الرباط:وصفت مصادر رسمية في الرباط إبعاد المنشق الصحراوي مصطفى سلمى عن مخيمات تندوف بعد «محكمة صورية» بأنه بمثابة نفي إلى المنطقة العازلة في مهريز الواقعة شرق الجدار الأمني. وكشفت أنه تم ترحيله تحت حراسة مشددة، ما زالت مضروبة حوله. وأوضحت المصادر أنه مُنع من زيارة زوجته وأبنائه والمكوث في المخيمات، وبالتالي فالأمر «لا يتعلق بإطلاق سراحه وإنما بنفيه». وقالت المصادر إن مصطفى سلمى توجه إلى مخيمات تندوف من مدينة «الزويرات» شمال موريتانيا بهدف الإقامة في المخيمات، وأنه رفض عروضاً قدمت له لناحية استقدام أفراد عائلته إلى موريتانيا، وتمسك بالبقاء في المخيمات لمحاورة السكان حول أفضل الصيغ الممكنة لإنهاء نزاع الصحراء. ولم يخف مساندته المطلقة لخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب منذ عام 2003 لتجاوز المأزق الراهن. وعزت المصادر هذا التطور إلى الضغوط الدولية التي مورست ضد جبهة «بوليساريو» والجزار للإفراج عن المعتقل مصطفى سلمى، كان آخرها التصريح الصادر عن الناطق باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والذي جاء فيه أن المنظمة تتابع ملف مصطفى سلمى «عن كثب وبانشغال كبير». وأكد روبير كولفيل بهذا الصدد: «على غرار المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإننا نرصد الأمر عن كثب». فيما أوضح ناطق باسم مفوضية اللاجئين أن مصطفى سلمى «له الحق في معاملة إنسانية، طبقاً للاتفاقات ذات الصلة بالأشخاص المحرومين من حرياتهم». وعبّر البرلمان الأوروبي، من جهته، في رسالة إلى بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي عن «قلقه» إزاء المعلومات التي تلقاها من البعثة المغربية حيال هذه التطورات، فيما دعا نشطاء مغاربة وأوروبيون ينتسبون إلى تنظيمات أوروبية غير حكومية إلى البدء في إجراءات «متابعة المسؤولين عن اعتقال مصطفى سلمى» أمام المحاكم ذات الاختصاص. إلى ذلك، ربطت المصادر بين هذه التطورات وبدء اللجنة الرابعة في الأممالمتحدة درس ملف الصحراء، بخاصة أن اليوم الأول تميّز بمداخلات عرضت إلى انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف. ورجّحت المصادر أن يؤول الجدل الدائر إلى تبني توصية وفاقية تدعم جهود مجلس الأمن ومساعي الموفد كريستوفر روس، لا سيما أن السنوات الأخيرة عرفت ملاءمة بين توصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الذي يتبنى خيار المفاوضات «من دون شروط مسبقة» ويدعو إلى معاودة بناء أجواء الثقة لاستئنافها في ظروف مغايرة. الحياة الخميس, 07 أكتوبر 2010