تونس:وردت أنباء عن مقتل عدة أشخاص في مناطق متفرقة في ولاية القصرين، وسط غربي تونس. وسقط أغلب الضحايا في مدينة تالة التابعة للولاية، عندما فتحت الشرطة النار على المحتجين عقب أعمال نهب وتخريب. وتفيد أنباء بنشر الجيش في تالة. شهدت الأحداث في تونس، التي تشهد منذ منتصف الشهر الماضي احتجاجات إجتماعية واسعة، تصعيدا جديدا، حيث توالت الأنباء عن أن مواجهات متفرقة في ولاية القصرين، الواقعة غربي البلاد على الحدود مع الجزائر، قد أسفرت عن سقوط عدة قتلى بين المحتجين تضاربت الأنباء حول عددهم. إذ أفادت وكالة فرنس برس مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عاما، تحدثت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 17 و38 عاما. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن شهود عيان أن شخصا واحدا على الأقل قتل، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح "خطيرة" خلال مواجهات دامية ليلة أمس السبت بين ما وصفوا ب"مشاغبين" ورجال الأمن في أحياء شعبية في مركز ولاية القصرين. وقال سكان في مدينة القصرين لوكالة الأنباء الألمانية إن "شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين ومشاغبين خربوا مقرات هيئات حكومية وغير حكومية ومقرات تابعة للحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) وأحرقوا سيارات وأشعلوا الإطارات المطاطية في الشوارع ورشقوا قوات الأمن بالحجارة". وأوضحوا أن أحياء "النور" و"الزهور" و"العمالي" الشعبية (الواقعة في المدينة) شهدت لليوم الثاني على التوالي أعمال تخريب "كبيرة" ومواجهات "دامية" بين قوات الأمن ومتظاهرين أغلبهم من الشبان العاطلين عن العمل. مواجهات عنيفة في تالة وأنباء عن نشر الجيش وفي مدينة تالة، التابعة لولاية القصرين، قتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون بجروح، عندما فتحت الشرطة في وقت سابق من مساء أمس السبت النار على متظاهرين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان. وقال سكان في المدينة إن مروان جملي (20 عاما) وهو طالب بمدرسة ثانوية ومحمد عمري (17 عاما) وهو طالب بمدرسة ثانوية أيضاً ونوري بولعابي (38 عاما) وهو عاطل عن العمل وأب لخمسة أبناء وأحمد بولعابي (30 عاما) وهو عاطل عن العمل قد قتلوا برصاص الأمن. وأوضح سكان المدينة أن الشرطة فتحت النار على المتظاهرين بعد أن أحرقوا مقر "إدارة التجهيز" الحكومية في المدينة وهاجموا قوات الأمن بالحجارة. وذكروا أن الشرطة استعملت أولا القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ثم رشتهم بالماء قبل أن تفتح النار عليهم. ونقلت وكالة فرنس برس عن بلقاسم صيحي، وهو مدرس نقابي، أن القتلى سقطوا عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين في وسط مدينة تالة. ونقل المصدر نفسه عن القيادي النقابي صادق محمودي أن مدينة تالة شكلت مسرحا لمواجهات عنيفة أقدم خلالها المتظاهرون الجمعة على نهب سلع وإضرام النار في مصرف ومبان رسمية. من جهتها أكدت وزارة الداخلية التونسية اليوم الأحد، مقتل شخصين وجرح ثمانية آخرين خلال المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في مدينة تالة.
هذا وتفيد لأنباء الواردة من تالة، بنشر الجيش للمرة الأولى منذ اندلاع الاضطرابات في المدينة، حيث اتخذ الجنود مواقعهم حول المنشآت الحكومية. الاتحاد العام التونسي للشغل يؤيد مطالب المحتجين ولقيت مكطالب المحتجين التأييد من النقابات العمالية، إذ أعلن عبيد البريقي، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر نقابة عمالية في البلاد، ما وصفه بالمطالب "المشروعة" للمحتجين، وذلك أمام مئات الأشخاص يحيط بهم مئات من رجال الأمن باللباس المدني ووحدات مكافحة الشغب، وفق ما نقلت وكالة فرنس برس. وقال البريقي "ندعم مطالب سكان سيدي بوزيد والمناطق الداخلية"، مؤكدا انه "لا يمكن للاتحاد العام التونسي للشغل الا ان يكون مع هذه الحركة ووراء المحتاجين والذين يطلبون وظائف". داعياً إلى "الحوار مع الشباب"، معتبرا أنه "ليس من الطبيعي الرد على هذه الحركة (الاحتجاجات) بالرصاص". وردد الحاضرون "عمل وحرية وكرامة" و"خبز وحرية وكرامة" وشعارات أخرى ضد ما وصفوه ب "الفساد والقمع". وفي بيان من عشر نقاط تبنى الاتحاد العام التونسي للشغل رسميا المطالب الاجتماعية وطالب بإصلاحات و"ترقية الديمقراطية وتعزيز الحريات". وتشهد عدة مدن تونسية منذ النصف الثاني من كانون أول/ديسمبر 2010 احتجاجات اجتماعية على خلفية البطالة وغلاء الأسعار، تخللتها محاولات انتحار من عاطلين عن العمل، آخرها محاولة 3 أشخاص في القصرينوسيدي بوزيد. يذكر أن صحيفة الصباح التونسية نشرت تصريحا لمفتي الجمهورية التونسية أكد فيه أن الانتحار خطيئة ويحرمه الإسلام. (ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب) مراجعة: عارف جابو http://www.dw-world.de/