نيويورك:شارك مئات الاشخاص السبت في نيويورك في تظاهرتين الاولى مؤيدة والثانية مناهضة لتشييد مسجد قرب موقع مركز التجارة العالمي الذي استهدفته اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي تحيي الولاياتالمتحدة ذكراها التاسعة.وبعد الظهر، سار نحو 1500 شخص تحت شمس ساطعة تأييدا لمشروع اقامة مركز ثقافي اسلامي يتضمن مسجدا على بعد شارعين من المكان الذي استهدفته هجمات 11 ايلول/سبتمبر متهمين معارضي المشروع بالتعصب. وبعد ذلك بقليل، تجمع نحو الفي شخص في مكان قريب لاعلان معارضتهم للمشروع. وقال النائب الهولندي المعادي للاسلام غيرت فيلدرز امام المتظاهرين المعرضين لبناء المسجد ان الوقت حان لاتخاذ موقف. وقال فيلدرز "هنا نضع الحد". واضاف "اميركا ونيويورك لا تتوافقان مع الشريعة. نيويورك هي الحرية". واضاف "لذلك جئنا الى هنا اليوم لرسم خط في هذا المكان المقدس. نحن هنا حيث روح الآباء المؤسسين لاميركا ونحن هنا حيث روح الحرية". وتابع "علينا الا نمد اليد ابدا الى الذين يريدون السيطرة علينا"، قبل ان يضيف "ضعوا حدودا تمنع تحول نيويورك الى مكة جديدة". وكان فيلدرز (46 عاما) الذي يترأس حزب الحرية الذي حل ثالثا في الانتخابات التشريعية في هولندا في التاسع من حزيران/يونيو اعلن انه يقود "حربا صليبية ضد اسلمة هولندا".ويفترض ان يمثل امام القضاء في تشرين الاول/اكتوبر بتهمة التحريض على الحقد والتعصب. وجرت التظاهرتان بعد ساعات فقط على المراسم الرسمية لاحياء الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي اوقعت قرابة الثلاثة الاف قتيل. وعمدت قوات من الشرطة الى الفصل بين المجموعتين وانضمت اليها شرطة الخيالة. وتم قطع الطريق المؤدية الى الموقع المزمع تشييد المسجد فيه. ومع ان المتظاهرين من الجانبين تبادلوا الشتائم الا ان اي حادث لم تقع. وكتب على لافتة رفعها مؤيدو المشروع، وغالبيتهم ناشطون غير مسلمين، "اوقفوا الحرب العنصرية على الشعب المسلم". وقالت الناشطة جاين توبي (سبعون عاما) "الناس خائفون لان هناك حملة مناهضة للمسلمين في بلادنا". ويقف وراء مشروع بناء المركز الاسلامي الامام فيصل عبد الرؤوف بهدف اعطاء صورة جديدة عن الاسلام في الولاياتالمتحدة. ويؤيد رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ المشروع، وكذلك الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي ذكر السبت بان حرية المعتقد هي حق اساسي في الولاياتالمتحدة. لكن الاستطلاعات تظهر ان الاميركيين وسكان نيويورك يفضلون ان يتم تشييد المسجد في مكان بعيد من موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. وتحولت معارضة المشروع الى حركة وطنية يقودها مقدمو برامج اذاعية محافظون بالاضافة الى حركات عدة جمهورية ومعارضة لاوباما.