كابول، أفغانستان:من المنتظر أن يصدر الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، أمراً الثلاثاء بوقف عمليات كافة الشركات الأمنية الخاصة العاملة في بلاده، وذلك خلال أربعة شهور.ولم يقدم المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أي تفاصيل أخرى بشأن هذا الأمر المتعلق بوقف عمل الشركات الأمنية، التي شكلت عنصراً مهماً في القوات الدولية في أفغانستان.وقال ممثل عن السفارة الأمريكية في كابول: "لا يمكننا التعليق على هذا القرار قبل رؤيته ودراسته.. نحن ننتظر صدوره ومعرفة تفاصيله." وكان الجنرال جوزيف بلوتز، المتحدث باسم قوات المساعدة الدولية في أفغانستان "إيساف" التابعة لحلف الأطلسي "الناتو"، قد قال للصحفيين الأسبوع الماضي إن القوات ترحب بمبادرة الرئيس (الأفغاني) في السيطرة على الشركات الأمنية الخاصة العاملة في أفغانستان. وأضاف قائلاً: "ثمة حاجة لأن تضع الشركات الأمنية الخاصة قواعد وضوابط للتوظيف." وأوضح بلوتز أن القوات مدركة لوجود مشاكل في عمل الشركات الأمنية الخاصة طوال سنوات، وأن التنسيق مطلوب بين القوات والحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي. وكشف بلوتز أن الناتو بدأ يتابع القضية العام الماضي وأنه خرج بعدة توصيات، منها الحاجة لتسجيل كل الشركات الأمنية ووضعها تحت رقابة حكومية وضوابط قانونية، مشيراً كذلك إلى وجود مشكلات مع الشركات ذات العقود من الباطن. يذكر أن البنتاغون حصر في فبراير/شباط الماضي لائحة الجهات التي يمكن التعاقد معها لتدريب أجهزة الأمن الأفغانية بخمس شركات هي لوكهيد مارتن ونورثروب وأرنيك ورايثيون والمركز الأمريكي للتدريب، والأخير هو إحدى الشركات التابعة ل"زي"، التي كانت تحمل اسم "بلاكووتر" قبل أن تتخلى عنه إثر تفجّر قضية ضلوع عاملين فيها بقتل 17 عراقياً في حادث ببغداد، مرشحة بقوة للفوز بعقد تبلغ قيمته عشرات ملايين الدولارات لتدريب قوات الشرطة الأفغانية. وتعمل "زي" في أفغانستان من خلال ثلاث وحدات تابعة لها هي "المركز الأمريكي للتدريب" و"الطيران الرئاسي" و"غريستون،" وتتنوع المهام المنوطة بهذه الوحدات بين التدريب ودعم العمليات العسكرية وجمع المعلومات الاستخبارية. وكانت وزارة الداخلية العراقية قد ألغت في سبتمبر/ أيلول 2007 رخصة بلاكووتر الأمنية، التي رافق عملها الكثير من الحوادث والجدل.