قفصة: انقلاب قطار فسفاط يُودي بحياة مساعد السائق ويصيب الآخر..فتح تحقيق    بش تغيّر العمليات الديوانية: شنوّا هي منظومة ''سندة2''    الأداء على الثروة ومنظومة "ليكوبا" لمتابعة الحسابات البنكية: قراءة نقدية لأستاذ الاقتصاد رضا الشكندالي    عاجل/ الاحتفاظ بهاذين المسؤولين..    عبد الرزاق حواص: البنوك ترفض تمويل المؤسسات المتعثّرة رغم الحجّة العادلة    عاجل/ بعد وفاة مساعد السائق: فتح تحقيق في حادث انقلاب قطار تابع لفسفاط قفصة..    قطاع القهوة في تونس في خطر: احتكار، نقص، شنوا الحكاية ؟!    أحكام بالسجن والإعدام في قضية الهجوم الإرهابي بأكودة استشهد خلالها عون حرس    عاجل: زبير بية يعلن استقالته رسميًا من رئاسة النجم الساحلي    الجبل الأحمر: 8 سنوات سجن وغرامة ب10 آلاف دينار لفتاة روّجت المخدرات بالوسط المدرسي    حادث مؤلم أمام مدرسة.. تلميذ يفارق الحياة في لحظة    خلال تكريمه في مؤسسة العويس : المؤرخ عبد الجليل التميمي يدعو إلى وضع رؤية جديدة للتعليم ويتحدث عن معاناة البحث العلمي في البلاد العربية    تحذير عاجل: الولايات المتحدة تسحب حليب أطفال بعد رصد بكتيريا خطيرة في المنتج    تصرف صادم لفتاة في المتحف المصري الكبير... ووزارة الآثار تتحرك!    عاجل: امكانية وقوع أزمة في القهوة في تونس..هذه الأسباب    فريق تونسي آخر يحتج رسميًا على التحكيم ويطالب بفتح تحقيق عاجل    خالد السهيلي: "الطائرات المسيرة تشكل تحديا متصاعدا على "المستوى الوطني والعالمي    بعدما خدعت 128 ألف شخص.. القضاء يقرر عقوبة "ملكة الكريبتو"    طقس الاربعاء كيفاش باش يكون؟    مجموعة السبع تبحث في كندا ملفات عدة أبرزها "اتفاق غزة"    سلوفاكيا.. سخرية من قانون يحدد سرعة المشاة على الأرصفة    الشرع يجيب على سؤال: ماذا تقول لمن يتساءل عن كيفية رفع العقوبات عنك وأنت قاتلت ضد أمريكا؟    تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة    تركيا: مقتل 20 جنديا في سقوط طائرة عسكرية    محمد علي النفطي يوضّح التوجهات الكبرى لسياسة تونس الخارجية: دبلوماسية اقتصادية وانفتاح متعدد المحاور    "ضعي روحك على يدك وامشي" فيلم وثائقي للمخرجة زبيدة فارسي يفتتح الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس    الديوانة تُحبط محاولتين لتهريب العملة بأكثر من 5 ملايين دينار    اخبار كرة اليد .. قرعة ال«كان» يوم 14 نوفمبر    الكتاب تحت وطأة العشوائية والإقصاء    عاجل/ الرصد الجوي يصدر نشرة استثنائية..    3 آلاف قضية    المنتخب التونسي: سيبستيان توناكتي يتخلف عن التربص لاسباب صحية    الحمامات وجهة السياحة البديلة ... موسم استثنائي ونموّ في المؤشرات ب5 %    وزارة الثقافة تنعى الأديب والمفكر الشاذلي الساكر    عاجل/ تونس تُبرم إتفاقا جديدا مع البنك الدولي (تفاصيل)    فريق من المعهد الوطني للتراث يستكشف مسار "الكابل البحري للاتصالات ميدوزا"    عاجل/ غلق هذه الطريق بالعاصمة لمدّة 6 أشهر    الفواكة الجافة : النيّة ولا المحمّصة ؟ شوف شنوّة اللي ينفع صحتك أكثر    عاجل/ عدد التذاكر المخصصة لمباراة تونس وموريتانيا..    علماء يتوصلون لحل لغز قد يطيل عمر البشر لمئات السنين..    