تزوير الانتخابات المصرية صار من المعلوم من السياسة بالضرورة ، شهادة عالمية موثقة لا يجارينا فيها أحد مهما كانت إمكاناته وقدراته ، واقع لا يحتاج لجهد ولا مشقة للإثبات والتوثيق فقد شهده العالم عبر مراسليه صوتاً وصورة ، ومع ذلك خرج علينا فلاسفة النظام ومنظري الحزب كهنة المعبد الذين ظلوا لعقود طويلة يناضلون في مربعات اليسار واليسار المتشدد ثم تحولوا للمربع الليبرالي ثم أعادوا حساباتهم وسقطوا في مربع الاستبداد والفساد الآسن إعمالا للقاعدة غير الأخلاقية "الغاية تبرر الوسيلة" راجع تصريحات صفوت الشريف وعلى الدين هلال وأحمد عز في المؤتمر الصحفي للحزب وكذا ما كتبه الدكتور عبد المنعم سعيد في أهرام السبت 4\11\2010 م حين أرادوا تضليل الرأي العام وراحوا يتحدثون عن النزاهة والشفافية وعن قوة الحزب وتشكيلاته وما طرأ عليه من تطوير وكذا انحسار شعبية المعارضة خاصة الإخوان ، تجاهلوا وبقصد كل دلائل التزوير الفاضح مع علمهم المسبق بكل ما تم من انتهاكات وتزوير وعلمهم أيضاً الدور الوظيفي المحدد للمجلس غير الشرعي القادم ، خلاصة المشهد أن المجلس القادم كتب عليه الموت قبل أن يولد وبعدة شواهد منها : (1)حكم الإدارية العليا بتأييد كل الأحكام الصادرة ببطلان إعلان نتائج انتخابات الأحد 28\11\2010 م وكذا انتخابات الإعادة 5\12\2010 م فضلاً عن الأحكام المتتالية والتي وصلت إلى 1600 حكماً واجب النفاذ (2) تقارير المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية التي أكدت أن الانتخابات شابها كم هائل من الانتهاكات منها تسويد البطاقات في الاتجاهين الوطني والمعارضة وهو ما لم يحدث من قبل (3) تقارير الإعلام بعض الحكومي "المسائية" وغير الحكومي المصري والإقليمي والدولي (4)مقاطع الفيديو المنتشرة على كافة المواقع الالكترونية المحلية والدولية التي تؤكد حالة التلبث بالتزوير في مشاهد مخزية تسئ لسمعة مصر والمصريين (5)شهود العيان من المرشحين والوكلاء والمندوبين فضلاً عن الناخبين (6) شهادة رؤساء اللجان أنهم تعرضوا لضغوط وتهديد بل واعتداء وطرد من اللجان وتم التزوير العلني (7) شهادة بعض القضاة والمستشارين المشاركين في الإشراف على اللجان الفرعية "المستشارون وليد الشافعي وأيمن الورداني وجمال عبد الناصر ..." (8) انسحاب بعض الضباط يوم الانتخاب من أمام اللجان خوفاً من المشاركة في جريمة التزوير (9) واقعة المرشح عزت بدوى مدير تحرير المصور الذي لم يحصل على صوتاً واحداً وقال قولته الشهيرة "إذا كان أهلي وأصدقائي خانوني فأين صوتي أنا؟!" وكذا المرشحة جميلة إسماعيل التي أسقطوها بالتزوير وفي انتخابات الإعادة لم تجد أسمها في كشوف الناخبين (10)التصريحات الرسمية للخارجية الأمريكية والاتحاد الأوربي حتى تصريحات الكيان الصهيوني المستفيد الأول من هذه المهزلة وهذا التزوير (11)التزوير المثبت في مذكرات الطعون في الصناديق التي يزيد عدد المصوتين فيها عن العدد المدون بكشوف الناخبين ونسب تصويت بلغت 150% (12)التزوير المثبت في غالبية الدوائر بالخلاف الواضح بين عدد أوراق الكوتة مع عدد الأوراق البيضاء ما يبطل هذه الدوائر "راجع تقرير الائتلاف الوطني لحقوق الإنسان" (13)انسحاب القوى الرئيسة بالمعارضة وتركهم الإعادة على ما يزيد عن 35 مقعداً للإخوان وحزب الوفد في موقف يسجله التاريخ بالنور لهما والسواد للحزب الحاكم (14)انعدام الشرعية عن المجلس "شرعية المشاركة وشرعية النزاهة وتكافؤ الفرص وشرعية التمثيل الحزبي والشعبي" (15)ترتيبات المعارضة المصرية "غير المستأنسة " لإنشاء مجلس شعبي بديل ومواز" شهادة وفاة للمجلس المزور " يتمتع بالشرعية الشعبية يحوي جميع المصريين بدلاً من المجلس الحالي الذي تحول إلى ناد للحزب الوطني وأخيراً .... نحن أمام مرحلة جديدة منهج النظام فيها "اركن على جنب " والمنهج المضاد هو "لن نركن أيها المزورون ، سنبقى في الميدان صامدين" محمد السروجي مدير المركز المصري للدراسات والتنمية