منعت سلطات الاحتلال مساء أمس أهالي أسرى القدس من إقامة احتفال لمناسبة يوم الأسير كان من المقرر عقده في المسرح الحكواتي، وحذرت القائمين عليه من تحدي القرار. وكانت قوات كبيرة من الشرطة وأفراد القوات الخاصة حاصرت مكان المسرح في القدسالشرقية، وطلبت من الأهالي ولجنة أهالي أسرى القدس مغادرة المكان بحجة أن الاحتفال ينظم دون إذن مسبق. وقال وزير شؤون الأسرى أشرف العجرمي الذي حضر إلى المكان: إن موضوع الأسرى يجب أن يكون في سلم الأولويات، وألا يكون هناك تمييز بين الأسرى أنفسهم طالما أن قضيتهم واحدة. وأكد أن الأسرى المقدسيين جزء من الحركة الأسيرة، وأنه يجب أن يكونوا ضمن أي ترتيبات أو اتفاقات قادمة، ولا يجوز إبقاؤهم رهناً للمزاج والقرار الإسرائيليين. ولفت العجرمي إلى أن إسرائيل تزج بعشرات الفلسطينيين يومياً في سجونها، حيث يرتفع عدد المعتقلين إلى حوالي 11 ألفاً، فيما تستمر معاناتهم ومعاناة ذويهم. ووجه عطا الله حنا التحية إلى الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وقال: إن الأسرى هم عنوان المرحلة، ولا يجوز أن يتم تجاهلهم أو نسيانهم، فلولا تضحياتهم لما كانت هناك إنجازات، ويقتضي الوفاء لهم الحرص على إبقاء قضيتهم ساخنة ومهمة وفي سلم الأولويات من قبل السلطة. كما حضر إلى المكان عدد من أعضاء إقليم فتح في القدس، وممثلون عن المؤسسات والجمعيات والاتحادات المختلفة، إحياء ليوم الأسير وللتضامن مع أسرى الحرية المقدسيين. ويبلغ عدد أسرى القدسالمحتلة في سجون الاحتلال ما يقارب 525 أسيراً يشكلون ما نسبته 5% من مجموع الأسرى الفلسطينيين، يتوزعون بين 187 موقوفاً و33 معتقلاً إداريًا و305 محكومين، بينهم 6 نساء و12 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً. ومعظم الأسرى المقدسيين اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت في ال28 من أيلول عام 2000، فيما اعتقل 51 منهم قبل اتفاقات أوسلو التي وقعتها السلطة مع الاحتلال عام 1993، وحصلت عدة صفقات لتبادل الأسرى أثناء فترة أسرهم، لكن سلطات الاحتلال رفضت شملهم في الصفقات المختلفة لتبادل الأسرى بحجة أنها تعاملهم كمواطنين لديها. وكانت سلطات الاحتلال أفرجت في إطار عملية السلام (أوسلو) مع منظمة التحرير عن حوالي 7000 أسير فلسطيني على عدة دفعات، ولم تشمل هذه الإفراجات أياً من المعتقلين المقدسيين. وتعامل سلطات الاحتلال الأسرى المقدسيين معاملة السجناء الإسرائيليين الجنائيين، وتعتبر سجنهم والأحكام الصادرة بحقهم شأناً داخلياً، فلا تقبل إدخالهم في أي صفقةٍ لتبادل الأسرى، ولا تعطيهم حقوق أسرى الحرب.