أثارت موافقة المجلس المحلي الأمريكي بالإجماع على بناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي الذي شهد أحداث الحادي عشر سبتمبر/أيلول 2001 الكثير من الجدل. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ان أعمال البناء لم تبدأ بعد في المكان الذي سينفذ فيه المشروع ويبعد حوالي 200 متر من موقع برجي مركز التجارة العالمي حيث قتل ثلاثة آلاف شخص في 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وقال الإمام فيصل عبدالرؤوف الذي يشرف على المنظمة الإسلامية التي تقف وراء هذا المشروع "يبذل جهودا لكي يتحول إلى واقع في قلب منهاتن، حيث سيعيد هذا المشروع الحياة إلى شارع مهجور من شوارع نيويورك ويغير نظرة الأمريكيين إلى المسلمين". وأشار الإمام إلى أن المشروع ينص على بناء مسجد مع قاعة رياضة ومسرح وربما روضة أطفال، متابعا: "ليس هناك أي مشروع مماثل في الولاياتالمتحدة. سيكون مركزا للجميع ولن يكون حكرا على المسلمين". وتشييد مسجد ومركز وثقافي مسلم في قلب منهاتن قد يساهم بحسب الإمام في حصول تقارب بين العالم الإسلامي والغرب، لكن بسبب المكان الذي سيشيد فيه المشروع على مقربة من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي، ينظر إليه على أنه استفزاز. وكان الرأي العام الأمريكي وأجهزة الأمن قد وجهت أصابع الاتهام إلى المسلمين الأمريكيين بإمكان ضلوعهم في أعمال إرهابية. وحملت محاولة أمريكي مسلم من أصل باكستاني تفجير سيارة مفخخة في تايمز سكوير في الأول من آيار/ مايو، أعضاء في الكونجرس على اقتراح قانون جديد لإسقاط الجنسية الأمريكية عن كل شخص يشتبه بأنه على علاقة بمنظمات إرهابية. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "بليتز" إن هذا المشروع يمثل إهانة لكل الذين سقطوا في اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وقال سكوت رايتشلسن الذي يعمل مع أشخاص يطالبون بتعويضات عن الأضرار الناجمة عن اعتداءات نيويورك إن هذا الحي غير مناسب لبناء مسجد فيه. وتقول جنيفر وود المقيمة في المبنى الملاصق للموقع الذي اختير لتنفيذ المشروع إن فكرة بناء مسجد أمام منزلها تقلقها. وأضافت: "لا أرى سبب بناء المسجد هنا فالمدينة كبيرة". وحيال سيل الانتقادات يؤكد الإمام أنه يريد نشر هوية أمريكية مسلمة. وأوضح أن تكاليف المشروع ستراوح ما بين 105 و140 مليون دولار.