المتلوي ...تلاميذ مركز التربية المختصة للقاصرين ذهنيا يحتفل باختتام السنة الدراسية    جلسة عامة    المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية ل«الشروق» صابة الحبوب هامّة والتغيرات المناخية أثرت على نوعيتها    صمود المقاومة يعمّق أزمة الاحتلال...حل مجلس الحرب الصهيوني    جندوبة: اندلاع حريق في ضيعة فلاحية    أنس جابر لن تشارك في دورة الالعاب الاولمبية بباريس    فوز صعب لفرنسا في افتتاح مشوارها ب يورو 2024    الفيفا يوقف حمدي النقاز عن اللعب لمدة 6 أشهر    كيف سيكون طقس الثّلاثاء 18 جوان 2024؟    تفقّد وضعية الحجيج    تقودها عصابات ومهرّبون ...الكشف عن جرائم تهريب بنادق صيد    قرقنة .. وفاة حاج من منطقة العطايا بالبقاع المقدّسة    خصائص المدرسة الناجحة ...أثر تربية المرأة في تحقيق التنمية الشاملة    إحباط 59 محاولة اجتياز للحدود البحرية وانتشال جثتين    عدنان الشواشي : المنوّعات صنعت في وقت قياسيّ وغفلة ذوقيّة فيالق من أشباه "النّجوم" و"النّجيمات"    بمناسبة انتهاء عطلة العيد: وزارة الداخلية تصدر هذا البلاغ المروري    فظيع/ هلاك طفل داخل خزان مائي بهذه المنطقة..    ألمانيا: ضبط أضخم كمية كوكايين في تاريخ البلاد تصل قيمتها إلى 2.6 مليار يورو    لا يعرف موعده: انفجار ضخم في الفضاء يمكن رؤيته بالعين المجردة    المرصد الوطني للفلاحة: نسبة امتلاء السدود لم تتجاوز 31،5 بالمائة    قابس: وفاة زوجين في غنُوش بسبب انفجار قارورة غاز منزلي    الفيلم التونسي "المابين" يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان جنيف الدولي للأفلام الشرقية    وفاة الأنستغراموز فرح القاضي    بعد افتتاح سفارات اوكرانية في افريقيا: الرئيس الايفواري يحضر قمة السلام في سويسرا    مرام بن عزيزة تكشف أسباب وفاة فرح بالقاضي    يورو 2024.. رومانيا تكتسح اكرانيا بثلاثية    أرينا سبالينكا تَغِيبُ في أولمبياد باريس    بعد 24 عاما من زيارته الأولى.. بوتين يصل كوريا الشمالية غدا    نصائح وتوصيات وزارة الصحة لمجابهة موجة الحرارة    إستخدام الأواني المصنوعة من مادة البلاستيك يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة    تونسي يتميز في جامعة دايفس بكاليفورنيا الأمريكية    الهيئة الوطنية للمحامين تنعى المحامي الدواس الذي وافته المنية في البقاع المقدسة    سليانة.. تقدم موسم الحصاد بنسبة 45 بالمائة    القيروان : زوج يقتل زوجته بطريقة وحشية بعد ملاحقتها في الطريق العام    كأس أمم أوروبا: برنامج مواجهات اليوم والنقل التلفزي    عاجل/ الاحتلال الصهيوني يحرق قاعة المسافرين في معبر رفح البري..    تنس – انس جابر تحافظ على مركزها العاشر عالميا وتواجه الصينية وانغ في مستهل مشوارها ببطولة برلين    الحرارة تتجاوز المعدلات العادية بداية من الثلاثاء    حجاج بيت الله الحرام يستقبلون أول أيام التشريق    الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة الختامية..    مصرع 6 أشخاص وفقدان 30 آخرين في انهيار أرضي في الإكوادور    الإنتاج الوطني للنفط الخام يتراجع في شهر افريل بنسبة 13 بالمائة (المرصد الوطني للطاقة والمناجم)    في ظل انتشار التسممات الغذائية في فصل الصيف، مختصة في التغذية تدعو الى اعتماد سلوك غذائي سليم    بن عروس/ 18 اتصالا حول وضعيات صحية للأضاحي في أوّل أيّام عيد الأضحى..    في أول أيام عيد الأضحى.. الحجاج يؤدون آخر مناسك الحج    47 درجة مئوية في الظل.. الأرصاد السعودية تسجل أعلى درجة حرارة بالمشاعر المقدسة    صفاقس : "البازين بالقلاية".. عادة غذائية مقدسة غير أنها مهددة بالإندثار والعلم ينصح بتفاديها لما تسببه من أضرار صحية.    