دوشانبي(طاجيكستان):شكلت عملية الفرار الجماعي ل25 سجينا اسلاميا من احد سجون طاجيكستان والتي تلاها هجومان انتحاريان، مؤشرات مقلقة على انشطة المسلحين الاسلاميين في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى بجوار افغانستان.وتظهر هذه الاحداث التي شملت هجوما انتحاريا على مبنى للشرطة وتفجير عبوة ناسفة في مرقص في العاصمة دوشانبي اسفر عن ثمانية قتلى على الاقل وعشرات الجرحى، تصعيدا في اعمال العنف في هذا البلد الصغير الذي شهد حربا اهلية عند استقلاله عن الاتحاد السوفياتي في مطلع تسعينات القرن الماضي، بحسب خبراء. وقال الكسندر كولي وهو خبير اميركي من جامعة كولومبيا في نيويورك "امامنا عملية هروب جريئة من السجن وهجوم انتحاري على طراز القاعدة والان اعتداء في مرقص يبدو انه استهدف بسبب ارتياده من قبل الشبان المتأثرين بالغرب". واضاف كولي "ان تصعيد العنف في طاجيكستان يبدو ان لا مفر منه الان". ويشهد طاجيكستان البلد ذو الغالبية المسلمة والذي يتقاسم حدودا غير مضبوطة من اكثر من 1300 كلم مع افغانستان، وضعا هشا منذ اتفاق السلام الموقع في العام 1997 بعد الحرب الاهلية بين نظام الرئيس امام علي رحمن ومقاتلين اسلاميين. واسفرت الحرب عن مقتل اكثر من 150 الف شخص. ومع ان جباله العالية شكلت ملجأ لجماعات مثل الحركة الاسلامية في اوزبكستان المرتبطة بالقاعدة والناشطة في افغانستان والمناطق القبلية في باكستان، الا ان طاجيكستان لم يشهد بعد مصير افغانستان الدامي. الا ان خبراء حذروا منذ زمن من توسع النزاع الافغاني الى هذا البلد الذي يعاني من الفقر. وغالبا ما تقع مواجهات مسلحة بين قوات الامن وعناصر من ميليشيات اسلامية مفترضة، خصوصا على الحدود مع افغانستان وقرغيزستان واوزبكستان. والاسبوع الماضي، اتهمت الحكومة الحركة الاسلامية في اوزبكستان بالوقوف وراء الهجوم الانتحاري بالسيارة المفخخة الذي اودى بحياة شخصين واصاب 25 شخصا بجروح من ضمن عناصر الشرطة في خودجند في شمال البلاد. ووقع الانفجار غداة اقالة الرئيس رحمن لقائد اجهزة الامن بعد فرار 25 اسلاميا من السجن في اواخر آب/اغسطس الماضي من بينهم العديد من الافغان كانوا يقضون عقوبات طويلة بالسجن. وادت عملية الفرار عن سقوط ستة قتلى بين قوى الامن. واشار الخبير المحلي برويز ملوجانوف الى ان اللجوء الى الهجوم الانتحاري يظهر بروز نوع جديد من التمرد. وقال "الهجمات الانتحارية ظاهرة جديدة في طاجيكستان. حتى خلال الحرب الاهلية في التسعينات، لم يلجأ الاسلاميون الى مثل هذا النوع من الهجمات". واشار اليكسي مالاتشينكو خبير الشؤون الروسية في مركز كارنيغي للدراسات ان الفقر في هذا البلد الجبلي حيث تتركز المداخيل على تحويل اموال من عمال محليين هاجروا الى روسيا وكزاخستان، ارضا خصبة للمتطرفين. واضاف مالاتشينكو ان "عددا لا يصدق من المدراس الدينية ظهر في طاجيكستان في السنوات العشر الاخيرة، وهي لا تخضع لسيطرة الحكومة". واعلن متحدث باسم الحكومة لوكالة فرانس برس انه "يشتبه بوقوف المتطرفين الدينيين وراء الاعتداء بالقنبلة الذي اسفر عن سبعة جرحى ليل الاحد الاثنين في مرقص في دوشانبي كان يقدم الكحول".