القاهرة(مصر)محمد السروجي* الفجرنيوز:انتهت الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية بجملة من التحولات النوعية يصب معظمها في مربع التحديات والتهديدات التي يعانيها المشهد المصري على مختلف الأصعدة ، تحولات تمثل خطورة على حاضر ومستقبل بلد بثقل مصر والمنتظر أن تُصدر بقصد ودون قصد إلى العديد من دول المنطقة ، وبالتالي فنحن أمام نموذج يعيد المنطقة للوراء ولعقود عديدة حين كان يسيطر الحاكم الواحد والحزب الواحد والفكر الواحد ، لكن مع فارق جوهري أنه في السابق كانت الشعوب تابعة لهذا النمط أما اليوم فالفجوة تزداد يوماً بعد يوم بين الأنظمة والشعوب ، هذه المساحة هي الفرصة المتاحة للمعارضة الوطنية كي تقوم بواجباتها في قيادة الشعوب نحو التغيير المنشود ، من هذه التحولات : التحولات النوعية ** تحكم رجالات المال وجنرالات الأمن في مفاصل الدولة المصرية ** استحالة التغيير عبر صندوق الاقتراع لصعوبة الوصول السلمي إليه فضلاً عن الوصول لمقاعد البرلمان وبالتالي استحالة التداول السلمي للسلطة ** نسف الرصيد السياسي للحركة الوطنية المصرية والعودة بالجميع إلى المربع صفر شأنها شأن الدول الصغيرة معدومة التاريخ ** تآكل ما تبقى من شرعية منظومة الحكم بجناحيها الحزبي والحكومي واعتمادها على الذراع الأمني لا التفويض الشعبي ** حالة الفرز السياسي المتكرر للأحزاب والقوى والرموز السياسية ما أوجد مناخ فقدان الثقة والمصداقية بين المكونات السياسية ** هشاشة الأحزاب السياسية ما يهدد بانهيارها أو البقاء عليها كمجرد شكل ديكوري مكملاً أو بديلاً مؤقتاً لتيارات شعبية أكثر تأثيراً وقوة ** إصرار منظومة الحكم بجناحيها الحزبي والحكومي على إخلاء الساحة للرئيس القادم مع عدم اعتبار الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وأخيراً .... تحول نوعي من العيار الثقيل هو تنامي اليقين لدى الكيانات السياسية بعدم شرعية منظومة الحكم والمؤسسات التابعة لها والتي باتت لا تمثل الشعب بقدر ما تعبر عن منظومة الحكم وبالتالي البحث عن بدائل شعبية وشرعية أو بالأدق السعي لتأسيس مصر البديلة حتى تسترد مصر المخطوفة . مدير المركز المصري للدراسات والتنمية*