العلاقات الاندونيسية التونسية جسر تواصل من اجل ثقافة هادفة، محور ندوة بتونس العاصمة    إخصائية في التغذية: لا ضرر من استهلاك ماء الحنفية..    وزارة الصحة السعودية تصدر بيانا تحذيريا لضيوف الرحمان    تخصيص برنامج متكامل لرفع الفضلات خلال أيام العيد    الصوناد: رقم أخضر لتلقي التشكيات عن الاضطراب في الماء الصالح للشرب    أطباء يحذرون من حقن خسارة الوزن    المهدية: مؤشرات إيجابية للقطاع السياحي    «لارتيستو»: الفنان محمد السياري ل«الشروق»: الممثل في تونس يعاني ماديا... !    الدورة الخامسة من مهرجان عمان السينمائي الدولي : مشاركة أربعة أفلام تونسية منها ثلاثة في المسابقة الرسمية    "عالم العجائب" للفنان التشكيلي حمدة السعيدي : غوص في عالم يمزج بين الواقع والخيال    تعيين ربيعة بالفقيرة مكلّفة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع حارث الضاري:لا أعتقد أن الاحتلال فكر بمهاجمة دولة أخرى
نشر في الفجر نيوز يوم 29 - 04 - 2008

عرف العراقيون الشيخ حارث الضاري، رمزاً وطنياً، وزعيماً شعبياً بعد الاحتلال مباشرة، وذلك بفضل الدور الذي لعبته هيئة علماء المسلمين في العراق، ولأن الضاري ينتسب إلى عائلة الضاري المعروفة بدورها الوطني النضالي في ثورة العشرين في مواجهة الاحتلال الإنكليزي، فقد كان طبيعياً، أن يرى العراقيون في الشيخ حارث الضاري إرثاً نضالياً فهو حفيد للضاري الكبير، الذي أبكى بريطانيا وهو يضع قدمه فوق رأس القائد البريطاني (ليجمان) بعد قتله، ويهتف بالعراق الحر المستقل. وفي ما يلي نص الحوار مع الدكتور حارث الضاري، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق وحاورته حول المستجدات في الشأن العراقي.

في الأشهر الماضية شهدت الساحة السياسية العراقية تشكيل مجالس واتحادات العلماء، كلها تنادي بطرد الاحتلال، هل يعني ذلك إخفاق الهيئة في مهمتها الوطنية، أم إن هناك أهدافاً أخرى لهذه المجالس؟
بسم الله الرحمن الرحيم...
الساحة العراقية ساحة واسعة، وساحة متحركة وساخنة والأحداث فيها تتوالى، هيئة علماء المسلمين نشأت بعد الاحتلال مباشرةً، أي بعد احتلال العراق بأربعة أو خمسة أيام وبالتحديد يوم 13 أو 14/4/2003 وأخذت على عاتقها الدفاع عن العراق، عن حرية العراق، عن وحدة العراق، عن هوية العراق، عن مقدرات العراق، وقامت بهذا الدور بما تستطيع، وكان دوراً واضحاً ومؤثراً في الساحة العراقية، ومشهوداً به من قبل الأعداء والأصدقاء، وسارت وحدها في السنين الأربع الأولى من الاحتلال بنجاح، وتحملت الكثير من التضحيات الجسام، حيث ضحى أكثر أعضائها بالكثير من أحبابهم وأموالهم وراحتهم، وحينما علا صوت الهيئة، وأصبحت لها مكانة مؤثرة في شعبنا، ومقلقة لأعدائنا، حاولوا أن يعملوا على جبهات وهيئات بديلة، فظهرت هذه المجالس والهيئات، وإن كنت لا اتهم كل هذه التشكيلات بأنها نشأت بأوامر وتوجيهات معادية، ولكن بعضها واضح في أنه دفع من جهات تريد أن تشوش على الهيئة، أو تنافس الهيئة في أعمالها، ولكن لا اتهم كل هذه التجمعات أو العناوين بأنها تعمل بوحي من الأعداء، بل منها ما نشأ – ربما- ليقدم شيئاً للعراق والعراقيين، وعلى أي حال الميدان والأداء العملي هو الذي سيثبت الهيئات، أو الهيئة التي هي تعمل للعراق ولأبناء العراق، والجماعات التي تعمل لغير ذلك، وخلاصة القول: إن الميدان هو الذي سيحدد الصالح، من غير الصالح، والصادق من غير الصادق.
