القاهرة:المعاناة هي القاسم المشترك الذي يجمع بين اللاجئين الذين غادروا مخيم الشوشة التونسي، اليوم السبت، وعددهم 400؛ جميعهم وصلوا إلي ميناء جرجيس حوالي الساعة الواحدة ظهرًا في انتظار ركوب الباخرة التي ستعيدهم إلى وطنهم.في العادة، الناس الذين تقلهم البواخر من ميناء جرجيسجنوبتونس، هم غالبًا سياح أجانب يقومون برحلة بحرية يكتشفون خلالها جمال جزيرة جربة والمناطق المحيطة بها. لكن بالنسبة إلى أحمد حزو -وهو لاجئ مصري من محافظة المنصورة- ميناء جرجيس يعني، قبل كل شيء، نهاية الكابوس الليبي الذي دام عدة أيام، والعودة إلى وطنه وأهله؛ حيث وجد شبابًا تونسيًّا تطوع ليقدم إليهم كافة احتياجاتهم، حسب وكالة الأنباء التونسية. "أنا سعيد جدًّا بالرحيل -يقول أحمد- لقد سئمت العيش في ليبيا. الوضع سيئ هناك. لقد عانيت الأمرَّين خلال سفري إلى تونس. الجيش سلبني 2000 دولار و3 هواتف نقالة، والليبيون اتهموا المصريين والتونسيين بتوزيع حبوب الهلوسة على الثوار الذين يريدون إسقاط نظام القدافي". نفس الشعور نفس الشعور بالفرحة انتاب محمد عبد ربو السايح، وهو لاجئ مصري آخر من محافظة قنا، الذي عبَّر عن تقديره وامتنانه للشعب التونسي على ما قدَّمه من مساعدات غذائية وطبية: "كرم الشعب التونسي لا يُقدَّر. لقد أدى واجبه ووفَّر لنا كل شيء". وصل السايح إلى مخيم الشوشة قادمًا من مدينة غريان الليبية في الأول من مارس/آذار الجاري. وكانت الرحلة من ليبيا باتجاه تونس شاقة ومحفوفة بالمخاطر في ظل الحرب الدائرة بين نظام القذافي والثوار الليبيين. لكن بعد هذه الرحلة الشاقة، وجد السايح في جرجيس كثيرًا من الشباب التونسي الذي تطوع لكي يقدم إليهم الأطعمة والعصائر والأدوية؛ الأمر الذي خفف من وطأة الرحلة الشاقة التي مر بها.