بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    كأس إفريقيا للأمم تحت 20 سنة: فوز ثمين لنسور قرطاج على كينيا ينعش حظوظ التأهل    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    نهوض المزونة يضمد الجراح ويبث الفرحة بالصعود الى الرابطة الثالثة    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    نقيب الصحفيين : نسعى لوضع آليات جديدة لدعم قطاع الصحافة .. تحدد مشاكل الصحفيين وتقدم الحلول    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    ثنائية مبابي تقود ريال مدريد لمواصلة الضغط على برشلونة المتصدر بالفوز 3-2 على سيلتا فيغو    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حنين زغبي:الدولة اليهودية عنصرية وتمر الآن بحالة إفلاس سياسي وفكري


* "المباشرة" أنقذت إسرائيل من العزلة الدولية
* حكومة نتنياهو تضع الفلسطيني في خانة الإرهابي وتسعى لحصاره
* صورة واحدة لمصافحة أبو مازن ونتنياهو تمحو كل دعوات المقاطعة
أكدت عضو الكنيست الإسرائيلي الفلسطينية حنين زغبي أن إسرائيل تمر بمرحلة إفلاس سياسي يستند على استراتيجية عنصرية، وان هذا هو التفسير الوحيد لثورة أعضاء الكنيست عليها بسبب مشاركتها في رحلة أسطول الحرية لغزة.
وأضافت بعد إدلائها لشهادتها أمام أعضاء لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بعمان أن المفاوضات المباشرة نظفت وجه إسرائيل وأنقذتها من العزلة الدولية وحمتها من المساءلة الدولية في الوقت نفسه.
وشددت زغبي على ان تصريح نتنياهو القاضي بأن حصار غزة مدني الطابع هو اعتراف يدين إسرائيل مؤكدة رفضها يهودية إسرائيل والعيش تحت السيطرة الصهيونية.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تنظرين إلى لجنة التحقيق الدولية التي تحقق في الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية لغزة؟
- لا أستطيع الحكم على جدية هذه اللجنة وعلى مهنيتها ونزاهتها، لأن ذلك منوط بالتوصيات وباستماعها لكل الشهود وإصرارها على تسلم الشهادات والوثائق والتسجيلات التي صادرتها إسرائيل، ومع ذلك فإن هذه اللجنة تابعة لحقوق الإنسان، ولدي الثقة البديهية في مثل هذه اللجنة كونها لجنة حقوق إنسان، ويترأسها ثلاثة قضاة خبراء في القانون الجنائي الدولي كونها تابعة للأمم المتحدة، وعليها أن تكون أساس العمل المشترك بيننا، لكن التوصيات هي التي تحكم، من حيث جديتها، وجرأتها وعلى أية قاعدة شهادات ومستندات وتسجيلات تستند هذه التوصيات.
ومع ذلك علينا أن لا نقصر في التعاون مع مثل هذه اللجان الدولية لأنها تضع إسرائيل في خانة المحاسب والمساءل والذي يجري التحقيق معه وحوله بخصوص جرائم الحرب، بينما إسرائيل تتباكى لزج نفسها في خانة الضحية، وعلى الأقل فإن هذه الوضعية السياسية القانونية لإسرائيل عالميا هي مكسب سياسي ورأسمال سياسي لنا كفلسطينيين كون القضية الفلسطينية قضية عادلة، مع ان إسرائيل تحاول زحزحة عدالة القضية بشراسة بعد انتفاضة الأقصى. وبالتالي فإن هذه المحاسبات الدولية ووضع إسرائيل على الأجندة الدبلوماسية كدولة ذات سياسات اشكالية واجرامية ويحقق فيها بصفتها مخالفة للقانون الدولي، هي كما قلت مكسب سياسي لنا، وهو الوضعية الطبيعية لقضية عادلة.
ما موقف إسرائيل من هذه اللجنة؟
- إسرائيل لم توافق على هذه اللجنة ولا تشارك فيها وهي تقاطعها وأعلنت أنها لن تتعامل معها، وادعت منذ البداية أنها لجنة منحازة.