الهيئة لكل عالم مسلم مؤهل دون تمييز
ولكن الهيئة متهمة بأنها تمثل طائفة معينة، والكثير من الأطراف سايرت هذا الاتهام، هل أنتم تؤكدون هذا الاتهام أم تنفونه؟
الهيئة حينما نشأت سميت هيئة علماء المسلمين، وكان هذا مقصوداً، حتى يدخل فيها كل عالم مؤهل من المسلمين دون تمييز بين مذهب أو طائفة، فهي مفتوحة لكل من يريد الدخول فيها من علماء المسلمين في العراق، ولكن الفرز الطائفي الذي تلا الاحتلال، وفشا في عهده، وبدوافع معروفة ومن جهات معروفة، جعل وللأسف العلماء ومن كل مذهب يتمحورون حول مذاهبهم وحول طوائفهم، فهي كانت مفتوحة للجميع، ولكن في الواقع لم ينتسب إليها إلا علماء من السنة، فمن حيث الماهية فعلماؤها نعم من السنة، فإذا كانوا يتهموننا بأننا طائفيون لأن الهيئة لم ينتسب إليها إلا علماء سنة فنعم، أما إذا كانوا يتهموننا بالطائفية لمواقفنا، لأعمالنا، لأدائنا، لتصرفاتنا ومواقفنا، فليس الأمر كذلك، نحن سرنا منذ الأيام الأولى على اعتبار العراق وأبناء العراق صفاً واحداً في وجه الاحتلال، ولذلك من الأيام الأولى اخترنا الخطاب العام، الخطاب المعتدل، الخطاب غير الطائفي، فابتعدنا في أقوالنا وأفعالنا وتصرفاتنا ومواقفنا عن كل ما يشعر بالطائفية أو يشير إليها من قول أو عمل، ولذلك حوربنا واتهمنا بالطائفية لنرد على الآخرين بالطائفية، ومن ثم نسير على النهج الطائفي كما ساروا، وهذا ما أراده لنا الاحتلال والقوى التي جاءت مع الاحتلال، لأنها استعملت الطائفية وبإصرار ووضوح، لأنها رأت أن الطائفية هي الطريق لإثارة الفتنة بين أبناء شعب العراق، والوصول بها إلى الحرب الأهلية، التي كان يريدها الاحتلال والحاكمون في ظل الاحتلال، لأن أهدافهم في تقسيم العراق والاستحواذ عليه، وعلى خيراته، وإضعاف أبنائه لا تكون إلا عن طريق الطائفية، وتأجيج الطائفية لإيجاد الحرب الأهلية، التي وقى الله تعالى العراق منها بفضله تعالى وبجهودنا وجهود المخلصين من أبناء العراق من سنة وشيعة، الذين اكتشفوا هذه الحيل وهذه الأساليب الخبيثة، التي أراد الاحتلال وعملاؤه أن يستغلوها للوصول إلى أهدافهم وتحقيق مخططاتهم.

الدستور العراقي تقسيمي ولغم قد ينفجر في أي لحظة ونقدِّر للرئيس الأسد مطالبته بإعداد دستور جديد للعراق
“ قصة الاستيلاء على مقر الهيئة
الهيئة فقدت مقرها الرئيسي في العراق من خلال استيلاء جهات معينة على هذا المقر، ما قصة سلب مقر الهيئة؟ ولماذا حصل ذلك؟
بالتأكيد فإن الهيئة أثبتت على مدى السنين الماضية، أنها الخصم الألد للاحتلال وأعوانه، وأن الهيئة بناءً على مواقفها وأهدافها المتمسكة بها، لا يمكن أن تشترى أو تباع، ولا يمكن أن تخترق، أو يلوى عنانها لأن تستجيب لمطالب الاحتلال، مع كل الإغراءات، ومع كل التهديد والوعيد الذي وجه للهيئة من خلال الإعلام، ومن خلال الرسائل السرية التي تصل الهيئة، وتصلنا شخصياً، تارةً بالتهديد والوعيد، وتارة بالترغيب بأن نترك ما نحن عليه، وأن ننخرط فيما يسمى العملية السياسية، فلما يئس الاحتلال وعملاؤه حاولوا أن يشوهوا سمعتنا، وأن يتكلموا علينا، وأن يصفونا بأوصاف عديدة ليست فينا.
نعم هذا هو نوع من الضغوط التي وجهت للهيئة، الضغوط كثيرة ولا أريد أن أفصِّل فيها، ولكن من ذلك مثلاً، حينما خرجنا للخارج بسبب أمور حدثت، اتبعونا بمذكرة اعتقال لنسكت، أو نترك المعارضة للاحتلال ومشروعاته وحلفائه، فلما رأوا أن هذه المذكرة لم تجد نفعاً، وأنها ما كانت لتؤثر فينا شيئاً، حاولوا الضغط علينا من خلال المطاردة لأعضاء الهيئة في الداخل، واعتقال بعضهم، وخروج بعضهم للخارج ثم لم يجد ذلك نفعاً، ولم يؤثر على صوت الهيئة الوطني الواضح، حاولوا أن يسخروا أحد الأشخاص المرتبطين بهم، وهو رئيس الوقف السني للعمل على مضايقة الهيئة، وقد استعمل من أساليب الضغط والتضييق على الهيئة، والأذى لمنتسبيها، في مقرها الرئيس في بغداد، على مدى عام كامل، وكنا نطلب من الناس القريبين منه وبالذات من الحزب الإسلامي الذي ينتسب إليكم، والذي يشرف على ما يسمى الأوقاف السنية، وطلبنا من بعض قادة الحزب الإسلامي أن يتدخلوا ويمنعوا أحمد عبد الغفور من التمادي في ذلك، وحينما طلبت من بعضهم قال: ما دخلنا نحن؟ قلت: أنتم مشاركون لأحمد عبد الغفور، لأن الأوقاف بيدكم، وأحمد عبد الغفور ينتسب لكم، وأنتم الذين رشحتموه لرئاسة الوقف السني، فأنتم مسؤولون عنه شرعياً وأخلاقياً، فامنعوه من مضايقه إخواننا في الهيئة، وليتركهم يؤدوا دورهم ويخدموا شعبهم، لأن في الهيئة مقراً للإغاثة ولإعانة المحتاجين والأيتام، وأيضاً في مقر الهيئة إذاعة، وقد تم الاستيلاء عليها من قبله أخيراً، أيضاً يبدو أن الحكومة وكل الأطراف الحاكمة كان من مصلحتها أن يغلق المقر، وأخيراً لما تأكدنا أنهم عازمون على إغلاق المقر، أوعزنا إلى إخواننا في المقر وإلى حراس المقر، أنه إذا جاؤوكم، وكانوا جادين في إغلاق المقر، وكانوا عازمين على المقاتلة، فسلموا لهم المقر، وسلموا لهم ما يريدون، لأننا لا نريد أن نكون جزءاً من فتنة، فالفتن أكلتنا وأكلت العراق والعراقيين، ونحن من دعاة السلم والسلام والمسالمة، فحتى لا يقال إن الهيئة أمرت حراسها بمصادمة جماعة الوقف السني (ميليشيات الوقف السني)، فتم الأمر وسلم الإخوة مقر الهيئة لأحمد عبد الغفور، ولكننا والحمد لله كنا قد أعددنا مقرات بديلة قبل ذلك اليوم، بداية من شعورنا بأن المقر قد يغلق، وأن هذه المضايقات من أحمد عبد الغفور تنتهي في النهاية بالاستيلاء على المقر، وبالمناسبة أحمد عبد الغفور من هو؟ أحمد عبد الغفور كان أحد أعضاء الهيئة في السنة الأولى وفي بدايات السنة الثانية، ولكنه بعد أن التحق بالوقف السني، بدأ يتخذ مواقف مخالفة لمواقف الهيئة ولمبادئ الهيئة وأهدافها، ثم أخذ ينقطع عن الحضور في اجتماعات الهيئة، ما دعا مجلس شورى الهيئة إلى دراسة موقفه، واتخاذ قرار بفصله، ومنذ ذلك الحين بدأ يأخذ مواقف معادية للهيئة، يتكلم عليها ويشهر بها ولا يذكرها بخير، بل يتهمها لدى زيارته لبعض الدول العربية بالإرهاب ودعم الإرهاب، وكنا صابرين عليه، ولكن للأسف بعد أن أصبح رئيساً للوقف السني بدأ يضايق الهيئة، فانتهى به الأمر أن يأخذ هذا المقر ويسيطر عليه بقوة السلاح.
تبيَّنت أهداف الهيئة
فانتشر ثقلها في أنحاء العراق
أين ثقل الهيئة؟ وما الدور الذي تلعبونه في مقاومة الاحتلال؟
أولاً ثقل الهيئة حقيقة كان في المناطق السنية في السنوات الأولى، حينما كان الشحن الطائفي في بداياته من قبل الاحتلال ومن قبل المتحالفين معه، ولكن حينما بانت أهداف الاحتلال، وأهداف حلفائه، وأنها ما جاءت لإسعاد العراقيين، ولا لنشر الحرية والديمقراطية المزعومة، بل أصبح الاحتلال وباءً على أبناء شعبنا بكل أطيافه، أصبح اليوم ثقل الهيئة في جميع أنحاء العراق، في الوسط والجنوب والشمال، عند الشيعة والسنة والأكراد وغيرهم، بل أقول إن ثقل الهيئة في الجنوب يضاهي ثقلها في الوسط، لأن شعبنا اليوم وبعد أن وعى أهداف الاحتلال وأهداف حلفائه وقارنها بمواقف الهيئة، تبين له أن الهيئة صادقة، وأن الهيئة هي التي تقدم مصلحة العراق على المصالح الأخرى، وأنها هي التي ضحت من أجل العراق، وأن صوتها هو الصوت الوطني المعتدل، وهو الصوت الصحيح الكاشف لكل جرائم الاحتلال ومشروعاته التخريبية والتدميرية. فثقلها اليوم والحمد لله عند أبناء الشعب الذي يثق بالهيئة، ويثق بمواقفها، والكثيرون منهم اليوم يقولون صدقت الهيئة فيما قالت في البدايات. قالت الهيئة: إن الاحتلال جاء لتدمير وتقسيم العراق وتمزيق العراقيين، وليحدث الفتن الطائفية، وهو وراء كل الفتن والشرور التي ارتكبت في العراق، وقالت أيضاً إن العملية السياسية التي جعلها الاحتلال غطاءً لمشروعه في العراق، عملية سياسية فاشلة، لأنها مبنية على الطائفية وعلى العرقية، فهي من ثمّ لم تصل بالعراق إلى شاطئ الأمان، بل قد تصل به إلى الهاوية وإلى الدمار، ولقد صدق هذا الحدس ونحن الآن نعاني من الكثير من الشرور التي أدت إليها أو آلت إليها العملية السياسية.
