طرابلس وكالات الفجرنيوز:قالت جمعية خيرية ليبية يرأسها ابن الزعيم الليبي معمر القذافي ان العلاقات بين ليبيا وايطاليا ستعاني من عواقب كارثية اذا أصبح نائب يعرف بتصريحاته المناهضة للاسلام وزيرا في الحكومة الايطالية الجديدة. وأثارت هذه التصريحات ضجة في ايطاليا حيث انتقد النواب اليمينيون واليساريون على حد سواء ليبيا لتدخلها في الشؤون الداخلية الايطالية واحتشدوا لدعم روبرتو كالديرولي عضو حزب رابطة الشمال المناهض للهجرة. ويعرف كالديرولي بتصريحاته المعادية للمهاجرين والاسلام. وأدى الاداء القوي لحزب رابطة الشمال في الانتخابات التي جرت في ابريل الى زيادة التكهنات بأنه سيصبح وزير الاصلاحات في حكومة سيلفيو برلسكوني. وقالت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية في بيان ان قرار رئيس الوزراء الايطالي الجديد مسألة داخلية تخص ايطاليا. لكنها أضافت انه اذا اعيد تعيين الوزير السابق كالديرولي في منصب وزير مرة اخرى فان هذا الامر ستكون له عواقب كارثية على العلاقات بين ايطاليا وليبيا. ويرأس المؤسسة سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يعتقد على نطاق واسع انه يقوم بدور رئيسي في الدبلوماسية الليبية مع الدول الغربية. وايطاليا هي الشريك التجاري الرئيسي لليبيا العضو في منظمة اوبك وتمتلك شركة نفط اي.ان.اي. الايطالية حصصا في خط انابيب ومشروعات للغاز الطبيعي والنفط في ليبيا. وتتعاون الدولتان أيضا في وقف تدفق الهجرة غير الشرعية الى ايطاليا. وحزب رابطة الشمال حليف صغير لائتلاف يمين الوسط الذي يتزعمه برلسكوني الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الاخيرة. على صعيد آخر، اعلنت النيجر وليبيا نيتهما اعطاء زخم جديد لعلاقاتهما بعدما تدهورت في الاشهر الاخيرة على خلفية دعم مفترض لليبيا للمتمردين الطوارق الناشطين في شمال النيجر. وقال رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي اثر محادثات مساء الجمعة مع الرئيس النيجيري مامادو تانجا ان "العلاقة مع النيجر ستشهد قفزة نوعية، سنحدث ثورة فيها". واوضح المحمودي الذي ترأس لجنة التعاون الثنائية انه سلم تانجا رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي "تتصل باعادة احياء التعاون" مع النيجر، احد افقر الدول في العالم. واضاف "ستعزز ليبيا قريبا جدا استثماراتها في النيجر على صعيد الزراعة والنفط والسياحة والصحة". وفي هذا السياق، وعدت ليبيا بتمويل شق طريق في شمال النيجر وبتعزيز تعاونها الجمركي "لتسهيل تنقل الاشخاص والبضائع". واشاد رئيس الوزراء في النيجر سايني اومارو بهذا "التصميم على اعطاء دفع جديد" للتعاون وارساء "حوار دائم ومشاورات منتظمة". وبدأت العلاقات بين البلدين المجاورين تتدهور العام 2007، اثر تظاهرات عدة دعمتها نيامي ضد دعم مفترض للقذافي للمتمردين الطوارق في النيجر الذين يصف الرئيس تانجا قادتهم بانهم "رؤساء عصابات مسلحة". وترى نيامي ان هذا الدعم المفترض يهدف الى الحيلولة دون التنقيب في حقول كبيرة من النفط واليورانيوم في المنطقة القريبة من ليبيا. وبلغت الازمة ذروتها في اغسطس 2007 مع طرد دبلوماسي ليبي في اغاديز (شمال) بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية للنيجر. لكن القذافي رفض تلك الاتهامات وباشر ملاحقات قضائية بحق صحف خاصة في النيجر تحدثت عن تمويل ليبي مفترض للمتمردين الطوارق. غير ان الافراج في مارس عن 25 رهينة كان يحتجزهم المتمردون بفضل وساطة لمؤسسة القذافي ضاعف الشكوك. وثمة موضوع خلافي آخر. فرئيس النيجر الذي تراجعت زياراته لليبيا اتهم القذافي في اغسطس الفائت بمحاولة الاستيلاء على منطقة مانغيني في اقصى شمال النيجر البالغة مساحتها 30 الف متر مربع التي عثر فيها على احتياطي كبير من النفط. ومن دون ان يسمي ليبيا في شكل مباشر، تحدث تانجا عن اطراف خارجيين "يحركون" المتمردين، طارحا "تساؤلات" عن مصادر امدادهم اللوجستي والغذائي.