اتهمت الحركة الإسلامية في الأردن الحكومة بتزوير الانتخابات العامة التي جرت الثلاثاء بعد إعلان النتائج الرسمية الأربعاء، والتي أشارت إلى فقدانها لأكثر من نصف مقاعدها السابقة في البرلمان. وطالبت الحركة على لسان المتحدث باسمها جميل أبو بكر "بإلغاء نتائج الانتخابات في الدوائر التي جرى فيها تزوير"، معتبرا أن "ما جرى جريمة كبيرة وخطأ كبير في حق البلد والمواطن". وأضاف أبو بكر في مؤتمر صحفي أن الجبهة "استهدفت وخسارتها في هذه الانتخابات هي الخسارة الأقل أمام خسارة الوطن". من جانبها نفت الحكومة حصول أي عمليات تزوير أو شراء أصوات في الانتخابات. وقال وزير الداخلية عيد الفايز إن "موضوع شراء الأصوات تم تكبيره أكثر من اللازم". مشيرا إلى أن هناك "عددا محدودا لا يتجاوز أصابع اليد حاول شراء ذمم الأردنيين وتم إلقاء القبض عليهم وسينالون جزاءهم العادل قريبا". النتائج الرسمية وكان الفايز قد أعلن الأربعاء في مؤتمر صحفي النتائج الرسمية للاقتراع وأسماء النواب الفائزين، وأشار إلى أن نسبة التصويت بلغت 57% من 2.4 مليون نسمة دعوا للتصويت. وأظهرت النتائج فوز مرشحين مستقلين موالين للحكومة بغالبية مقاعد مجلس النواب أغلبهم يمثل العشائر الأردنية الكبرى. كما ضم مجلس النواب الجديد وجوها تمثل جيلا جديدا من الشباب وهم أيضا موالون للسلطة. وفي المقابل حصل مرشحو جبهة العمل الإسلامي أبرز أحزاب المعارضة على ستة مقاعد فقط من مجموع مقاعد البرلمان ال110 على الرغم من مشاركتها ب22 مرشحا، وكان الإسلاميون يشغلون 17 مقعدا في مجلس النواب المنحل. وحتى في محافظة الزرقاء (20 كلم شمال عمان) والتي تعتبر معقل الإسلاميين، لم تتمكن مرشحة جبهة العمل الإسلامي الوحيدة الصيدلانية حياة المسيمي (45 عاما) من الفوز بالانتخابات عبر نظام "الكوتا" النسائية التي تخصص للمرأة ستة مقاعد في المجلس النيابي. وبحسب نظام "الكوتا" النسائية، يتم انتخاب النساء الست اللواتي يحصلن على أكبر عدد من الأصوات من بين المرشحات ال199. وأظهرت نتائج الانتخابات النهائية فوز أول امرأة أردنية عبر التنافس خارج نطاق "الكوتا" منذ استئناف الحياة البرلمانية في الأردن عام 1989، حيث فازت طبيبة الأسنان فلك الجمعاني عن دائرتها الانتخابية في محافظة مأدبا (شمال) بعد حصولها على 3301 صوت. وإضافة لهذه النتائج المتواضعة للإسلاميين لم تحصل المعارضة اليسارية سوى على أربعة مقاعد. رئيس وزراء جديد وفي السياق ذاته أفاد مراسل الجزيرة في عمان بأن ملك الأردن عبد الله الثاني يتجه لتعيين رئيس وزراء جديد في الأيام القليلة القادمة ليحل محل رئيس الوزراء الحالي معروف البخيت الذي يقود الحكومة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2005. وقال المراسل إن الأوفر حظا لخلافة البخيت هو نادر الذهبي الذي يترأس منذ 2004 منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وهي منطقة اقتصادية حرة أقيمت عام 2002 في مدينة العقبة جنوبي المملكة. وسبق للذهبي المولود عام 1946 أن شغل منصب وزير النقل (2001-2003) بعدما كان رئيسا لمجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية في الفترة الممتدة من العام 1994 إلى 2001. وبحسب الدستور يعين الملك رئيس الوزراء الذي يقدم بعد ذلك تشكيلته الحكومية له للموافقة عليها.