هل فعلاً للهيئة مواقف متطرفة؟ وهل حقاً تدعمون التطرف كما يتهمكم البعض؟
الدور الذي نقوم به في مناهضة الاحتلال يعتمد أشكالاً عديدة منها ما يعلن ومنها لا يعلن ومن هذه الأشكال التي يمكن أن نعلنها هي:
- الشكل السياسي الذي تقوم به الهيئة والإعلامي ومنها أيضاً الإغاثي الطوعي لأبناء بلدنا في العراق وتعرية وفضح المشروعات التي يتبناها الاحتلال والتي يحاول تنفيذها بين آونة وأخرى بأساليب مختلفة، من ذلك مثلاً الاستحواذ على مصادر ثروات العراق، وفي مقدمتها النفط وموضوع المعاهدات، كما المعاهدات الأمنية الطويلة الأمد والمعاهدات السياسية والاقتصادية المكبلة لحرية العراق واقتصاده، فأعمال الهيئة المعارضة للاحتلال كثيرة كما قلت لك، وهي موزعة بين هذه الأمور السياسية، والإعلامية والتوعوية والإغاثية، وهناك أساليب أخرى لا يسمح المقام ببيانها.

قانون النفط صمم لمصادرة الثروة الأساسية للعراقيين
“ يسموننا متطرفين
لأننا نعارض الاحتلال ومشروعاته
أنتم متهمون بأنكم تدعمون التطرف، ماذا تقولون حول هذا الموضوع؟
نعم نحن متهمون بهذه التهمة، ولكننا لم نكن في حياتنا العملية قبل الاحتلال أو بعد الاحتلال متطرفين في أعمالنا، وعرفنا كل من هو قريب منا بأننا معتدلون، وأننا واقعيون، ولكن يبدو أن الاحتلال وهذا ما هو معلن من خلال وسائل إعلامه وتصريحات رموزه، يعتبر أن كل من يستجيب للاحتلال ويهادنه فيما يجوز وما لا يجوز يوصف بالاعتدال وعدم التطرف، وربما بالشفافية، أما من يعارض توجهات الاحتلال ويعارض مشروعاته في بلده، أو في أمته فيسمى متطرفاً، وأحياناً ربما يسمى إرهابياً، ونحن والحمد لله لم نوصف بالإرهابيين حتى من قبل الاحتلال، وإنما وصفنا بالمتطرفين من قبل الاحتلال ومن قبل حلفائه الذين يحكمون العراق اليوم، لأننا لا نوافقهم على ما هم عليه، الاحتلال غزا العراق واعتدى عليه ودمره، فنقول للاحتلال: لا. لقد أسأت للشعب العراقي وآذيته وظلمته، وعليك أن ترحل، يقولون لنا أنتم متطرفون، كيف تطالبون الاحتلال بالرحيل؟ الاحتلال قوي والاحتلال لا يقاوم. وأميركا القوة الأولى في العالم، ومطالبتكم لها بالرحيل تطرف وأمر غير واقعي، هذا سمعناه من الاحتلال وسمعناه من حلفائه كثيراً فوصفونا بالتطرف واللاواقعية، ونحن لا نخاف من هذه الصفة، لأننا نعرف من نحن ونعرف ماذا نريد، ونعرف التطرف والاعتدال.
التطرف بنظرهم هو أن تطلب غير حقوقك، وأن تؤذي الناس بغير حق، وأن تتنازل عما تريد سواء أكان حقاً أم باطلاً، هذا هو التطرف ونحن لم نعرف هذا النوع من التصرف في كل حياتنا قبل الاحتلال وبعده، يريدون منا ألا نقول للاحتلال اخرج من العراق، ويريدون منا أن نقول نعم لتقسيم العراق، ويريدون منا أن نقول نعم للدستور المفرق المقسم للعراق، الدستور المؤامرة، الدستور اللغم الذي قد ينفجر في أي لحظة من اللحظات، يريدون منا أن نقول نعم لقانون النفط الذي صمم لمصادرة الثروة الأساسية للعراقيين، يريدون منا أن نقول نعم للمعاهدة الأمنية طويلة الأمد، ولما لم نقل ذلك استمروا على وصفنا بالتطرف، وإذا كان هذا هو التطرف فنحن نتشرف بهذا النوع من التطرف.
أنتم تتابعون تفاصيل الشأن العراق هناك احتلال وهناك مقاومة ما الذي حققته المقاومة خلال سنوات الاحتلال الخمس؟
المقاومة حققت الكثير، أولاً أفشلت المشروع الأميركي في العراق أو عطلته على الأقل الآن، وهي في سبيل إفشاله نهائياً، كما بينت للعالم أن الشعب العراقي رافض للاحتلال، وأنه لا يقبل العدوان عليه من أي جهة كانت وبأي ذريعة تذرعت، وأثبتت المقاومة العراقية للعالم أن الأميركيين ليسوا القوة التي لا تقهر في العالم، وأن الشعوب الحرة شعوب أبية، إذا صممت فإنها تستطيع أن تقف أمام أي جيش مهما كان عَدَدَهُ ومهما كانت عُدَدهُ، حتى لو كان الجيش الأميركي.
