عمان:يتوجه الناخبون الاردنيون الثلاثاء الى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المبكرة التي تجري وسط مقاطعة المعارضة الاسلامية. ودعي حوالى 2,5 مليون شخص للتوجه الى صناديق الاقتراع في عموم محافظات المملكة ال12 لاختيار اعضاء مجلسهم النيابي السادس عشر.وتفتح مراكز الاقتراع ال1492 ابوابها من الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 ت غ) وتقفل عند الساعة السابعة مساء (1700 ت غ)، مع امكانية تمديد الاقتراع ساعتين. ومن المفترض ان تبدأ عملية فرز الاصوات مباشرة بعد اغلاق مراكز الاقتراع على ان تعلن النتائج الاولية مساء عند حوالى الساعة 2030 (1830 ت غ). وتعهدت الحكومة باجراء انتخابات نزيهة وشفافة وشددت على فرض عقوبة على المتورطين بعمليات "شراء الاصوات" بحبس الراشي سبع سنوات والمرتشي ثلاث سنوات. ويشارك في الانتخابات نحو 763 مرشحا بينهم 134 نساء يتنافسون على 120 مقعدا. ومن بين المرشحين 97 نائب من المجلس النيابي السابق. واغلب المرشحين موالين للدولة وينتمون الى العشائر الكبرى بالاضافة الى مستقلين ورجال اعمال مع وجود معارضة مبعثرة. وسيحصل مسيحيو الاردن على تسعة مقاعد والشركس على ثلاث مقاعد والنساء على 12 مقعد ضمن كوتا انتخابية. وتم تقسيم المملكة الى 45 دائرة أنتخابية رئيسة تضم 108 دائرة فرعية. وسيتم نشر حوالى 40 الف عنصر امني مابين شرطة وجيش ودرك لتأمين حماية مراكز الاقتراع. وتجري عملية الاقتراع التي يشرف عليها نحو 40 الف موظف بحضور حوالى ثلاثة آلاف مراقب محلي و250 مراقب اجنبي. وهي المرة الاولى في تاريخ المملكة يتم السماح فيها بحضور مراقبين اجانب وذلك بهدف دحض اتهامات التزوير. ويتزامن موعد اجراء الانتخابات مع الذكرى الخامسة للاعتداءات الدموية التي طالت ثلاث فنادق فخمة في عمان في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2005 والتي اودت بحياة 60 شخصا واصابة 100 آخرين، والتي تبناها زعيم القاعدة في العراق الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة اميركية شمال شرق بغداد عام 2006. وبحسب استطلاع للرأي اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية بمشاركة 1791 شخصا للفترة من 31 تشرين الاول/اكتوبر لغاية 14 تشرين الثاني/نوفمبر ونشرت نتائجه الاحد فأن 65% من المستطلعين اعتبروا بأن هذه الانتخابات سوف تكون حرة ونزيهة وشفافة. واكد 8% من المستطلعين انهم سيقاطعون الانتخابات مقابل 87% أفادوا بأنهم غير مقاطعين. واوضح 44% بأنهم سوف يمنحون صوتهم لمرشح مستقل ينتمي بشكل عام الى الاتجاهات الموالية للحكومة، و13% لمرشح العشيرة بصرف النظر اذا كان مواليا للحكومة او معارضاً لها، و8% لمرشح إسلامي سابق. وقال 56% من المستطلعين انهم لن يقوموا بانتخاب أي من النواب السابقين، مقابل 30% أفادوا بأنهم سوف يقومون بذلك في حين افاد 4% بأنه لا يوجد مرشح سابق من المجالس النيابية في دوائرهم الانتخابية. وقاطعت الحركة الاسلامية، ممثلة بحزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن وابرز احزاب المعارضة، الانتخابات باعتبار ان الحكومة "لم تقدم ضمانات لنزاهتها" بعد ما حدث من "تزوير" في انتخابات 2007. ورغم قرار المقاطعة يشارك سبعة مرشحين مستقلين من الحركة الاسلامية في هذه الانتخابات، جمدت عضويتهم في حزبهم، وهم معرضون لفقدان عضويتهم. واقرت الحكومة الاردنية في 18 آيار/مايو الماضي قانونا مؤقتا للانتخاب رفع عدد المقاعد المخصصة للنساء في مجلس النواب من 6 الى 12 وعدد اعضاء المجلس من 110 الى 120 نائبا. الا انه ابقى نظام "الصوت الواحد" الذي لا يزال موضع انتقاد منذ بدء تطبيقه منتصف تسعينات القرن الماضي. وحل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مجلس النواب بعد انتقادات لسوء ادائه وضعفه. واجريت آخر انتخابات نيابية في الاردن في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2007. وكان يفترض ان تستمر ولاية مجلس النواب المنحل حتى 2011. ومنذ ذلك الحين تعيش المملكة من دون برلمان. وهي المرة الثانية التي يحل فيها العاهل الاردني مجلس النواب منذ اعتلائه العرش العام 1999. ويضم مجلس الامة في الاردن مجلس النواب الذي يتم انتخاب اعضائه كل اربع سنوات، ومجلس الاعيان الذي يضم 60 عضوا يعينهم الملك. وجرت اول انتخابات تشريعية في الاردن في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1989.