كريستيانو رونالدو: كأس العالم 2026 .. سيكون الأخير في مسيرتي    عاجل : تحرك أمني بعد تلاوة آيات قرآنية عن فرعون بالمتحف الكبير بمصر    QNB تونس يفتتح أول فرع أوائل QNB في صفاقس    سليانة: نشر مابين 2000 و3000 دعسوقة مكسيكية لمكافحة الحشرة القرمزية    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    عاجل: معهد صالح عزيز يعيد تشغيل جهاز الليزر بعد خمس سنوات    النادي الإفريقي: محسن الطرابلسي وفوزي البنزرتي يواصلان المشوار    غدوة الأربعاء: شوف مباريات الجولة 13 من بطولة النخبة في كورة اليد!    عاجل/ وزارة الصناعة والمناجم والطاقة تنتدب..    مؤلم: وفاة توأم يبلغان 34 سنة في حادث مرور    عاجل/ وزير الداخلية يفجرها ويكشف عن عملية أمنية هامة..    النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص تنظم يومي 13 و14 ديسمبر القادم فعاليات الدورة 19 لأيام الطب الخاص بالمهدية    بعد أكثر من 12 عاما من الإغلاق: أمريكا تعيد فتح السفارة السورية بواشنطن    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عباس:لا نريد وقفاً كاملاً ودائما للاستيطان وإنما لمدة محددة أثناء المفاوضات
نشر في الفجر نيوز يوم 25 - 09 - 2010

حماس تركض وتلهث من أجل الوصول إلى أي حوار مع الأميركان
نيويورك - راغدة درغام
أكد الرئيس محمود عباس ان الفلسطينيين لم يتسملوا أي صيغة اميركية او اسرائيلية لتسوية عقدة الاستيطان، وقال: «ننتظر حتى نأخذ جواباً نهائياً». ووصف دعوة الرئيس باراك اوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الى تمديد تجميد الاستيطان وأمله في دولة خلال سنة بأنها «آمال» وليست «ضمانات»، مشدداً على ان الفلسطينيين يطالبون ب «وقف كامل للاستيطان لمدة محددة ما دمنا في المفاوضات».
وأكد انه في غياب تجميد الاستيطان «سنعود إلى المؤسسات الفلسطينية، وإلى لجنة المتابعة العربية. وإذا نجحنا في استمرار التجميد، بالتأكيد سيكون هناك زخم للمفاوضات، ويومياً. نحن ليس لدينا مانع في أن تكون يومية ومستمرة ودائمة وجادة وواضحة وكل شيء على الطاولة. وإذا لم يحصل شيء، سنعود إلى هذه المؤسسات العربية والفلسطينية لنطلب رأيها». في الوقت نفسه، لفت عباس الى ان الجانب الفلسطيني حضّ الاميركيين على دفع المسار السوري - الاسرائيلي في عملية السلام، وقال: «ألححنا أن يبدأ المسار السوري - الإسرائيلي، وكذلك أن تُحل مشكلة المزارع وتوابعها الخاصة بلبنان، وهذه أيضاً تحتاج إلى حل، وهي أرض محتلة».
يبدو أن موعد الأحد موعد فائق الأهمية، هل تتوقع أن يؤدي إلى انفراج لجهة صيغة معينة مقبولة لكم، أم أنك يئست من التفاهم والتفاعل مع الإسرائيليين؟
- نحن إلى الآن لم نستلم شيئاً من الأميركان، وبالتالي علينا أن ننتظر حتى نأخذ جواباً نهائياً، ربما نحصل عليه اليوم مساءً (الجمعة). إلى الآن لا يوجد شيء، لم يقدموا أي شيء. الحوار في شأن وقف الاستيطان هو كلمة: إما أن يمددوا تجميد الاستيطان أو لا يمددوه. حتى الآن لم نحصل على جواب واضح، يمددون أو لا يمددون.
حتى الآن لم تتلقوا أي صيغ إسرائيلية؟
- نعم، لا صيغ إسرائيلية ولا صيغ أميركية.
هل تقدمتم أنتم بصيغ معينة غير تلك التي تقول بالوقف الكامل للاستيطان؟
- قلنا وقفاً كاملاً للاستيطان لمدة محددة ما دمنا في المفاوضات. يعني نفترض جدلاً أننا أخذنا مدة 3 أشهر ولم نكمل شيئاً، المفروض أن نستمر ويستمر تجميد الاستيطان. هذا ما اقترحناه نحن. والجواب لم يأت بعد.
