انهارت مفاوضات تشكيل الحكومة الهولندية مساء اليوم باعلان زعيم حزب الحرية اليميني المعادي للاسلام عن انسحابه من المفاوضات التي كان يخوضها مع الحزب الليبرالي والحزب المسيحي الديموقراطي لتشكيل الحكومة.وقال فيلدز في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم ان التطورات التي حدثت مؤخرا داخل الحزب المسيحي الديموقراطي تجعل من الصعب ضمان الأغلبية في البرلمان بعد الشكوك القوية التي اثارها الوزير اب كلينك الرجل الثاني في الحزب المسيحي الديموقراطي حول امكانية تشكيل حكومة يدعمها حزب الحرية اليميني. ومن المقرر ان تجتمع الملكة بياتريكس مع مستشاريها في اقرب وقت لبحث سبل تشكيل ائتلاف حاكم جديد.مرت حتى الآن ثلاثة عشر اسبوعا منذ اجراء الانتخابات البرلمانية في التاسع من يونيو الماضي لكن ذلك ليس بالامر الغريب في هولندا. منذ الحرب العالمية الثانية استغرق تشكيل الحكومات الائتلافية ثلاثة اشهر في المتوسط.لكن نتائج الانتخابات الاخيرة جعلت من الصعب على الحزب الفائز وهو الحزب الليبرالي تشكيل ائتلاف حاكم عقب فوزه بواحد وثلاثين مقعدا في البرلمان بفارق مقعد واحد من منافسه حزب العمال فيما فاز حزب الحرية اليميني باربعة وعشرين مقعدا من مقاعد البرلمان ال 150. بالرغم من صعود حزب فيلدز الي المرتبة الثالة وطنيا إلا أن مواقفه المتطرفة في معاداة الاسلام نفر منه كل الحلفاء المحتملين فهو يطالب بحظر القرآن في هولندا ووقف بناء المزيد من المساجد واغلاق المدارس الاسلامية وهي مطالب مخالفة للدستور الهولندي والمواثيق الاوربية يتعذر على الاحزاب التقليدية الكبيرة القبول بها. وقد قبل الحزب الليبرالي والمسيحي الديموقراطي تشكيل حكومة يؤيدها خيرت فيلدز دون ان يشارك فيها إلا ان ذلك ايضا تعذر بسبب انسحاب فيلدز. قد يعيد انسحاب فيلدز من مفاوضات تشكيل الحكومة بعض التماسك والوحدة المظهرية للحزب الميسيحي الديموقراطي الي حين لكن الخلاف الذي نشب بين ماكسيم فيرهاخن الزعيم الحالي للحزب والرجل الثاني فيه اب كلينك سيترك شرخا عميقا في الحزب الذي خرج من الإنتخابات الاخيرة مثخنا بالجراح بعد خسارة نصف مقاعدة.