كابول:شككت القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان يوم الاثنين فيما أعلنته الحكومة الافغانية من أن قوات أجنبية انتهكت اتفاقا أمنيا بشنها غارة ليلية في كابول أسفرت عن مقتل حارسين في الأسبوع الماضي.وبموجب الاتفاق المبرم في 2008 لابد أن توافق السلطات الافغانية على كل العمليات الامنية في العاصمة الافغانية وأن تقودها. وقالت وزارة الداخلية ان القوات الاجنبية تجاهلت هذه القواعد وتم ايقاف اثنين من كبار رجال الشرطة الافغانية عن العمل فيما يتعلق بالغارة التي جرت يوم الجمعة. وتمثل الغارات التي تنفذها القوات الاجنبية التي لا تحظى بأي شعبية على الاطلاق بين المواطنين الافغان مصدرا للتصادم بين قوات حلف شمال الاطلسي والحكومة. وهذه الواقعة هي الاحدث في سلسلة وقائع سببت توترا في العلاقات مع سقوط قتلى من المدنيين وترديد اتهامات باستشراء الفساد في حكومة الرئيس حامد كرزاي وذلك في وقت يقيم فيه الغرب مشاركته في الحرب على المدى الطويل. وقال وحيد عمر المتحدث باسم كرزاي ان الرئيس الافغاني ومجلس الامن القومي اجتمعا بقائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان الجنرال ديفيد بتريوس يوم الاحد وبحثوا أمر غارة الاسبوع الماضي. وقال عمر في مؤتمر صحفي "هذه طريقة لا تتسم بالمسؤولية في التعامل مع مسألة حدثت داخل مدينة كابول وتم نقل هذا الرأي بوضوح" مضيفا أن مجلس الامن قال أيضا أن العملية كانت "غير ضرورية". لكن البريجادير جنرال جوزيف بلوتز المتحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي قال ان أفراد القوة نسقوا العمل مع قوات الامن الافغانية. وقال "قامت ايساف بالتنسيق مع قوات الامن الافغانية بعملية في منطقة لها أهمية ومن ثم اتبعنا الاجراءات المعتادة وكانت العملية مشتركة." ومضى يقول "التعاون مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية مهم حقا.. التعاون يتحسن بمرور الوقت." وقالت القوة يوم الجمعة ان الغارة التي جرت في وسط كابول أعقبت ظهور "خطر يعتد به" يتمثل في احتمال مهاجمة السفارة الامريكية في كابول وأكدت أن العملية تمت بالتنسيق مع قوات الامن الافغانية. وكانت مديرية الامن الوطني في أفغانستان قد ذكرت في وقت سابق أنها احتجزت ثلاثة أشخاص قالت ان طالبان الباكستانية طلبت منهم مهاجمة القصر الرئاسي والسفارة الامريكية في كابول. لكن القوات الافغانية قالت ان العملية التي نفذتها ايساف في كابول استهدفت على نحو خاطيء مجمعا كانت تعتقد السلطات في باديء الامر أنه لشركة أمن أفغانية خاصة لكن اتضح أنه تابع لشركة سيارات مدرعة مقرها الامارات العربية المتحدة. وقال شاه أغا شاكيزادة رئيس شركة الامن "في نهاية هجومهم الوحشي على شركتي قدم الجنود اعتذارهم. لن نقبل اعتذارهم أبدا." وذكر أنه لا يريد أي تعويضات وأنه يريد أن تتعامل المحاكم الافغانية مع هذه الواقعة. وقال أحد العاملين انه ظن أن من يهاجمون الشركة هم مقاتلو طالبان. وقال محمد ظاهر رئيس التحقيقات الجنائية في الشرطة الافغانية بكابول لرويترز يوم الاثنين "كانت الغارة بمثابة انتهاك ولم تستند الى معلومات صحيحة... كانت عملية من جانب واحد دون تنسيق مع شرطة كابول." وأردف قائلا "طريقة تنفيذ العملية كانت خاطئة... عندما وصلنا الى المكان كان الناس يطلبون المساعدة لكن الاجانب كانوا يطلقون النار في كافة الاتجاهات." لكنه قال انه تم ايقاف ضابطي شرطة كانا على علم بالغارة دون أن يشاركا فيها وذلك لعدم ابلاغهما سلطات أعلى بشأنها. وقالت ايساف ان حارسي أمن أفغانيين قتلا وأصيب اثنان وألقي القبض على 13 أثناء الغارة. لكن تم الافراج عن كل المحتجزين بعد أن توسط لهم قائد رفيع في قوات الامن الوطني. وقالت قوات التحالف في بيان انها ضبطت كمية كبيرة من الاسلحة خلال العملية.