كلام الرئيس باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هل فيه ما يكفي من ضمانات لكم كفلسطينيين؟
- لا، لم يقدم الرئيس الأميركي ضمانات. قدم موقفاً أميركياً في ما يتعلق بالاستيطان، بأنه لا بد من وقفه. تكلم عن أمله في أنه خلال العام المقبل يكون هناك عضو جديد في الأمم المتحدة، دولة فلسطين. هذه آمال.
هذه آمال، إنما هل هناك توجه نحو جعل فترة السنة إطاراً زمنياً لاستكمال المفاوضات بما يؤدي الى قيام دولة فلسطين أو الفض منها؟ هل هذا ما يتحدث عنه الأميركيون معكم؟
- لا ... الأميركان قالوا بالحرف الواحد أن السنة كافية لإنهاء المفاوضات والتوصل إلى نتائج إيجابية. لذلك ثُبتت كمبدأ واتفاق على أن هذه السنة المقبلة، إذا استؤنفت المفاوضات، تكون كافية للوصول إلى حل.
الإجراءات مستمرة من طرفكم أنتم كفلسطينيين على الأرض لبناء مؤسسات الدولة، هل تتلقون ما يكفي من الدعم أم أن الرئيس الأميركي في دعوته الدول العربية بالتقدم بدعمكم يشير إلى نقص في الدعم العربي؟
- هناك نقص في الدعم في شكل عام، وهذا النقص في الدعم رتب علينا الديون للبنوك. حتى نستطيع أن نستمر أو نواجه متطلبات موازنة السلطة، لا بد أن تصلنا أموال أكثر من التي وصلتنا. الأميركان يعرفون بالضبط لأن كل شيء عندنا واضح، موازنتنا واضحة منشورة على الانترنت، وفي الصحف، منشورة في كل مكان، ويراقبها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يعرف كل هذا بالتفصيل المُمل. وبالتالي هم يعرفون ماذا ينقصنا وماذا نحتاج.
تحدث أيضاً الرئيس الأميركي، متوجهاً إلى الدول العربية، ومطالباً بتنفيذ الوعود في ما يتعلق بمبادرة السلام العربية، من وجهة نظره. تحدث عن نوع من التطبيع مع إسرائيل، هل حان الوقت لإجراءات عربية من هذا النوع؟ أم أنكم لا ترون أن ذلك الأمر يساعدكم؟
- من وجهة نظرنا فإن المبادرة العربية واضحة جداً. تقول فيما إذا حصل الحل وإذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة جميعها، فالدول العربية وتتبعها الدول الإسلامية، جاهزة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
إذن هو استبق الأمور؟
- من وجهة نظرنا، لا أعتقد أن الدول العربية ستقبل بالقيام بإجراءات قبل أن ترى الأمور أكثر وضوحاً مما هي عليه الآن.
هل يساعد تحريك المسار السوري الإسرائيلي في المفاوضات؟ هل من شأن ذلك أن يساعد المسار الفلسطيني؟
- ليس فقط يساعد، بل نحن طلبنا وألحينا أن يبدأ المسار السوري - الإسرائيلي، وكذلك أن تُحل مشكلة المزارع وتوابعها الخاصة بلبنان، وهذه أيضاً تحتاج إلى حل، وهي أرض محتلة. أعتقد أن (المبعوث الأميركي) جورج ميتشل، عندما ذهب إلى كل من دمشق وبيروت، فتح هذا الموضوع مع رؤساء الدولتين في ما يتعلق بهذا الأمر. أنا أرجو أن يُستأنف الحوار السوري - الإسرائيلي برعاية تركية. هذا كان طلبنا، وهذا ما حمله ميتشل منا، وطبعاً هو مقتنع به. وبالتالي، عندما يُقال أو يشاع أن المسار السوري - الإسرائيلي الآن يمكن أن يكون على حساب المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، هذا كلام لا أساس له من الصحة.
تفضلت وقلت أنه تحت رعاية تركية، إنما يبدو أن...
- نعم، تحت رعاية تركية، إنما إسرائيل الآن متوجسة من تركيا لأسباب عابرة، لكني أعتقد أن العلاقات التركية - الإسرائيلية موجودة. اتفاقات ومعاهدات موجودة، وبالتالي تركيا تستطيع أن تلعب هذا الدور، خصوصاً انها من دول المنطقة وتستطيع أن تفهم الوضع السوري - الإسرائيلي أكثر من غيرها.
والدور الفرنسي والجهود الفرنسية التي يقال إنها تُبذل الآن في إطار...