إسرائيل تتحدث عن عقد مؤتمر للقانونيين الدوليين المنحازين لها لبحث وضعها القانوني والرد على الاتهامات الموجهة لها، ما قراءتك لذلك؟
- أولا حتى الآن فإن إسرائيل سياسيا وبممارسة الضغوطات استطاعت وضع الفلسطيني ما بعد انتفاضة الأقصى وتحديدا بعد انتخاب حركة حماس، في خانة الارهابي، وهي تحاصر مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، على أساس أن الشعب ارهابي، مع أن هذا الحصار بمثابة عقاب جماعي لنهج سياسي بمعنى أنه ليس حصارا أمنيا.
وأستطيع القول بكل ثقة أن التقارير الدولية منذ غولدستون وأمنستي وضعت إسرائيل في وضع مرتبك وحرج. وقد أحدث غولدستون ضجة لم نستطع استثمارها ليس بسبب إسرائيل بل بسبب الموقف الفلسطيني العربي من غولد ستون، ولو تمكنا من أن نصبح سياسيا بحجم غولدستون قانونيا لاستطعنا حشر إسرائيل في الزاوية ولانقلبت الآية ولرأت إسرائيل أنها مجبرة دائما على تبرير سياساتها، وهذا أمر جيد وكون إسرائيل تطلب مثل هؤلاء القانونيين وتطلب مشورتهم مع أنها سابقا لم تكن تولي أحدا أي أهمية تذكر وكانت تدير ظهرها لكل من ينتقدها، لأن النقد لم يكن على مستوى لجان الأمم المتحدة، ولم يكن نقدا مباشرا وتوصيات صريحة كما فعل تقرير غولدستون، حيث أكد أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وربما ارتكبت أيضا جرائم ضد الإنسانية، وعليه فإن إسرائيل تعي عواقب الأمور، وبالتالي فإن مجرد هذه المبادرات الإسرائيلية تفيد بأن إسرائيل باتت تعي جيدا موقعها وموقفها الدولي الجديد، لكن ليس على المستوى الرسمي، وليس من ناحية علاقاتها الرسمية مع أنظمة الحكم، بل من ناحية صورتها القانونية أمام لجان حقوق الإنسان وأمام اللجان التي تعنى بالقانون الدولي وهيئات الأمم المتحدة المختلفة.
هذه وضعية جديدة لإسرائيل، وهي مؤشر دولي جديد، صحيح أنها تحاول التحايل على القانون الدولي لكن مجرد شعورها باضطرارها لهذا التحايل فهو الأمر الجديد الذي لم تتعود عليه سابقا.
إسرائيل الآن ترى انها بحاجة لإيلاء الأهمية لهذا الأمر عكس الماضي، وعليه فإنني أقول إن هناك وضعية قانونية أو وضعية محاسبة قانونية شديدة لإسرائيل على المستوى الدولي، بدءا من تقرير غولدستون وتقارير أمنستي مرورا بتداعيات أسطول الحرية ولجان التحقيق الخاصة به، وقد ظنت إسرائيل أنها ستقتل تسعة اتراك على سفينة مرمرة ولا يجرؤ أحد على مساءلتها. وبالتالي تنجح في طي ملف أسطول الحرية.
ما حدث هو العكس فإسرائيل تعي أن هذا الملف قد فتح ولن يغلق بهذه السرعة ودون أن تحاسب على جريمتها، وهذا الأمر جيد، لكن ما يؤسف له أن المفاوضات المباشرة بين السلطة وإسرائيل جاءت في نفس المشهد وأخذت العناوين، وفي الوقت الذي وضعت فيه لجان حقوق الإنسان إسرائيل في خانة المحاسبة كمجرمة حرب، جاءت المفاوضات لتنظيف وجه إسرائيل دوليا وتحميها وتنقذها من العزلة الدولية كان يمكن أن تؤدي لها هذه التحقيقات الدولية في الجرائم الإسرائيلية.