المقاومة دفعت الشر عن الدول العربية وغيرها من الدول المجاورة للعراق، لأن الاحتلال الأميركي حينما جاء، جاء للعراق ليبدأ منه احتلال دول عربية، وربما إسلامية أخرى، فالمقاومة العراقية عطلته. وأذكر على سبيل المثال أن قائد الفرقة 82 الأميركية في الموصل قال كلاماً مفاده، إننا مكلفون باحتلال الموصل والسير قدماً إلى سورية لولا مسمار جحا، فلما قيل له وما مسمار جحا، قال الفلوجة أي ما حصل لهم في الفلوجة جعلهم يعيدون حساباتهم، ويغيرون خطتهم الأولى التي كانت معدة لاحتلال العراق والانتشار في المنطقة.
نعم كان احتلال العراق بداية لاحتلال دول عديدة في المنطقة عربية وربما إسلامية، فالمقاومة العراقية دفعت الشر عن المنطقة، وإن الاحتلال الأميركي بعد ورطته الثانية في العراق بعد الأولى في أفغانستان، لا أعتقد أنه يفكر أن يهاجم دولة في المنطقة أو في غيرها، إلا ربما بعد أن يخلص نفسه من وحل الحرب في العراق وأفغانستان.

اعتداءات القاعدة على فصائل المقاومة وأبناء الشعب العراقي عموماً دفع إلى إنشاء الصحوات وهي اليوم في أيامها الأخيرة
“ صحوة أم صحوات؟
يقال إن الصحوات التي نشأت في مناطق مختلفة من العراق بداية من محافظة الأنبار، يقال إنها حجمت دور المقاومة، ما هذه الصحوات؟، وهل هي صحوة واحدة أم إن هناك عدداً من الصحوات؟
هناك عدة صحوات وعدة قيادات للصحوات، هذه الصحوات نشأت في بداية عام 2007، وقد تسببت في نشوئها أمور عديدة منها اعتداءات القاعدة على أبناء الشعب العراقي من شيعة وسنة، ثم اتسعت هذه الاعتداءات من القاعدة فشملت فصائل المقاومة، وحصل بين القاعدة وبعض الفصائل المقاومة فر وكر، ما شجع أميركا أن تلعب لعبة تجميع القوى المعارضة للقاعدة، والقوى التي تريد أن تستفيد من هذا الجو، لذا فإن الصحوة أو الصحوات، هي عبارة عن مجاميع منها الحاقد على القاعدة بسبب اعتداءاتها على بعض الناس في منطقة الأنبار وغيرها، ومنهم العاطلون عن العمل، ومنهم الذين يتحينون الفرص ليستفيدوا مادياً، وهناك بعض الفئات السياسية أرادت أن تركب قطار الصحوات لتقدم للاحتلال خدمات معينة مقابل امتيازات كانوا يتطلعون إليها، ومن ثم الصحوات هي مجاميع من هذه الأنواع، أدت خدمة كبيرة للاحتلال في منطقة الأنبار، حيث عطلت مشروع الجهاد في هذه المحافظة، أو أغلب جهود المقاومة في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى حول بغداد.
إلى أين الصحوات اليوم؟. اعتقد أنها تشهد تراجعاً لأسباب عديدة. من هذه الأسباب أن الأميركان حققوا في الصحوات مصلحتهم، ومن ثم لم يعودوا متمسكين بها كما كانوا في بداية الأمر، ومن جهة ثانية فإن بعض قيادات الصحوات تلهت بجمع الأموال والاستئثار به دون إشراك من استخدموهم في مقاومة القاعدة مع الاحتلال، وحصلت ردود أفعال بين صفوف المشاركين في الصحوات، فترك من ترك، وانفصل من انفصل، وشكل من رأى في نفسه قوة تجمعاً خاصاً به، ومن ثم أدى كل ذلك إلى تراجع الصحوات وإضعافها وانقسامها إلى عدة مجاميع، وخلاصة القول إنها اليوم في أيامها الأخيرة.