- هناك جهود فرنسية بلا شك مع السوريين، لكننا لا نعرف إلى أين وصلت. إنما أيضاً هذه الجهود نعتبرها جهوداً مشكورة، أن تقوم فرنسا بهذا الجهد من أجل تحقيق المسار السوري - الإسرائيلي، هذا شيء جيد جداً.
عندما كان الرئيس الإيراني الرئيس محمود أحمدي نجاد في دمشق، خرج بموقف فحواه أن البلدين تمكنا من قطع الطريق على تغيير خريطة المنطقة، كان يتحدث بحسب رأي البعض عن موضوع المفاوضات السلمية، هل ترى من جهتك أن السيد أحمدي نجاد يريد قطع الطريق على المفاوضات السلمية التي تقومون بها أنتم؟
- لا أعرف ماذا حصل في دمشق حتى أكون صادقاً، لكن ربما تكون لإيران وجهة نظر أخرى مغايرة لما لنا في هذا الموضوع. ربما لا تكون إيران تريد. لكن سورية تعرف مصالحها أيضاً وتعرف أهمية الوصول إلى سلام مع إسرائيل. إنها ستسترد أرضها، وهذه فرصة تاريخية لها. لا أعتقد أن سورية تقبل، فيما لو لاحت فرصة مرة أخرى، أن ترفض مثل هذه الفرصة.
حدث تلاسن بينك وبين أحمدي نجاد، هل حدث أي اتصال بين الوفدين أثناء وجودك هنا في نيويورك أو أي مكان آخر من أجل تحسين العلاقة أو نقلها إلى مرتبة جديدة؟
- الحقيقة لم يحصل، ونحن لا نمانع أن يحصل. لكن عندما يتحدث الرئيس أحمدي نجاد ويقول نحن لا يحق لنا، هذا كلام لا نقبله. لا يحق لنا أن نقوم بالمهمة، مهمة المفاوضات، هذا كلام لا يجوز له أن يقوله. ولهذا ردينا عليه بأن هذا تدخل سافر في الشؤون الفلسطينية، وليس من حق أحمدي نجاد أو غيره أن يتدخل في شؤوننا الداخلية.
تقصد أن إيران تتدخل من خلال حماس؟
- هذا تدخل ولا يحق له. هذا تدخل من خلال حماس، بلا شك، والجهاد أيضاً.
والفصائل الأخرى؟
- لا. نحن نعرف أن إيران على علاقة مع حماس والجهاد، وبهذا فهي تتدخل في شؤوننا وليس من حقها أن تتدخل.
هل أنت ذاهب إلى غزة؟
- لا. فكرة الذهاب إلى غزة قائمة، لكن لا يعني هذا أنها ستكون قريباً، إنما الفكرة بحد ذاتها قائمة.
وماذا في الذهاب إلى غزة؟
- تحريك الوضع، لعل وعسى أن نستطيع أن نستعيد اللحُمة خصوصاً ونحن لم نقطع اتصالاتنا مع حماس إطلاقاً، والدليل على ذلك أن هناك وفداً فلسطينياً الآن في دمشق للقاء خالد مشعل وغيره من القيادات.
هذا ما أردت أن أسألك عنه في الواقع، هل اللقاءات في دمشق تعني أن هناك فعلاً تقدماً في المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.
- إن شاء الله، نحن لا نعرف، لا بد أن نسمع من الوفد (فتح) ماذا حصل بينهم وبين وفد حماس حتى نعرف إذا كان هناك تقدم.
ما هي شروطكم للمصالحة الآن؟
- لا يوجد لدينا أي شروط إلا أن تذهب حماس وتوقع على الوثيقة المصرية، وبعد ذلك إن كانت لها ملاحظات ستؤخذ في الاعتبار لأنه أيضاً ستكون لغيرها ملاحظات. لذلك الآن لا نبحث أي تعديلات إطلاقاً على الوثيقة المصرية. توقع ثم بعد التوقيع يكون هناك الحديث عن الملاحظات، فهي شيء آخر. لو حصل التوقيع، عندنا خطوات. الخطوة الأولى هي تشكيل حكومة فلسطينية، ربما مثلاً من مستقلين وغيرهم. نحن لا مانع لدينا، وهذه الحكومة لها مهمتان أساسيتان: المهمة الأولى أن تحصل على الأموال التي رصدت في مؤتمر شرم الشيخ لإعادة بناء غزة، والثانية أن تقوم الحكومة بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، تحدد الموعد وتشرف على الانتخابات.
