غزة:ينتظر عشرات الفلسطينيين العالقين في مطار القاهرة الدولي، تدخل الجهات المعنية من أجل العمل على إكمال طريقهم إلى قطاع غزة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في مصر لاسيما القاهرة التي تشهد توتراً لم تشهده منذ 30 عاماً إثر الهبة الجماهيرية المطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك وتغيير نظام الحكم. ووسط الفوضى الجارية هذه الأيام في القاهرة، إثر الاشتباكات في ميدان التحرير التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى، تزداد معاناة هؤلاء الفلسطينيين من الناحية الإنسانية في ظل رفض السلطات المصرية السماح لهم بالعودة إلى القطاع وتغلق معبر رفح، جنوب القطاع. ويتواجد في مطار القاهرة الدولي قرابة 60 فلسطينياً من قطاع غزة، بينهم أطفال ونساء وشيوخ تقطعت بهم السبل، واشتكت من ضيق غرف الترحيل التي يتواجدون فيها وعزلتهم عن العالم الخارجي، نظراً لتلاحق الأحداث المصرية. وتشهد المدن المصرية منذ 25 يناير/ كانون ثاني المنصرم، موجة من الاضطرابات والتظاهرات غير المسبوقة ضد النظام الحاكم والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المصريون، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. منع التنقل وقال الناطق باسم العالقين في مطار القاهرة عمر صيام: "إن من بين العالقين مرضى وكباراً في السن إلى جانب أطفال وطلاب جامعات حضروا من دول العالم وتجمعوا في مطار القاهرة ليتسنى بعد ذلك نقلهم إلى قطاع غزة"، مشيراً إلى أن 60 فلسطينياً هم بانتظار قرار يصدر من الجانب المصري بترحيلنا إلى قطاع غزة. وبين أن العالقين في المطار يعانون من ظروف صحية ونفسية سيئة لتواجدهم في "غرف الترحيل" المغلقة والتي تبلغ مساحتها قرابة 8 أمتار، موضحاً أنهم يعانون من سوء الخدمات، وأن أمن المطار يمنعهم من التنقل في المطار إلا بأمر. وذكر صيام أن السلطات المصرية تمنع نقلهم من مطار القاهرة إلى أي مكان آخر بسبب الاحتجاجات في مصر المطالبة برحيل مبارك ونظامه، لافتاً إلى أن العالقين في المطار قدموا اقتراحاً إلى المسؤولين في المطار بموجبه يتم نقل العالقين إلى مدينة العريش المصرية ومن ثم إلى القطاع ولكن قوبل اقتراحهم بالرفض، محذراً من كارثة قد تلم بالعالقين ولا سيما المرضي وكبار السن منهم. ظروف مأساوية بدوره، أكد أكرم الحسنات (44 عاماً) وهو أحد العالقين في مطار القاهرة، أن العالقين يعانون من ظروف صحية واقتصادية سيئة، وهم بحاجة لقرار بفتح معبر رفح لإنهاء تلك المعاناة عبر الوصول إلى أراضيهم وبيوتهم. ودعا الحسنات جميع المعنيين والشرفاء في جميع الدول لبذل الجهود لإنهاء معاناتهم، لأنهم محتجزون منذ 6 أيام في ظروف صعبة نتيجة لانخفاض درجات الحرارة. وقال: "إن أسعار الطعام مرتفعة جداً نظراً لعدم توفر البائعين في المطار، بسبب الأحداث في مصر"، شاكياً عدم اهتمام المسؤولين الفلسطينيينبالقاهرة تجاههم. وتابع قائلاً: "ليس فقط نحن العالقين في المطار بل هناك العديد من الفلسطينيين محتجزين في مختلف المدن المصرية". واتفق العالق في مطار القاهرةالفلسطيني إيهاب الغوطي (29 عاماً) مع "الحسنات" في الإشارة إلى أن العالقين يعانون من ظروف صعبة نتيجة البرد والنقص الحاد في الأغطية وقلة الخدمات المتوفرة. وعبر الغوطي عن استيائه من تجاهل مندوبي السفارة الفلسطينية لمعاناتهم داخل المطار والاستهزاء بهم، محذراً في الوقت نفسه من تفاقم حالاتهم الإنسانية يوماً بعد يوم. ولفت إلى أن العالقين في مطار القاهرة يعانون من قلة الأطعمة والنوم، وقال: "نتناوب في النوم كل ثلاث ساعات، حيث يستخدم شخص آخر المكان لينام فيه ويأتي بعده شخص آخر نتيجة قلة "الأغطية"، مشيراً إلى أن العالقين على المعبر يتناولون وجبة واحدة طوال اليوم لقلتها وارتفاع أسعارها. وأوضح الطالب أحمد النجار (24 عاماً) المتواجد في قطاع غزة، أنه يترقب أحداث مصر بشكل مستمر ومتواصل، معبراً عن أمله أن تنتهي أزمة مصر ليتمكن من السفر عبر معبر رفح البري في حال تم فتحه من جديد. وحضر النجار إلى قطاع غزة قبل أربع سنوات قادماً من السعودية لإكمال دراسته في قطاع غزة نظراً لارتفاع الرسوم الدراسية على الطلاب الفلسطينيين، ومنع بعض الجامعات من دراسة المغتربين في السعودية. يعيش النجار منفرداً في منزل بحي النصر، غرب مدينة غزة، ويعاني من ظروف نفسية صعبة جراء الأحداث المتلاحقة في مصر خاصة وأن إقامته شارفت على الانتهاء وهو بحاجة إلى تجديدها. جهود مكثفة بدوره، أكد مدير هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة غازي حمد، وجود اتصالات مكثفة مع الجانب المصري لإنهاء معاناة العالقين في مطار القاهر الدولي، معبراً عن أمله أن تنجح تلك الجهود. وأوضح حمد في تصريح ل"فلسطين"، أن الظروف الصعبة في مصر حالت دون فتح المعبر، مؤكداً على استمرار بذل الجهود من أجل إنهاء معاناة العالقين الفلسطينيين في مطار القاهرة. وبين مدير هيئة المعابر والحدود، أنه تم الاتصال بهيئة المعابر الفلسطينية من قبل العالقين الفلسطينيين لإنهاء معاناتهم، مشيراً إلى أن المعبر يستقبل يومياً قرابة 200 شخص في كلا الاتجاهين، فيما أغلق المعبر بشكل كلي بعد اندلاع أحداث مصر. وفيما يتعلق بتجاهل السفارة المصرية لمعاناة العالقين والاستهزاء بهم، قال: "من المفترض أن تقوم السفارة الفلسطينية بواجبها في هذا الجانب من خلال التواصل مع المصريين"، معتبراً أن الظروف المتلاحقة بمصر قللت من إمكانية فتح المعبر.