهدة» في فلسطين. وأشار «سهم نيوز» الى ان الرجلين انتقدا خلال لقائهما الاربعاء، «ثقافة الكذب» والوضع المعيشي الصعب للمواطنين. ورأى زعيما المعارضة ان «إحدى مشاكل البلاد تتمثل في مأسسة الكذب، واعتماد مسؤولين عليه في مسائل كثيرة، بما في ذلك الاقتصاد والادارة والإحصاءات والقضايا السياسية والدينية». وأضافا ان المسؤولين «ضُبطوا كثيراً وهم يكذبون، لدرجة ان العثور على كلمة صحيحة من هذه الادارة يعادل إيجاد لؤلؤة ثمينة». الى ذلك، اطلقت المعارضة الايرانية قناة تلفزيونية فضائية خاصة، أطلقت عليها اسم «راسا تي في» (RASA TV). ونقل «راديو فردا» عن ابراهيم نبوي، أحد منظمي القناة، قوله ان المعارضة تستهدف بذلك كسر احتكار النظام للقنوات التلفزيونية، ومحاربة الرقابة، وان تعكس آراء كل الشعب الايراني، ومناقشة قضايا البلاد في شكل صريح. واضاف: «خلال السنة الماضية، لم يبثّ التلفزيون الايراني مطلقاً أنباء (موضوعية) حول الحركة الخضراء، وما بثّه كان أكاذيب». وزاد: «الرقابة وتحريف الأنباء في ايران، دفعانا الى تأسيس وسيلة إعلامية جديدة لجمع أنباء من خارج ايران، ثم بثها الى البلاد مجدداً». و»راسا تي في» التي ستبثّ برامج إخبارية لساعة واحدة يومياً الآن، بسبب محدودية موازنتها، أُطلقت في 31 آب (أغسطس) الماضي بفضل تبرّعات حصلت عليها من صفحتها على موقع «فيسبوك»، وتتخذ بروكسيل مقراً لها. على صعيد آخر، رأى مجتبي ذو النور نائب ممثل مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي لدى «الحرس الثوري»، ان «الصهاينة» ينتظرون ظهور الامام المهدي لقتله. ونقلت وكالة «فارس» عنه قوله في جامعة قم، ان «الصهاينة ابلغوا جنودهم بأن يقتلوا فوراً أي شخص يحمل ميزات (الامام المهدي)، وألا يخاطروا حتى باعتقاله، لأنه شخص مرعب وخطر».