الجزائر:يتحدث فؤاد بوعلي، المدرب الأسبق لنادي وداد تلمسانالجزائري، بحسرة وألم عن ما عاشه خلال الأيام الأولى من الأحداث التي عرفتها مدينة بنغازي الليبية التي تواجد بها قبل أسابيع قليلة بغرض قيادة فريق نجم بنغازي، أعرق أندية الدوري الليبي لكرة القدم، في أول تجربة له في عالم التدريب خارج حدود الجزائر. يقول بوعلي إنه تفاجأ في البداية لاندلاع الأحداث "لأنه ليس هناك ما كان يوحي بقرب اشتعال الثورة، وإنه في اليوم الأول لهذه الأحداث كان مع فريقه في معسكر إعدادي بمدينة أجدابيا التي تمثل محوراً رئيسياً، كونها تربط المنطقة بعدة مدن رئيسية كالعاصمة طرابلس وبنغازي". وبعد تطور الأحداث في مدينة بنغازي، اضطر بوعلي بالحاج إلى الانتقال إلى الإقامة بفندق بنغازي بدلاً من البقاء في شقته بأحد الأحياء الراقية بالمدينة خوفاً على سلامته. الليبيون شعب طيب وأهل الكرم يعترف بوعلي بأنه كان يملك صورة مغايرة عن الليبيين، مقارنة بتلك التي ترسمت لديه بعد معاشرته لهم، وقال "إنهم شعب طيب وأهل كرم ويحبون كثيرا الجزائريين، وإن إدارة ولاعبي نادي نجم بنغازي لم يتركوه وحيداً، كما أن عمال الفندق غامروا بحياتهم من أجل خدمة النزلاء الذين كانوا على جنسيات مختلفة من إسبانيا والبرتغال والولايات المتحدة والبرازيل ومصر". وكشف بوعلي أنه أمام صعوبة التحرك كان يسعى للتغلب على صعوبة الموقف من خلال العمل مع رفاقه في الفندق بخلق جو مميز من خلال الاستعانة بالموسيقى والرقص الذي كان من صنع البرازيليين بالدرجة الأولى. شاهدت دبابة تدهس شخصين ورغم تدهور الوضع، كان بوعلي يخرج إلى الشارع لاستقصاء الأوضاع بعدما تجاوز مرحلة الخوف مثلما كان الأمر مع الكثير من الليبيين، ويروي أنه شاهد بأم عينيه كيف دهست دبابة إحدى السيارات كان على متنها شخصيّن توفيا على الفور. وأضاف أنه وقف على مجزرة حقيقية لم يعشها من قبل، متسائلاً ومستغرباً عن سبب صمت العالم، واتخاذه موقف المتفرج وكأن الأمر لا يتعلق بأرواح بشرية. وبعد تصاعد حدة الاحتجاجات قرر بوعلي مغادرة بنغازي بعدما توصلت إدارة النادي إلى قناعة بضرورة مغادرة البلد رفقة عدد من الرياضيين من تونس، حيث سافر الجمع على متن حافلتين وتحت الحماية حتى مركز سلوم الحدودي مع مصر، ليسافر إلى بمدينة الإسكندرية حيث قضى ليلة واحدة، وبعد اتصاله بالسفارة الجزائرية، طُلب منه التوجه إلى القاهرة، حيث بقي هناك لمدة ثلاثة أيام قبل أن يعود إلى الجزائر بمساعدة كبيرة من أعوان السفارة في العاصمة المصرية. تجربة مفيدة ومستعد لتكرارها ورغم أنها لم تكتمل حتى النهاية، إلا أن بوعلي يقول إن تجربته القصيرة في ليبيا كانت مفيدة وغنية على أكثر من صعيد، وأنه مستعد لتكرارها حتى لو يدرك أن الحرب ستندلع، غير أنه أبدى أسفه "لعدم مواصلة المغامرة مع نجم بنغازي"، مشيراً إلى أن الكرة الليبية تتمتع بإمكانيات مادية كبيرة تسمح لها بالنهوض مجددا في أي وقت. ويأمل المدرب الجزائري إلى أن يعود الهدوء إلى ليبيا بسرعة، مشيراً إلى أنه يتابع الأخبار أولاً بأول خاصة في ظل صعوبة الاتصال بالأصدقاء في ليبيا. - صالح خليل "العربية.نت" الإثنين 02 ربيع الثاني 1432ه - 07 مارس 2011