برلين:اعرب مجلس المسلمين الاعلى في المانيا هنا اليوم عن خيبة امله ازاء تصريحات وزير الداخلية الالماني الجديد هانس بيتر فريدريش الذي قال فيها عقب تسلمه منصبه بيوم واحد فقط انه "لا يعتبر الدين الاسلامي من الناحية التاريخية جزء من المانيا". وقال رئيس المجلس ايمن مزيك في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان " تصريحات الوزير الالماني خيبت اماله" مستشهدا "بالتصريحات الواضحة التي ادلت بها اعلى سلطة تمثيلية في البلاد ممثلة بالرئيس الالماني كريستيان فولف في اكتوبر الماضي ان الدين الاسلامي يعتبر جزء من المانيا". واضاف مزيك ان "الجميع في المانيا سواء وزير الداخلية او غيره لا ينكرون ان المسلمين في الوقت الحاضر يعتبرون جزء من المجتمع الالماني" مشيرا الى ان "نقطة الخلاف الرئيسية بين مؤيدي هذه التصريحات ومعارضيها تتعلق بالجانب التاريخي لها". وعن الجانب التاريخي للخلاف اوضح رئيس المجلس ان "تأثير الاسلام والمسلمين في المانيا بشكل خاص وفي اوروبا بشكل عام واضح ولا لبس فيه" مشيرا الى التأثير "الايجابي" للمسلمين على مدى مئات السنين سواء في اسبانيا او في جنوب ايطاليا. وتطرق مزيك الى الدور الذي لعبه العرب في حركة الترجمة وما اسفر عنها من نقل للفلسفة الاغريقية الى اوروبا معتبرا انه لولا العرب ودورهم في ذلك لضاع ارث الفلسفة والحضارة الاغريقية. وعن تأثير هذه التصريحات على ما يسمى هنا ب(نقاش الاندماج) قال ان "عدم اجراء حوار مباشر بين ممثلي الحكومة الالمانية كوزير الداخلية من جهة وبين ممثلي المسلمين في المانيا من جهة اخرى يضر بالجهود السياسية الرامية الى انجاح خطط دمج المسلمين بشكل افضل في المجتمع الالماني" مؤكدا في الوقت ذاته ان مشاريع نقاش الاندماج تسير ميدانيا على قدم وساق. وعما اذا كان المجلس ينوي الاعتراض على تصرحات الوزير الجديد قال رئيسه انه سيخاطب باسم المجلس فريدريش مؤكدا ان جهود مجلس المسلمين الاعلى الرامية الى الحوار بين المسلمين والمجتمع الالماني ستكون جزء من الحوارات التي سيجريها مع الوزير الجديد لاقناعه بالتخلي عن هذه التصريحات .