لندن:قررت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) تأجيل موعد بث الفيلم الوثائقي 'قتل في بيروت' الذي يتناول ظروف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005، وذلك على خلفية التوتر المتنامي في بيروت حول القرار الظني المنتظر صدوره قريبا عن المحكمة الخاصة في لبنان. وقالت محطة ال'بي بي سي' انها ارجأت موعد بث الجزء الاول من الفيلم الوثائقي الذي كان مقررا يوم غد السبت للتحقق من انه مطابق مع قواعدها في التحرير. وقال متحدث باسم 'بي بي سي' ان 'كافة برامج بي بي سي بما فيها تلك التي يتم شراؤها في الخارج يجب ان تكون متطابقة مع قواعد التحرير التي نعتمدها (...) واحيانا تستلزم هذه العملية وقتا اطول'. وحسب مصادر في 'بي بي سي' فسبب تأخير عرض البرنامج يعود الى ان الحلقات لم تتوافق في اخراجها وانتاجها مع معايير التحرير والبث المعمول بها في المؤسسة المعروفة، ولكن صحيفة 'الغارديان' نقلت عن مصادر مطلعة داخل المؤسسة قولها انه وان لم تتلق الهيئة اية تحذيرات او طلب من جهات معينة بعدم بث الحلقات الا ان جوا من القلق خيم على المحطة من تداعيات البث في وقت وصلت فيه الامور في لبنان لحالة من الغليان. وعبر منتج الفيلم، كريستوفر ميتشل عن خيبة امله بتأخير بث الفيلم. ونقلت 'الغارديان' عنه قوله 'صحيح انه تم تأخير بث الفيلم، ولكنني تلقيت تأكيدات بعدم استبعاده'، مشيرا الى ان 'المواضيع عن الشرق الاوسط تتميز عادة بحساسية وفي غالب الاحيان تأخذ وقتا من اجل التأكد من الحقائق الواردة في الافلام وبالتالي المصادقة عليها'، وعبر عن امله ان يتم عرضه في المستقبل القريب. واشار باحث لبناني في لندن الى اجواء 'الرعب' في بيروت، ونقلت الصحيفة عن نديم شحادة من معهد 'تشاتام هاوس' في لندن قوله ان هناك 'مناخاً من الرعب في بيروت'، مشيرا الى ان المناخ هذا قد يكون حملة منظمة من اجل ممارسة الضغط على المحكمة. وذكرت صحيفة 'الاخبار' اللبنانية المقربة من حزب الله ان 'جهة نافذة في لبنان وفي السعودية وفي دولتين عربية واوروبية قررت تقديم المساعدة في انتاج وثائقي حول اغتيال الحريري، وعهد انجازه الى شركة 'او ار تي في' التي يديرها الصحافي السعودي عبد الرحمن الراشد المدير العام لقناة 'العربية'. وجاء في هذا الفيلم الوثائقي حسب صحيفة الاخبار اللبنانية 'ان وحدة صغيرة من حزب الله يترأسها قيادي رفيع من مواليد جنوب لبنان (لم يذكر اسمه) كان قائد فرقة الاغتيال ومسؤولا عن احضار شاحنة الميتسوبيتشي' التي ادى انفجارها الى مقتل الحريري. ووصف الفيلم هذه الوحدة بان 'لديها خبرة عظيمة في تجهيز عبوات السيارات المفخخة وكانت عام 2005 تتبع مباشرة للقائد العسكري لحزب الله عماد مغنية'. وكان مغنية اغتيل في دمشق في شباط (فبراير) 2008 في انفجار غامض، ويتهم حزب الله اسرائيل باغتياله. كما يشير الفيلم ايضا باصابع الاتهام الى سورية عندما تورد صحيفة 'الاخبار' ان الفيلم 'يعرض مشاهد تمثيلية لشبان ملتحين يجرون اتصالات في ما بينهم' في منطقة الانفجار قبل وقوعه، ويقوم احدهم بالاتصال 'بمسؤول كبير في الاستخبارت السورية العاملة في لبنان'. وتم الانتهاء من انتاج النسخة الاولى من الحلقات في الصيف الماضي لكن 'العربية' لم تبثها، 'ربما لان الظروف تغيرت وان السعودية كانت تحاول اصلاح علاقاتها مع سورية' حسب صحيفة 'الغارديان'. وفي هذا الوقت دخلت 'بي بي سي' على الخط وطالبت باعادة تحرير وتوضيب الفيلم لكي يتناسب مع معايير البث المعمولة لديها. ويتضمن الفيلم عددا من المقابلات مع صناع القرار في بيروتودمشق وواشنطن وباريس، وفي داخل المقابلات والبحث عن من قتل الحريري طموح يقول صناع الفيلم انه محاولة لتقديم القصة الخفية والمثيرة حول الصراع على السلطة في الشرق الاوسط. وكانت 'الاخبار' اللبنانية قالت في خبر لها على الصفحة الاولى في عدد الاثنين ان الفيلم يهدف لتوجيه اتهامات مباشرة لحزب الله، واظهرت صورة نصفية لرجل وصف بانه عضو في وحدة العمليات الخارجية في الحزب. وعرضت قناة 'الجديد' المؤيدة لسورية بعضا من لقطات الحلقات. ويأتي تأجيل العرض على 'بي بي سي' في وقت تحضر فيه المحكمة الدولية لقرار ظني، فيما حذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله من المساس بأي من اعضاء حزبه مهددا بقطع اليد التي ستمس ايا منهم. واضافت ان سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني اكد انه ونصر الله والقادة اللبنانيين مصممون على منع انفجار الوضع حول موضوع الاغتيال. وكان رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي، غابي اشكنازي قد صب الزيت على النار المشتعلة في لبنان عندما قال هذا الاسبوع انه في حالة توجيه اتهامات لاعضاء في حزب الله فالحزب سيقوم بانقلاب على السلطة في لبنان، خاصة بعد التسريبات عن المحكمة الدولية. ويتهم حزب الله المحكمة بالتسييس وانها تستهدف الحزب مدفوعة من اطراف لها مصلحة في استهدافه واهمها اسرائيل. وتعمل المحكمة الدولية من لاهاي في هولندا. وفي تطور جديد اشارت الصحف اللبنانية الى ان علي رضا اصغري، احد جنرالات الحرس الثوري الايراني والذي انشق عن الجيش وهرب الى امريكا هو المصدر الذي زود المعلومات حول عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله والذي اغتيل في دمشق عام 2008. ' القدس العربي'