حماس لا تقبل بذلك، أعندها شروطها للانتخابات؟
- أي شروط، مثل ماذا؟
أسألك.
- لا أعرف إن كانت لها شروط أم لا. ربما هي من حيث المبدأ ترفض الانتخابات، هذا موضوع آخر، إنما لا أعتقد أن هناك شروطاً... أي شروط؟ يعني الرقابة والمراقبة والإشراف الدولي وغيره؟ كل هذا موجود، والنزاهة موجودة واللجنة المشرفة على الانتخابات هي لجنة مستقلة وليست لجنة حكومية. نحن من القلة القلائل في العالم العربي وغير العربي حيث تشرف على الانتخابات لجنة مستقلة. وتعرف حماس تماماً أن هذه اللجنة مستقلة ونزيهة. والدليل على ذلك انتخابات عام 2006.
نسمع أن حماس تدعو الرئيس باراك أوباما إلى التحاور معها، وانها تقبل فكرة قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967، هل هذا ما تفهمه من خلال موقف حماس؟
- لا. نحن سمعنا من بعض أطراف في حماس المواقف التالية: أولاً أنها تقبل بدولة على حدود 1967. الذي نعرفه أنها أوقفت المقاومة في غزة، وإن كانت تحاول أن تقوم ببعض الأعمال في الضفة الغربية، وقامت فعلاً في منطقتين. في غزة تمنع منعاً باتاً أي أعمال تصدر في غزة، والدليل على ذلك أنها تلاحق أولئك الذين يطلقون الصواريخ. وطبعاً هي دانت أكثر من مرة الصواريخ واعتبرتها عملاً غير وطني. ومع ذلك بين الفترة والأخرى يقال أنها حامية المقاومة والممانعة، كما توجد صفة لبعض الدول أنها دول المقاومة والممانعة. طبعاً هذه الصفة تثير الضحك، ولا يوجد أحد في العالم العربي يسمى دول الممانعة والمقاومة.
الفصائل الفلسطينية في لبنان، حزب الله في لبنان، دولة مثل سورية تتحدث عن المقاومة ...
- أنا ليست لي علاقة بحزب الله، إنما الفصائل تتكلم كثيراً، لكنها لا تمارس المقاومة منذ أكثر من 30 سنة. انها لا تمارس المقاومة. هي تحمل السلاح، في لبنان، وتدعي أن هذا للمقاومة، ولحق العودة، وطبعاً هذا كلام أيضاً يثير الضحك.
حماس تلقى دعوات متكررة من أطراف أميركية تقول انه لا بد من أن تكون حماس طرفاً في التفاوض.
- حماس تحاول أن تتصل وتحاول أن ترسل رسائل، إلى أميركا وغير أميركا، لتقول لها نحن حاضرون للحوار، نحن حاضرون للسلام، نحن حاضرون لكذا... لا أسمع ردود فعل من دول الغرب وبالذات من أميركا عن هذا. إنما الذين يعيبون على موضوع المفاوضات والاتصالات مع الأميركان يركضون ويلهثون من أجل الوصول إلى أي حوار مع الأميركان. يعني، إذا استقبلوا رئيس بلدية متقاعد أو رئيس كذا متقاعد، يفرحون كثيراً بأن هناك اتصالات مع أميركا، والكل يعرف طبيعة هذه.
وماذا عن الأطراف الأميركية التي تتحدث عن دور ضروري لحماس كشريك لكم كسلطة فلسطينية في المفاوضات؟
- هذا ليس شأن الأطراف الأميركية. المفاوضات تتم باسم منظمة التحرير الفلسطينية. حتى حماس عندما تتكلم تقول إن المفاوضات لمنظمة التحرير ويقودها أبو مازن. النتائج ستعرض على استفتاء، النتائج ليست محصورة بأحد إطلاقاً وإنما يمكن، عندما ننتهي إلى الوصول إلى حل، أن يعرض على استفتاء عام.
هل للسلطة الفلسطينية أي دور يمكن أن تلعبه في مسألة الفصائل الفلسطينية في لبنان؟
- إن الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير ملتزمة ما تقوله منظمة التحرير. بمعنى، وهذا موقف واضح، بالنسبة الى السلاح خارج المخيمات، تستطيع الحكومة اللبنانية أن تجمعه في الوقت الذي تريد. بالنسبة الى السلاح الموجود في المخيمات، ما تقرره الحكومة اللبنانية نحن مستعدون أن نقبل به كفصائل منظمة التحرير. ما عدا ذلك، ليست لنا علاقة بالذي يرفع شعاراً هنا وهناك وله ارتباطات.