أحداث الجنوب والمفاجأة
في الجنوب هنالك ثورة وغضب، وهنالك قتال ومعارك بين القوات الحكومية والأميركية ومجاميع مسلحة، ما الذي يجري هناك بالتحديد؟
ما جرى في البصرة والجنوب، هو امتداد لصراع بدأ منذ ثلاث سنين على السلطة بين الأحزاب المشتركة في الحكومة التي يتمركز أغلبها في جنوب العراق، هذه الأحزاب والتجمعات السياسية متنافسة على النفوذ وعلى المال وخاصة في البصرة، لأن البصرة هي ميناء العراق وهي شريانه، فيها النفط ومنها يتم الاستيراد والتصدير، فالتنافس بين الأطراف السياسية على عائدات النشاط الاقتصادي كان شديداً، إلا أنه لم يكن ظاهراً بالشكل الذي ظهر فيه قبل أسابيع، إذن ما حصل قبل أيام هو امتداد لما حصل قبل سنتين أو ثلاث، ولكن أضيف إليه عامل مهم، ألا وهو الانتخابات البلدية، التي قرروا أن يجروها في الشهر العاشر من العام الحالي، فبعض القوى التي تريد السيطرة على الجنوب وبدعم من الاحتلال وجهات أخرى، أرادت أن تسيطر على مسرح الأحداث في البصرة والجنوب، قبل أن يحين موعد هذه الانتخابات، لكي تكون لها الأغلبية في مجالس البلديات، ومن ثم تنفذ مخططاتها وفي مقدمتها تقسيم العراق، هذه الجهات وجدت ضالتها في رئيس الحكومة الحالي، الذي طلب منه أميركياً أن ينهي التيار الصدري الحليف له سابقاً، والذي كان له الفضل في إيصاله إلى رئاسة الوزراء فاتفقت المصالح، مصلحة الاحتلال ومصلحة المجلس الإسلامي الأعلى، ومصلحة رئيس الوزراء وحزبه حزب الدعوة في أن يتخلصوا مما كان مقلقاً ومؤذياً لهم على مدى السنين الماضية، ألا وهو التيار الصدري، فاشتبكوا معه ظناً منهم أنهم سيقضون على هذا التيار ويرتاحون منه، ولكنهم فوجئوا بأن هذا التيار كان على علم بهذا المخطط وأن هذا التيار له قاعدة شعبية أكبر من قاعدتهم.
في الآونة الأخيرة شهدنا تشكيل جبهات تجمع بين فصائل المقاومة العراقية، كيف تقيمون هذا العمل؟
لا شك بأن تجمع فصائل المقاومة في تجمعات رئيسية متعددة ظاهرة جيدة، لأن فيه تجميعاً لهذه القوى وتوحيداً لأهدافها وتوحيداً لمسارات أعمالها، وتوحيداً لرؤيتها المستقبلية، وتسهيلاً أيضاً للجهود التي تبذل لأن يكون العمل الجهادي موحداً، وحتى تزول المخاوف من إضعاف المقاومة، لأنه إذا اتحدت أهدافها، وأعلنت هذه الأهداف، ففي ذلك طمأنينة لأبناء شعبنا ولأبناء أمتنا، وفيه أيضاً تفويت لدعايات الأعداء وتشويهاتهم للمقاومة والادعاء بأنها غير واضحة، وان أهدافها غير معروفة.
حقيقة المصالحة
الحكومة العراقية تدعو إلى المصالحة الوطنية، ما حقيقة هذه المصالحة؟ وهل دعيتم إليها؟
المصالحة الوطنية عنوان يسترعي انتباه كل المخلصين، والذين يريدون للعراق الخير والذين يحرصون على مصلحة العراق، ولكنها للأسف استعملت لتزييف الحقائق وتزييف الواقع في العراق، كما استخدمت أيضاً كغطاء للعملية السياسية الفاشلة في العراق، لذلك دعت إلى المصالحة الوطنية الحكومات المتعاقبة في العراق، ولكنها كلها غير جادة بما فيها الحكومة الحالية.
المصالحة الوطنية مطلب أميركي في ظاهره، يطالبون الحكومات بتحقيقه وهو مطلب عربي وهو أيضاً مطلب دولي، وهو من اهتمامات الحكومات العراقية ومنها حكومة المالكي.
لماذا المصالحة مطلب أميركي؟
المصالحة مطلب أميركي حتى تعطي الغطاء للحكومات التي عينتها بعد احتلال العراق، وتعطيها هذه الحكومات المصداقية والشرعية، وتقول ها نحن قد شكلنا حكومة أو حكومات في العراق مقبولة لدى أغلب أبناء الشعب العراقي، وأبناء الشعب العراقي متصالحون عليها، فتريد الإدارة الأميركية أن تسوق هذه العمليات السياسية الفاشلة دولياً وشعبياً على مستوى الداخل الأميركي، لأن الشعب الأميركي متخوف من هذه الحرب ومتشائم منها، والإدارة الأميركية تريد أن تقول لهذا الشعب لقد حققنا مكاسب في العراق من خلال تشكيل حكومة أنجزت المصالحة الوطنية، ومن خلال برلمان منتخب ودستور دائم، ووضعنا بذلك أسساً للديمقراطية في العراق.
ولكن السؤال: هل الحكومات العراقية المتعاقبة في ظل الاحتلال جادة في المصالحة، الجواب كلا، ففي كل الاجتماعات التي خصصت للمصالحة بما في ذلك الاجتماعات التي حصلت عام 2005 وعام 2006 في القاهرة برعاية الجامعة العربية، وهي من أهم الاجتماعات لأنها جمعت بين الحكومة وحلفائها من جهة والمعارضين لهم من جهة أخرى وحصل خلالها اتفاق، وصدر بيان فيه اتفاق على أمور كثيرة منها اتفاق على إعادة النظر بالدستور الذي يشكل مشكلة أساسية، ولكن الحكومات لم تلتزم بتنفيذ هذا الاتفاق، بعد ذلك عقدت اجتماعات للمصالحة الوطنية داخل العراق، ضمت المشاركين في الحكومة والعملية السياسية بعد أن اختلفوا فيما بينهم.