كيف تقرئين تنامي المقاطعة الدولية لإسرائيل اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأكاديميا حتى إن فنانين إسرائيليين رفضوا المشاركة في عرض مسرحي بإحدى مستعمرات الضفة؟
- أقرأ هذا التحول بشكل واقعي ولا أريد زيادة حجمه أو التقليل من أهميته لأن الحكم في النهاية يكون للموقفين الفلسطيني والعربي على حد سواء، وللأسف فإننا وصلنا إلى درجة من العبثية أن قوى ولو كانت هامشية في المجتمع الإسرائيلي تقاطع وتطالب المجتمع الدولي بمقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها، يؤدي إلى انتقاد إسرائيل من هذا الجو، لأن الجلوس مع إسرائيل على طاولة المفاوضات هو إنقاذ لها من أجواء المحاسبة الشعبية وحتى الرسمية في بعض زوايا المجتمع الدولي. وأتساءل ما معنى أجواء محاسبة شعبية ومحاسبة للجان حقوق إنسان ولنشطاء سياسيين في حين نرى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو يصافحه عباس أمام الكاميرات؟
ان صورة واحدة لرئيس السلطة عباس وهو يصافح نتنياهو تمحو كامل منجزات لجان التحقيق السياسية ولكل دعوات المقاطعة، وتنفي القوة الأخلاقية لهذه المقاطعات، فالسياسة مع أنها تحتاج لأخلاق، لكنها تحتاج أيضا لموقف، وأقول إن المقاطعات الشعبية والتحقيقات الدولية في لجان التحقيق لا تستطيع أن تكون في وادٍ آخر وتنتهج نهجا بوجود نهج سياسي رسمي هو نهج المفاوضات يسير في الاتجاه المعاكس، ونحن بذلك نكون قد سجلنا أهدافا ذاتية في ملاعبنا.
هنالك قاعدة دولية مستعدة ليس فقط لاحتضان القضية الفلسطينية المحتضنة عالميا أصلا، لكنها للمرة الأولى مستعدة لمحاسبة إسرائيل، وكانت الأجواء في الماضي داعمة لفلسطين لكنها لم تجرؤ على نقد إسرائيل، أما الآن فإن هذه الأجواء ذاتها تنتقد إسرائيل علانية وبكل الجرأة المعروفة وقد شهدنا ذلك في تقرير غولدستون لكنني أقول بحسرة إنه ودون موقف عربي يستثمر هذه الأجواء، فإن ما يجري هو عبارة عن تفريغ كل الاستثمار السياسي الممكن عمليا.
لا نستطيع الطلب من الأوروبيين أن يكونوا فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم، كما لا أستطيع أن أطلب من الإسرائيليين أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين وبالتالي فإن هذه الأجواء هي بحاجة لموقف فلسطيني وعربي صلب غير موجود حاليا.
أدليت بشهادتك أمام لجنة التحقيق الدولية، ماذا قلت، وكيف كانت قراءتك لتعبيرات وجوه أعضائها وهم يستمعون لشهادتك؟
- كانت الوجوه لا تعبر عن شىء لافت للنظر اذ حرص المحققون على الفصل بين الحقائق والوقائع وبين الرأي، بين انطباعاتي وبين ما رأيت بأم عيني وما سمعت بأذني وقد وجهوا لي أسئلة مختلفة منها ذات طابع تحليل سياسي وأخرى تدور في باب الوقائع، وكانت هذه الأسئلة دقيقة، وهنالك أسئلة تفصيلية، وأخرى لأخذ معلومات مني قد أكون شاهدتها أو سمعتها وحدي، وهنالك أسئلة استنبطت منها أنهم يريدون تأكيد معلومات سابقة لديهم أو التشكيك في معلومات سابقة لديهم بمعنى أنهم أرادوا التأكيد على معلومات وفحص أخرى، وبدوري سألت وطلبت منهم أن يحققوا مع الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في العدوان على أسطول الحرية وأن يحققوا مع نتنياهو وباراك وأشكنازي كمسؤولين مباشرين عن العدوان كما طلبت منهم التحقيق مع الشيخ رائد صلاح القابع حاليا في أحد السجون الإسرائيلية.