هل لأن هذه الفصائل مقرها دمشق؟
- لا أقول أن مقرها دمشق أو غير دمشق إنما معروف.
نُقل عنك أثناء لقائك مع الطائفة اليهودية، الرجاء إيضاح ما حدث، تعبير دولة لليهود أو الدولة اليهودية. هناك لغط بين الأمرين، ولماذا المطلوب منكم أنتم كفلسطينيين أن تتحدثوا عن نوعية تلك الدولة؟
- هذا السؤال نسأله لمن يطالبنا: لماذا نحن الفلسطينيين مطلوب منا أن نعترف بالدولة اليهودية؟ هذا شأن إسرائيلي، هم يسمون أنفسهم ما يريدون، ليست لنا علاقة به. ليس لنا أن نعترف نحن بالدولة اليهودية، أو دولة شعب اليهود أو غيره. كل ما فعلناه وعملناه عام 1993 هو الاعتراف بوجود دولة إسرائيل. هذا جاء من خلال الاعتراف المتبادل، لا أكثر ولا أقل. وأنا قلت للطائفة اليهودية، أنكم كل سنة تطلبون شيئاً جديداً، ونحن لسنا على استعداد أن نقبل هذا إطلاقاً.
المقصود عملياً أن تكون دولة إسرائيل لليهود فقط، وهذا يعني...
- هذا يعني الكثير، هم عندما يقولون دولة يهودية يريدون أن يتخلصوا من كل العرب الموجودين عندهم.
لا بد أنكم تفكرون في هذا الأمر. هل حل المشكلة الديموغرافية الإسرائيلية داخل إسرائيل.
- لن نقبل حل المشكلة على حساب العرب، فوجودهم في إسرائيل قبل قيام الدولة الإسرائيلية وقبل وجود اليهود في إسرائيل بمئات السنين. هؤلاء من حقهم أن يبقوا ومن حقهم أن يكونوا مواطنين متساوي الحقوق والواجبات في هذه الدولة.
أتخشى أن يكون في ذهن إسرائيل الإبعاد القسري، الطرد الجماعي؟
- هذا طُرح، طُرح من ليبرمان (وزير خارجية إسرائيل).
تقصد عندما عرض مبادلة السكان بالأراضي.
- نعم، ومسألة تبادل السكان والأراضي هي مسألة أيضاً عليهم أن ينسوها.
أن ينسوا ذلك؟
- أن ينسوا ذلك، لن نقبل به إطلاقاً.
عذراً للإصرار على هذه النقطة. أنت لا تريد عسكرة الانتفاضة، وعندما تقول لن نقبل، ماذا في يدك السيد الرئيس من أدوات لتمنع هذا الشيء؟
- بيدي الحق. أنا صاحب حق، والدليل على ذلك أن كل العالم معي، كل العالم من دون استثناء. معي في حقي معي في المطالبة بحقي. لم أسمع دولة واحدة أو منظمة واحدة، من أدنى الدنيا لأقصاها، لا توافق على أن هناك حقاً للشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية على حدود 1967 وفي تطبيق الشرعية الدولية المعتمدة والاتفاقات المعتمدة، بيننا وبين الإسرائيليين. لا يحق للإسرائيليين أن يقولوا هذا نقبله وهذا لا نقبله، هذا نرضاه وهذا لا نرضاه. نقول ليس من حقهم، فهذا واجبنا. أما مسألة عسكرة الانتفاضة، نحن جربنا عسكرة الانتفاضة وأدت بنا إلى ما أدت إليه من تدمير وغيره. لن نعود إلى ذلك مرة أخرى، إننا غير قادرين على ذلك.
فكيف يمكن لكم منع مثل هذه الإجراءات الإسرائيلية، لو كانت ستحدث، علماً أنه منذ عشر سنوات فقط حدث تطهير عرقي في عقر دار أوروبا، في البوسنة، ولم يتمكن أحد من إيقاف ذلك. من أين تأتي بالثقة من إنك ستتمكن من إيقاف ذلك؟
- لكل حادث حديث، عندما تريد أن تقوم إسرائيل بهذا، الشعب الفلسطيني سيدافع عن حقوقه.
في المفاوضات وأنا أعرف إنك لن تدخل في صلب المفاوضات.
