الرياض:دعت جمعية حقوقية سعودية السلطات في المملكة لطرد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي فر إلى المملكة اثر اندلاع ثورة شعبية، معتبرة أن استضافتها له «تناقض صارخ «لسياستها المعلنة.وهنأت جمعية «الحقوق المدنية والسياسية» في السعودية في بيان لها أمس الشعب التونسي على نجاحه في الإطاحة بنظام الرئيس الهارب ، كما أعربت عن أسفها الشديد لاستضافة المملكة من وصفته ب»سفاح تونس» وبقية أفراد «عصابته». وطالبت الجمعية بطرد بن علي من المملكة حتى تتم محاكمته على جرائمه بحق الشعب التونسي. واعتبرت استضافة المملكة له «تناقض صارخ» للسياسة السعودية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وقالت إن سياسة المملكة المعلنة ليست سوى شعارات غير قابلة للتطبيق وتتناقض مع أفعال السلطات. وجاء في البيان «يأتي في هذا السياق التدخل السافر في مجريات الثورة اليمنية في أوائل الستينات ومنح اللجوء السياسي لإمام اليمن المخلوع وعائلته، ومنح سفاح أوغندا (عيدي أمين) وعائلته اللجوء السياسي في السبعينات، وحصول رموز الفساد والاستبداد على ملاذ أمن في بلادنا عندما تزلزل عروشهم الجماهير الغاضبة». وأضاف «فهل بلادنا رخيصة لهذه الدرجة حتى تصبح مكانا لتجميع النفايات والأوراق الملوثة والمحروقة؟ إذا لم يكن هناك أية اعتبار لشعب المملكة العربية السعودية، الذي أهملت مصالحه وانهارت بناه التحتية وحرم من الحياة الكريمة، بل ترك يغرق في مياه الصرف الصحي دون محاولة لإصلاح الأوضاع ومكافحة الفساد السياسي، فهل يمكن أن تتجاهل حكومة المملكة العربية السعودية مشاعر الشعب التونسي الملتهبة ضد من دمر وطنهم ونهب مقدراتهم ؟». كما دعت الجمعية السلطات السعودية إلى تقديم الاعتذار إلى كل من الشعبين السعودي والتونسي، ودعت نشطاء المجتمع المدني في المملكة للضغط على الحكومة بالوسائل السلمية والمطالبة بإخراج بن علي من البلاد. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اعتبر الأربعاء الماضي أن استضافة بلاده للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على ليس فيها أي مساس للشعب التونسي. وقال في تصريحات: «الاستضافة عرف عربي..لنا عرب والمستجير يجار وليس أول مرة المملكة تجير مستجيرا بها».