كما دارت شهادتي حول تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية مرمرة، وأجواء ما قبل الهجوم، واذا ما كنت رأيت مواجهات مباشرة بين الجنود والناشطين السياسيين وكذلك وجهوا لي أسئلة حول الملاحقات السياسية لي.
عندما طلبت منهم التحقيق مع المسؤولين الإسرائيليين وفريق الهجوم، ماذا ردوا عليك؟
- قالوا لي إنهم قاموا بتسليم قائمة بالمطالب للسفير الإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمان، وتتعلق بعملهم، وقالوا لي ان إسرائيل تمتنع عن السماح لأي كان بالتحقيق مع جنودها، وأنها أعلنت ذلك. أما بخصوص التحقيق مع نتنياهو وباراك وأشكنازي فقد التزم المحققون الصمت.
كيف تقرئين ملف العلاقات التركية – الإسرائيلية هذه الأيام؟
- لست خبيرة بهذا المنحى، لكني أستطيع القول إن هذه العلاقات لن تعود إلى ما كانت عليه قبل العدوان على غزة، وقد جاء الهجوم على أسطول الحرية ليعمق حالة النفور بين الجانبين لأنه مثل اعتداء على السيادة التركية وعلى سيادة رسمية لدولة قوية لها وزنها في الإقليم والعالم وهي تركيا.
تركيا حاليا تتصرف كدولة قوية وذات استراتيجية في المنطقة وقد تم سحب السفير التركي من تل أبيب، ولا أظن أنه سيعود إلى عمله هناك وترى تركيا أن عليها لعب دور أكبر في ما يتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي بعد دخولها المنطقة من باب العلاقة والصداقة الخاصة مع إسرائيل وأظن أن هذا الباب قد أغلق تماما، وقد لاحظت أيضا أن القضية لا تكمن بالنسبة لتركيا في البحث عن موقع.
هنالك قضية صدق في المشاعر التركية رسميا وشعبيا، وأستطيع الجزم أن التعاطف الشعبي التركي لا ينبىء عن تناقض بينما ترى تركيا في موقفها هذا بابا لتأثير جديد في المنطقة وبابا لدور جديد وبين عن أنها تعبر عن تعاطف صادق وجدي مع الشعب الفلسطيني، وقد دعم الشعب التركي أسطول الحرية بكل ما لديه، ولمسنا ذلك في هذا الشارع، وزاد من تأثير ذلك موقف الحكومة التركية الايجابي والداعم، ولولا ذلك، لما رأينا قضية أسطول الحرية بهذا الحجم وبهذا الصدى الاعلامي والدبلوماسي والسياسي.
ما تقييمك لشعورك الوطني بعد مشاركتك في رحلة أسطول الحرية؟
- كانت مشاركتي لرحلة الأسطول تعبيرا وترجمة لشعور ولموقف ولمسؤولية وطنية، وأنا لم أقم بشىء استثنائي بالنسبة لمواقفي وبرنامج "التجمع الوطني الديمقراطي" الذي أنتمي اليه، وما رآه البعض استثناء هو ردة الفعل الإسرائيلية على مشاركتي، وردة الفعل الإسرائيلية هذه لم تكن لشخص حنين أو ضدي أو لمشاركتي في رحلة أسطول الحرية، بل ردة فعل للتيار السياسي الذي أنتمي اليه.
هنالك عملية تصفية حسابات قديمة بين التجمع وبين إسرائيل، وليس صدفة أن حنين التي شاركت برحلة الأسطول تنتمي لهذا التيار الذي أعلن عنه رئيس الشاباك الإسرائيلي ديسكين عام 2007 أنه يشكل خطرا استراتيجيا على إسرائيل، وأن كل من لا يعترف بإسرائيل كدولة يهودية يشكل خطرا استراتيجيا عليها.
نحن نلمس في إسرائيل مستويين من ردود الفعل الأول هو المستوى العنصري الأهوج الذي يعبر عن افلاس سياسي ويشارك فيه اليمين والمركز في الكنيست، وهو افلاس سياسي رعاع وقد حولوا السياسة إلى عملية انتقام شخصي.