- لا. لن أدخل.
بالتأكيد، إنما فكرة الإطار، هل هي فكرة خاطئة؟
- ما معنى فكرة إطار؟ فكرة إطار هي الاتفاق الكامل على قضايا الحل النهائي الستة زائد الأسرى. عندما نتفق على مضامين الحل، هذا اسمه الإطار. مضامين الحل. تطبيق هذا يحتاج إلى وقت. أيضاً هذا الوقت يجب أن يكون محكوماً بوقت محدد، ليس مفتوحاً إلى الأبد، أي أن نكون متفقين أو نتفق على أن التطبيق سيتم على مراحل. لا بأس أن نكون عارفين بالهدف ومتفقين عليه. إذا اتفقنا على كل شيء، يبقى التطبيق، والتطبيق يحتاج إلى وقت، ونحن ليس لدينا مانع أن يكون التطبيق من خلال مراحل معروفة النهاية. هذا هو الإطار.
نعم، فإذن البدء في موضوع الحدود من وجهة نظرك.
- هو تحديد الدولة، الحدود والأمن، الأمن نحن نطالب بأن يكون هناك طرف ثالث دولي موجوداً عندنا، هذا الطرف الثالث يعطي الاطمئنان لكل الأطراف.
طرف ثالث أممي؟
- أممي، أميركي، هنا لن تكون لنا شروط، شرط ألا يكون إسرائيلياً. بالضبط، يعني نقبل أي وجود أممي لكن لا نقبل وجود إسرائيلي واحد حتى لو كان مسلماً أو مسيحياً. لا نقبل.
هيلاري كلينتون قالت عند الحديث عن الحدود انها تعالج مسائل الاستيطان، تعالج مسائل.
- إن الحدود تحدد الحدود. عندما تحدد الحدود، يكون معروفاً ما هو لنا وما هو لهم. والحدود هي حدود عام 1967، مع تعديلات طفيفة ومتبادلة بالقيمة والمثل، ليس بتبادل سكاني. لا. محدودة بالقيمة والمثل.
وبعد ذلك، يأتي الحديث عن حق العودة وإلى...
- لا. معه، حق العودة ومشكلة اللاجئين، على الطاولة. ومشكلة المياه على الطاولة. المشاكل الأخرى أيضاً تكون على الطاولة، كلها تكون على الطاولة.
هل الوجود الأميركي في غرفة المفاوضات مفيد؟
- مفيد، نعم.
لماذا؟
- لأنه على الأقل يكون هناك شاهد. شاهد يقول أنه قال كذا، ولم يقل كذا... يمكن أن نكون نحن وحدنا وأن يخرج الإسرائيليون ويقولوا أنتم قلتم كذا، وأن يطبلوا ويزمروا وينتهي الأمر.
أطراف اللجنة الرباعية والأوروبيون، يبدو أنهم متضايقون قليلاً من...
- من حقهم أن يتضايقوا. ونحن طالبنا عندما عقد مؤتمر واشنطن الأخير في 2 أيلول (سبتمبر) أن تحضر أطراف الرباعية، أن تحضر أطراف غير أوروبية، وأن تحضر أطراف عربية، مثل رئاسة لجنة المتابعة العربية، والجامعة العربية، أن تحضر المؤتمر، يعني نحن يهمنا جداً أن تحضر أطراف أخرى.
قيل لكم لا؟
- أميركا رفضت، لم تسمح إلا فقط بدعوة (العاهل الأردني) الملك عبد الله الثاني والرئيس حسني مبارك و(ممثل الرباعية) توني بلير.
لماذا؟
- هذا موقف أميركا.
هل للاستفراد؟ هل عدنا لعهد الاستفراد؟
- هذا موقفهم. في (مؤتمر) أنابوليس كانت الحكاية موقوفة على خمسة، قمنا نطالب ونطالب حتى صاروا 50، وحضرت 50 دولة. وكنا نريد نموذج أنابوليس لكنهم لم يوافقوا.
لماذا هذا التفكير حتى نفهم المنطق؟
- أنا لا أعرف، الأميركان أحياناً يريدون أن يبقوا وحدهم، مع أنه في وجود أطراف عربية، ومع أنه صار لقاء في 14 الشهر الجاري في شرم الشيخ بحضور مبارك، وأركان الحكومة. لكن الأميركان أحياناً بيركبوا راسهم (يعاندون). هذا موقفهم.