هل دعيتم إلى هذه الاجتماعات؟
بالتأكيد لم ندعَ وإن دعينا فلن نذهب، لأننا حضرنا المؤتمرات التي عقدت برعاية الجامعة العربية ولم يفوا بالتزاماتهم فيها ومن ثم لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وهناك محاولات من رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي إذ أرسل إلينا بعض الأشخاص، وأنكر حدوث ذلك فيما بعد وأبلغنا هؤلاء برغبته في زيارتنا، أو بإرسال وفد من قبله للتباحث معنا للتحضير لمصالحة وطنية، فكان جوابنا يجب أن تنفذوا ما اتفق عليه في اجتماعات القاهرة وبعد ذلك لكل حادث حديث.
بعد خمس سنوات من الاحتلال.. العراق إلى أين؟
العراق إلى أين؟ إلى أهله سيعود العراق، بعد هذه التجربة المريرة على مدى خمس سنين وربما تضاف إليها سنون أخرى، ثلاث أو أربع أو خمس، ولكن مهما طال الأمد ومهما كثرت التضحيات، ومهما توالت الأحداث المحزنة والمؤلمة ففي النهاية العراق سيعود لأبنائه ولأمته بعون الله تعالى.
نقل عن السيد الرئيس بشار الأسد لدى لقائه المشاركين في مؤتمر تجديد الفكر القومي أنه رفض طلباً من وزير الخارجية الأميركي السابق (كولن باول) بعدم استضافة العلماء والمفكرين العراقيين على الأراضي السورية، ما تقييمكم لهذا الموقف؟
يشكر السيد الرئيس بشار الأسد على كشف هذا الأمر مرتين، مرة لكشفه هذا الأمر الذي سيساعد على معرفة أهم الأطراف التي كانت وراء تصفية الكثير من علماء العراق ومفكريه واختفاء الكثير منهم، ومرة أخرى لشجاعته وعدم استجابته لهذا الطلب الإجرامي واللا إنساني.
أشاد السيد الرئيس بشار الأسد في اللقاء نفسه بالمقاومة العراقية وبقدرتها على الانتقال إلى عمل كمي ونوعي في فترة قياسية، وطالب بإعداد دستور جديد ينظم الحياة في العراق، ما تقديركم لذلك؟
نقدر عاليا إشادة الرئيس بشار الأسد بالمقاومة العراقية إذ تأتي هذه الإشادة في وقت تحاول فيه أطراف معادية لهذه المقاومة، التعتيم على أعمالها والتقليل من إنجازاتها، ولكن شمس الحقيقة ساطعة ولا يضيرها تعامي الجبناء والعملاء عنها، كما نقدر عالياً مطالبة السيد الرئيس بشار الأسد بإعداد دستور جديد للعراق، إذ هو بهذا يحدد مشكوراً وجود مشكلة أساسية من مشكلات العراق التي جلبها إليه الاحتلال، والتي أسهمت في عدم استقراره، وإحداث الفوضى الحالية فيه.
هل أنت راض عن مواقف الحكومات العربية حيال ما يجري في العراق؟
أنا لست راضياً ولست وحدي، الشعب العراقي الحر المعارض للاحتلال غير راض عن مواقف الحكام العرب وإن تفاوتت مواقفهم، ولكنها كلها ليست بالمستوى المطلوب الذي يتوقعه الأخ من أخيه في حال الضيق، أنا لست راضياً وأغلبية الشعب العراقي ليست راضية، بل الشعوب العربية والإسلامية غير راضية عن مواقف حكامها، ولكن نقول لعلهم يعوضون عما فات فيما بقي من أيام، وأنا ادعوهم إلى أن يسجلوا في التاريخ شيئاً، أن يسجلوا موقفاً مع العراق، فالعراق وفي، والعراق لا يتنكر لمن يقف إلى جانبه، العراق اليوم بحاجة إلى موقف، والعراقيون بحاجة إلى موقف، والوقت مناسب فندعوهم إلى استغلال هذا الوقت الباقي ونقول لهم: في النهاية العراق سيعود إلى أبنائه، شاء أعداؤنا أم أبوا، سيعود العراق رغم كل المصائب والمحن ورغم انف أعدائه، سيعود لأبنائه بل سيعود لأمته وسيكون عامل خير وأمن واستقرار وداعماً لهم إن شاء الله في كل قضاياهم، وإن تجاهلوه وتركوه فهو لا يتجاهلهم في المستقبل ولا يتركهم، وسيقف إلى جانبهم كما وقف إلى جانبهم على مدى التاريخ الماضي.
الشيخ حارث الضاري في نهاية هذا اللقاء هل من كلمة تقولها للعراقيين وللعرب؟
أقول للعراقيين وللعرب صبراً صبراً، النصر قادم بعون الله تعالى.
2008-04-29
الوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.