والأهم من ذلك هو ما يترتب على هذه التحركات في العمق الإسرائيلي وهنالك استراتيجية إسرائيلية واضحة لمواكبة هذه الأحداث والجو العدائي واستثماره في ضرب تيار التجمع الوطني الديمقراطي كتيار يحمل مشروعا رافضا لإسرائيل وتسويقها كدولة يهودية.
هلا حدثتينا عن أجواء الكنيست والهجوم الذي شنوه عليك بعد عودتك من رحلة أسطول الحرية؟
- هنالك افلاس سياسي لدى أعضاء الكنيست في إسرائيل، لأنهم لا يستطيعون أن يواجهوك سياسيا وشعروا آنذاك أنهم منتقدون عالميا، ولا يستطيعون مواجهة ذلك أو الهرب منها، والعالم مستنفر لمطالبتهم بتسعة ضحايا سقطوا على متن السفينة التركية مرمرة إضافة إلى الحصار المستمر على غزة وقد اضطروا إلى الاعلان عن تخفيفه حيث اعترف نتنياهو للمرة الأولى أنه حصار مدني، علما أنهم كان يرفضون الاتفاق معنا على أنه حصار سياسي عندما كنا نقول ذلك منذ أربع سنوات.
وقال نتنياهو: لنخفف الحصار المدني ولنبق الحصار الأمني على غزة !! ولكن العالم لم يتنبه لمثل هذا التصريح، كونه اعترافا يدين إسرائيل.
إسرائيل حاليا ترى نفسها مأزومة، وتشعر بنفسها وهي تتصرف كالثور الهائج، وما رأيته في الكنيست أناس هائجون شتامون فاقدون لعقولهم وعاجزون عن المواجهة.
ومع ذلك هنالك في السياسة ما لا تراه العين وهو الأهم في اللعبة، وهو أن وراء هذه التهديدات الشخصية الهوجاء الانتقامية المبنية على الكره والتميز العنصري التي تعبر عن افلاس سياسي استراتيجية إسرائيلية واضحة في ضرب التيار القومي ممثلا بالتجمع الوطني الديمقراطي بدأت ذروته بعد الانتفاضة الثانية وتمثل ذلك بملاحقة د. عزمي بشارة وفي تلفيق ملف أمني له، وهم الآن يرون فرصة بعد أن عرفوا أن شخص عزمي هو الموديل حيث إن عزمي هو الموديل المهيمن الآن كصوت وموديل وطني، ويرون الآن فرصة أخرى لضرب هذا التيار عبر ضرب حنين زغبي من خلال اللاشرعية السياسية التي يراكمونها، وهذا هو ما لا تراه العين في الدريكة الإسرائيلية الهوجاء.
حاليا نرى ان الاستراتيجية الإسرائيلية تبنى على فرز الشارع الوطني الفلسطيني في الداخل، وهذه نقطة مهمة جدا، بين معتدل ومتطرف، وتطبق إسرائيل هذه الاستراتيجية في المناطق المحتلة عام 1967، بمعنى أن (المعتدل) الذي يأتي لطاولة المفاوضات في الوقت الذي تستمر إسرائيل بالتوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتهدد نواب مقدسيين بالطرد، بينما من لا يقبل الانخراط في هذه المفاوضات يوصم بالإرهاب والتطرف وتشن الحرب عليه.
وهذا ما يحدث عندنا في فلسطين المحتلة عام 1948 فمن يطالب بالمساواة دون أن يتحدى التعريف الإسرائيلي الذي يقول إن إسرائيل دولة يهودية ودون أن يحمل مشروعا بديلا، لكنه يطالب بالمساواة، يعتبرونه معتدلا، أما الذي يحمل مشروعا شموليا وشاملا في رفض إسرائيل كدولة يهودية ويبني مشروعه السياسي ومشروع المساواة بناء على ذلك يعد متطرفا.
ما تفعله إسرائيل هذه الأيام هو اظهار التجمع واستثمار أسطول الحرية في ابراز التجمع كمتطرف لرأيها العام، وحتى ربما للرأي العام العربي في فلسطين المحتلة عام 1948 لضرب التجمع.