أتخشى أن يفشل الرئيس باراك أوباما في الموضوع الفلسطيني؟
- نياته طيبة بلا شك. ما قاله في الأمم المتحدة، وما يقوله لنا، وما يعبر عنه، وما تعبر عنه الإدارة الأميركية مواقف جيدة. لكن تطبيق هذه المواقف هو الامتحان. هل يمكن أن تستمر الإدارة في هذا أم لا، علماً أن الإدارة الأميركية تقول إن الحل في الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، مستقرة كما قال الرئيس، هو مصلحة حيوية أميركية؟ إذن ما دام مصلحة حيوية أميركية، لا بد من عمل جاد من أجل تحقيق هذه المصلحة.
عندما اجتمعت مع ممثلين عن الطائفة اليهودية، هل لمست أن هناك تحولاً في نوعية وصدق دعم الدولتين؟
- الطائفة اليهودية تاريخياً ليست لها إلا قناة واحدة تسمع منها، وهي الحكومة الإسرائيلية، وهي الكنيست. لم يجرب أحد أن يطرق هذا الباب ليناقشه ليستمع إليه. المرة الأولى التقيت معهم في واشنطن، والمرة الثانية في نيويورك، وأعتقد على الأقل إني قدمت لهم صورة واضحة عما نريد. قدموا لي أسئلة كثيرة عن هواجسهم، وأجبتهم بكل صراحة ووضوح. هذا مفيد. لكن لا أزعم بأنني أقنعتهم بما أريد، لكن على الأقل لا يستطيعوا أن يقولوا نحن لا نعرف إلا من إسرائيل.
بالنسبة الى هواجس الفلسطينيين، تعرف أن هناك على الأقل شقاً من الفلسطينيين لا يؤمن بالمسار الذي اخترته كرئيس للسلطة الفلسطينية. ماذا عن هواجس هؤلاء؟ ماذا تقول لهم؟
- نحن نلتقي معهم ونتحدث. يقتنعون أو لا يقتنعون، هذا موضوع آخر. تبقى هناك حرية الرأي والمعارضة. هذا شيء مهم أو شيء ضروري، لكن من واجبنا أن نتحدث مع الجميع. إنما الشعب الفلسطيني ليس كله مثل بعضه. هناك معارضون وهناك موافقون، لذلك أنا التقيت مع الجالية الفلسطينية في نيويورك، وقضيت معهم ساعة ونصف الساعة، شرحت لهم كل شيء وسألوني عن كل ما يريدون. هناك أناس لا يريدون أن يقتنعوا، لم أرهم بالأمس على الأقل، وهناك أناس لا يريدون أن يقتنعوا، هذا شأنهم.
يقول البعض أن ميتشل ضعيف، أنه لن يتمكن من إنجاز ما يريد له باراك أوباما أن ينجزه.
- أعتقد أن ميتشل أولاً شخصية مهمة ومجربة، وله تجربة في ايرلندا، ورجل ليس ساذجاً، وليس غريباً عن السياسة، وهو في الوقت نفسه يمثل الإدارة الأميركية. القضية ليست في أنه قوي أو ضعيف شخصياً. هو رجل فاهم، يعرف عمله، وهو يمثل كل الإدارة الأميركية في توجهاتها، وبالتالي الحديث عنه إنه ضعيف هذا كلام غير صحيح.
حديثنا مساء اليوم الجمعة سينشر في عدد الأحد. دعني اسألك: إذا تم التوصل إلى صيغة، هل تنطلق المفاوضات بزخم أكثر؟ وإذا لم يكن هناك تفاهم على تجميد الاستيطان، ماذا ستفعلون؟ ستعلنون إيقافها؟ ماذا سيحدث؟
- لا. نحن في هذا سنعود إلى المؤسسات الفلسطينية، وإلى لجنة المتابعة العربية. إذا نجحنا في استمرار التجميد، بالتأكيد ستكون المفاوضات في زخم، ويومياً. نحن ليس لدينا مانع في أن تكون يومية ومستمرة ودائمة وجادة وواضحة وكل شيء على الطاولة. وإذا لم يحصل شيء، سنعود إلى هذه المؤسسات العربية والفلسطينية لنقول لها ما هو الرأي؟ ما هو الموقف؟
ماذا تعني بالمؤسسات؟
- لجنة المتابعة العربية مهمة جداً بالنسبة إلينا، فهي تمثل الجامعة العربية والدول العربية، ثم عندي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعندي اللجنة التنفيذية لحركة فتح.
الحياة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.