هرب الطاغية زين العابدين بن على من تونس بعدما سبق له وأن قام بتهريب أسرته من البلاد إثر إندلاع الثورة الشعبية ضده بعد عقود من الظلم والفساد والنهب والقمع والتنكيل بالشعب التونسى الحر رحل الطاغية خلسة كأى لص حقير هربا من غضب الشعب الذى طال صبره عليه وعلى زوجته وأسرتها وكلابه من السماسرة واللصوص المحيطين به من مصاصى الدماء الذين أكلوا حراما حتى امتلأت كروشهم بقوت الشعب التونسى . لقد فجر الشعب التونسى البطل أول ثورة شعبية عربية فى القرن الحادى والعشرين وأثبت بصموده ومثابرته على أهدافه أن هؤلاء الطغاة المتحكمين بالشعوب العربية ما هم إلا تماثيل من الملح تذوب إذا سطعت الشمس أن عقود مريرة من الإذلال والطغيان داسها أحرار تونس بأقدامهم فى تلك الأيام الخالدة من تاريخ تونس. لقد ضرب هؤلاء الأحرار المثل والقدوة لكل الشعوب العربية المقهورة مثلهم أن الحقوق لا تمنح من الطغاة بل تنتزع بالقوة ، إن الدماء التونسية الطاهرة التى سالت من أجل الحرية ستظل حية وعلامات على طريق التحرر للأمة العربية كلها. إن محاولة اجهاض الثورة الشعبية فى تونس عبر هذا الانتقال غير الدستورى للسلطة لأتباع الطاغية الهارب من المجرمين الذين شاركوه فى جرائمه لن يمر على أحرار تونس بإذن الله وسيكمل الشعب التونسى مسيرته إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. أن طغاة أخرين كبن على يواجهون الآن موقفا صعبا فما حدث له سيصيبهم عما قريب بإذن الله وستتحرر أمتنا من حكم تلك الأنظمة الكومبرادورية الديكتاتورية عميلة الإمبريالية والصهيونية العالمية . عاشت أمتنا العربية حرة مستقلة وليسقط الطغاة واللصوص محتكرى السلطة قاتلى شعوبهم عملاء أمريكا. إلى بن علي وبقية الزواحف المنقرضة الجاثمة على رقاب الشعوب العربية أرحل وعارك فى يديك كل الذى أخفيته يبدو عليكْ فاخلع ثيابك وارتحلْ اعتدتَ أن تمضى أمامَ الناسِ دوماً عارياً فارحل وعارُكَ فى يديكْ لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو فى ثيابكَ ربما سكنتْ إليكْ لا تنتظر أُمّاً تطاردها دموعُ الراحلينَ لعلها تبكى عليكْ لا تنتظر صفحاً جميلاً فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