استنكرت أمس وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الجزائرية في طرابلس الليلة قبل الماضية من قبل عدد من المسلحين عقب المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره الليبي و التي انتهت بفوز الجزائر. و قال الناطق الرسمي للشؤون الخارجية عمار بلاني «نحن نندد الأحداث التي وقعت أمام مقر السفارة الجزائرية بعد مباراة الجزائر و ليبيا» معتبرا ان مثل هذه الأحداث السطحية لا تؤثر على العلاقات التاريخية و الأخوية بين شعبي البلدين، كما طالب السلطات الليبية باتخاذ كافة الإجراءات من اجل حماية المقرات الجزائرية حسب اتفاقية الأعراف و التقاليد الدولية. وكانت مجموعة ليبية مسلحة قامت الليلة قبل الماضية بمحاصرة السفارة الجزائرية والتظاهر أمامها مردّدين شعارات مناوئة للجزائر دولة وشعبا، مباشرة بعد إعلان الحكم السينغالي «بادرا دياتا» عن نهاية مباراة منتخب الخضر ضد شقيقه الليبي بتأهل بلد المليون شهيد الى «كان» 2013. وحسب ما جاء في شريط مصوّر لقناة النهار، فإن عددا من الشباب الليبي المسلح عمد الى محاصرة السفارة قبل أن يقوم اثنان من المتظاهرين بانزال العلم الجزائري من على مبنى السفارة وتمزيقه ثم حرقه فيما اكتفت البقية بالتقاط صور الاعتداء على السفارة الجزائرية. وفي تناولها لأحداث ما بعد المباراة، أجمعت الصحف الجزائرية على غرار «الهدّاف» و«النّهار» و«الخبر» على استنكارها للاعتداء مندّدة بالشعارات التي طالت شهداء الجزائر الذين وصفهم المحتجون باللقطاء والحلاقين، الى جانب النيل من شخص الرئيس بوتفليقة والشعب الجزائري. وتساءلت «الهدّاف» حول سرّ التحامل على الجزائر في كل مرّة يفوز فيها منتخبها على أشقائه، في إشارة واضحة لما حصل مع الأشقاء المصريين واعتدائهم على سفارة بلادهم بالقاهرة. من جهتها وصفت جريدة «الخبر» ما أتاه المتظاهرون الليبيون في حق رمز السيادة بالعمل الجبان قبل أن تخلص الى القول بأن الاعتداء على السفارات في عهد الحكومة الجديدة بات أمرا عاديا بل ومسموحا به، مذكرة بتعرض القنصلية الأمريكية العامة في بنغازي لهجوم صاروخي قتل فيه السفير الأمريكي و3 من موظفي القنصلية يوم 11 سبتمبر الماضي.