بعد فترة غياب وصمت طويل ومتعمد وفي تصريح غريب لكنه متوقع ، قال الرئيس حسني مبارك في اجتماعه مع الهيئة البرلمانية للحزب الوطني " أن انتخابات مجلس الشعب تمت في أغلب الدوائر الانتخابية بما يتفق مع صحيح القانون والإجراءات، وبعيداً عن العنف والانحراف والتجاوز" تصريح يؤكد انعزال الرئيس مبارك عن الواقع الميداني للمصريين بل والأخطر وقوعه فريسة للتقارير الأمنية والمخابراتية المفبركة والمكذوبة التي صارت سمتاً لهذه المرحلة من تاريخ مصر ، مرحلة هيمنة رجال المال وجنرالات الأمن على مفاصل الدولة المصرية بل وعلى مؤسسة الرئاسة ، تصريح الرئيس يطرح العديد من الأسئلة التي تُطرح في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد خاصة عندما يكون بعيداً كل البعد عما عاينه الناس وعاشوه وعانوا منه ، أسئلة من النوع ... هل يتابع الرئيس وسائل الإعلام ؟ وأي إعلام يتابع ؟ هل يكتفي الرئيس بقراءة التقارير فقط أم يناقشها مع من أعدها ؟ هل للرئيس مجلس حكماء أمناء أم لا يوجد ؟ سيادة الرئيس إليكم جملة من الشواهد ... أعلم أنها لن تصلكم ولكنه أداء الواجب وإبراء الذمة ، منها : سياسة » مصر (1)حكم الإدارية العليا بتأييد كل الأحكام الصادرة ببطلان إعلان نتائج انتخابات الأحد 28\11\2010 م وكذا انتخابات الإعادة 5\12\2010 م فضلاً عن الأحكام المتتالية والتي وصلت إلى 1600 حكماً واجب النفاذ (2) تقارير المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية التي أكدت أن الانتخابات شابها كم هائل من الانتهاكات منها تسويد البطاقات بيد الأمن ورجال الحزب ، تزوير غير مسبوق مرة لصالح مرشحي الحزب وفي الإعادة لصالح بقايا المعارضة الكرتونية الهشة (3) تقارير الإعلام بعض الحكومي "المسائية" وغير الحكومي المصري والإقليمي والدولي (4)مقاطع الفيديو المنتشرة على كافة المواقع الالكترونية المحلية والدولية التي تؤكد حالة التلبث بالتزوير في مشاهد مخزية تسئ لسمعة مصر والمصريين (5)شهود العيان من المرشحين والوكلاء والمندوبين فضلاً عن الناخبين (6) شهادة رؤساء اللجان أنهم تعرضوا لضغوط وتهديد بل واعتداء وطرد من اللجان وتم التزوير العلني (7) شهادة بعض القضاة والمستشارين المشاركين في الإشراف على اللجان الفرعية "المستشارون وليد الشافعي وأيمن الورداني وجمال عبد الناصر ..." (8) انسحاب بعض الضباط يوم الانتخاب من أمام اللجان خوفاً من المشاركة في جريمة التزوير (9) واقعة المرشح عزت بدوى مدير تحرير المصور الذي لم يحصل على صوتاً واحداً وقال قولته الشهيرة "إذا كان أهلي وأصدقائي خانوني فأين صوتي أنا؟!" وكذا المرشحة جميلة إسماعيل التي أسقطوها بالتزوير وفي انتخابات الإعادة لم تجد أسمها في كشوف الناخبين (10)التصريحات الرسمية للخارجية الأمريكية والاتحاد الأوربي حتى تصريحات الكيان الصهيوني المستفيد الأول من هذه المهزلة وهذا التزوير (11)التزوير المثبت في مذكرات الطعون في الصناديق التي يزيد عدد المصوتين فيها عن العدد المدون بكشوف الناخبين ونسب تصويت بلغت 150% (12)التزوير المثبت في غالبية الدوائر بالخلاف الواضح بين عدد أوراق الكوتة مع عدد الأوراق البيضاء ما يبطل هذه الدوائر "راجع تقرير الائتلاف الوطني لحقوق الإنسان" (13)انسحاب القوى الرئيسة بالمعارضة وتركهم الإعادة على ما يزيد عن 35 مقعداً للإخوان وحزب الوفد في موقف يسجله التاريخ بالنور لهما والسواد للحزب الحاكم (14)انعدام الشرعية عن المجلس "شرعية المشاركة وشرعية النزاهة وتكافؤ الفرص وشرعية التمثيل الحزبي والشعبي" (15)ترتيبات المعارضة المصرية "غير المستأنسة " لإنشاء مجلس شعبي بديل ومواز" شهادة وفاة للمجلس المزور " يتمتع بالشرعية الشعبية يحوي جميع المصريين بدلاً من المجلس الحالي الذي تحول إلى ناد للحزب الوطني سيادة الرئيس .... أطرح بين يديكم ما سبق حتى إذا وقفنا جميعاً أمام الله أكون قد قمت بواجبي الشرعي في النصح والوطني في توضيح الرؤية ... اللهم بلغت اللهم فاشهد... مدير المركز المصري للدراسات والتنمية*