الغريب في الأمر أن العالم قام ولم يقعد على مشهد رأته العين، لكنه كما قلت مشهد افلاس سياسي إسرائيلي، مستندا على استراتيجية قائمة على ضرب وملاحقة القيادات الوطنية بعد أن فشلت إسرائيل بتسويق نموذج العربي الإسرائيلي وهي الآن تذهب لحجر الأساس الثاني في استراتيجيتها وهو ضرب وملاحقة القيادات الوطنية وذروتها د. عزمي.
وبخصوص التعامل معي شخصيا فإن إسرائيل تجد صعوبة في تلفيق ملف أمني لي كما فعلت مع د. عزمي بشارة لأنه كان أخطر مني بالنسبة لها، لكنه كان يسهل ضربه لأن مشاركتي في أسطول الحرية كانت علنية، بمعنى انه يصعب عليهم تلفيق ملف أمني لي لأن كافة التفاصيل كانت عينية.
ما أريد قوله هنا هو ان العاصفة التي تثور وتهدأ ولا يترتب عليها شىء لا تندرج ضمن السياسة، وعلينا أن نقرأ الاستراتيجيات وليس ردود الأفعال. وما اعنيه أن الاستراتيجية المترتبة على ذلك هي مراكمة ملف في لا شرعية التجمع الوطني الديمقراطي.
في ضوء ما جرى معك هلا تحدثت لنا عن ادعاء إسرائيل بأنها (واحة الديمقراطية) في المنطقة؟
- المضحك المبكي في هذه القصة والذي يصل حد العبث هو ان جرافات وبلدوزرات إسرائيل التي تواصل هدم بيوتنا منذ العام 1948، وأن الشرطة التي تأتي لمصادرة أراضينا ولضرب نسائنا وأطفالنا ورجالنا وشبابنا وهم يدافعون عن أراضينا التي صودر منها ما نسبته 93%، كل ذلك لم يحرك ساكنا في العالم بينما مشهد أعضاء الكنيست اليهود حول حنين الزغبي حرك برلمانات العالم حيث انهالت الرسائل البرلمانية الاحتجاجية على إسرائيل دفاعا عني.
كان يفترض بي عند ردة الفعل المبدئية أن أشعر بالسعادة بما فعله برلمانيو العالم، لكني لم أشعر بهذه السعادة لأن نداءاتنا المستمرة للعالم منذ 62 عاما بأن إسرائيل غير ديمقراطية لم تجد آذانا مصغية، ولم نشهد قيام أي جهة ما بمحاسبة إسرائيل.
لماذا حدث ذلك ؟ لأنه اذا أردنا تحريك العالم حول مصادرة أراضينا ودولة يهودية وحقنا كسكان أصليين، فإن أوروبا ستضطر لأن تأخذ موقفا عقائديا أيديولوجيا، لكنهم في ما يتعلق بحقوق برلمانية، في حاجة للدخول في صراعات أيديولوجية، لذلك تحرك العالم دفاعا عني.
ما اود قوله هو ان إسرائيل عندما تعرف نفسها كدولة يهودية في ظل وجود شعبي آخر هو الشعب الأصلي فإن ذلك يعني أنها لن تستطيع إلا أن تكون دولة عنصرية وأؤكد هنا أن أحدا لا يستطيع المناداة بسحب جنسيتي لأنني أنا صاحبة هذا الوطن، ومع ذلك فإننا نطالب ببرنامج ديمقراطي يضمن العيش بطريقة ديمقراطية بين العرب واليهود لكن ليس تحت سيادة صهيونية وليس تحت سيادة مشروع صهيوني. نحن لسنا عنصريين لكننا نرفض المساومة ولو على شعرة بالنسبة لحقوقنا في وطننا فنحن أصحاب الأرض، ولا يستطيع أحد أن يقول أن هذا الوطن ليس وطني، فأنا لم أهاجر اليه، بل إسرائيل هي التي اختارت الهجرة إلى هذا الوطن، وإسرائيل لا تعطيني جنسيتي بخيار، بل هي مجبرة على ذلك، لأن جنسيتي مشتقة من علاقتي بوطني وليس من علاقتي بإسرائيل!
الراية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.