واشنطن - أعربت مؤسسة يهودية أمريكية كبرى عن قلقها من تزايد أعداد المسلمين في أوروبا، باعتباره "تهديدا حقيقيا" للولايات المتحدة، ومن شأنه تقويض "مسيحية أوروبا"، حيث ينذر بتحول القارة إلى "قارة مسلمة". ومن شأنه تقويض "مسيحية أوروبا"، حيث ينذر بتحول القارة إلى "قارة مسلمة". جاء ذلك في دراسة مفصلة حول مستقبل أوروبا في ظل "التنامي السريع للمسلمين" هناك، أصدرها مركز السياسات اليهودية، وهو مركز بحثي تابع للائتلاف الجمهوري اليهودي الذي يعتبر المكتب السياسي ليهود الحزب الجمهوري. طالع أيضا: الأممالمتحدة: الإسلام يعاني تعصبا في أوروبا
واعتبرت الدراسة أن تزايد أعداد مسلمي أوروبا يمثل "مشكلة حرجة" لمستقبل القارة، وأن هذا التزايد ستكون له "نتائج هائلة" يهدد "الإنسانية"، خاصة الولاياتالمتحدة التي تجمعها بأوروبا روابط اقتصادية حساسة، حسب تقرير بثته وكالة "أمريكا إن أرابيك" الإثنين 24-12-2007. وفي هذا الشأن رسمت الدراسة التي أعدها المفكر اليهودي المتطرف دانيل بايبس مدير مركز أبحاث "منتدى الشرق الأوسط" في فيلادلفيا ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل أوروبا، هي: "الحكم الإسلامي" أو "طرد المسلمين" أو "التكامل المتناغم". الحكم الإسلامي وبالنسبة لسيناريو "الحكم الإسلامي"، ذكر بايبس أن العديد من المحللين الغربيين توقعوه. ومن بينهم الكاتبة الإيطالية أوريانا فالاتشي المعادية للإسلام، والتي أعربت عن اعتقادها أن أوروبا ستصبح "ولاية إسلامية" خلال فترة من الزمن، وكذلك المفكر بات يور الذي وصف أوروبا في ظل تزايد أعداد المسلمين فيها ب"المستعمرة" وسماها "أوروالعربية". وأضاف بايبس الكاتب المنتظم بصحف إسرائيلية أن هناك ثلاثة عناصر تدفع إلى "أسلمة أوروبا"، وهي: "العقيدة، والديموجرافيا السكانية، والإحساس التاريخي". وانتقد ضعف المسيحية في أوروبا، واستشهد بعاصمة بريطانيا قائلا: "في لندن يقدر الباحثون أعداد المسلمين الذين يذهبون إلى المساجد يوم الجمعة بأكثر من أعداد المسيحيين الذين يذهبون للكنائس يوم الأحد، رغم أن عدد المسيحيين بلندن يفوق عدد المسلمين 7 مرات". وانتقد بايبس المجتمع الأوروبي وتحوله إلى العلمانية قائلا: "إنه في وطن المسيحية تسود العلمانية بشكل مفرط، خاصة بين الصفوة من المجتمع الأوروبي". وأضاف أنه "من الغريب أن يرى المجتمع الأوروبي معتنقي المسيحية مثل رئيس الولاياتالمتحدة (جورج) بوش كأنهم بدون توازن عقلي وغير ملائمين للمناصب العامة". "في عام 2005 تم منع السياسي الإيطالي الكاثوليكي البارز روكو بوتيجليون من تولي منصب مفوض الاتحاد الأوروبي بسبب آرائه في بعض القضايا مثل الشذوذ الجنسي"، حسبما لفت بايبس في دراسته. وتضيف الدراسة أن الديموجرافيا السكانية بالنسبة لمسيحي أوروبا "سيئة للغاية"، موضحة أن "معدل النمو السكاني في أوروبا حاليا هو 1.4 طفل لكل امرأة، فيما يتطلب الاستمرار السكاني أكثر من طفلين لكل زوجين، أي بمعدل 2.1 طفل لكل امرأة، وهو ما يعني أن المعدل السكاني الحالي يمثل الثلثين فقط مما هو مطلوب". وترى الدراسة أن هذا المعدل البطيء يفرض على أوروبا أن تجلب مهاجرين من خارجها مما يعمل على زيادة أعداد المسلمين، الأمر الذي ترى الدراسة أنه "يهدد مستقبل مسيحية" القارة. الطرد أو التكامل السيناريو المحتمل الثاني لمستقبل الأقليات المسلمة بأوروبا، وفقا للدراسة، هو "طرد المسلمين". ومن أبرز الكتاب الأمريكيين المؤيدين لهذا السيناريو رالف بيتر الذي يعتبر أوروبا "أفضل مكان للإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، ويرى أن مسلمي أوروبا سوف يكونون "محظوظين إذا تم طردهم ولم يقتلوا". وفحوى هذا السيناريو، بحسب الدراسة، أن الأوروبيين سوف ينهضون ويطالبون ب"استعادة نظامهم التاريخي". واعتبرت الدراسة أن هذا بدأ بالفعل، وقالت إن بوادره ظهرت جليا في موقف فرنسا من تشريع حظر الحجاب، والاستمرار في خدمة تقديم النبيذ أثناء أي عشاء رسمي رغم اعتراض المسلمين. وتقول الدراسة إن العديد من الأحزاب الأوروبية تعمل في اتجاه تحقق سيناريو "طرد المسلمين"، حيث تعارض الهجرة والإسلام. ويمثل الحزب الوطني البريطاني، والحزب البلجيكي "فالميس بيلانج"، أقوى جبهتين في محاربة الإسلام والمسلمين في أوروبا، بحسب الدراسة. وبالنسبة للسيناريو الثالث والأخير "التكامل المتناغم"، فتقول الدراسة إن الأوروبيين والمهاجرين المسلمين سوف يجدون "طريقة للتعايش" سويا "بشكل متناغم"، لكنها قللت من فرصة تحقق هذا السيناريو، وقالت إنه قائم على "أساس ضعيف". واختتمت الدراسة بالإعراب عن الأمل في أن يستعيد الأوروبيون "إيمانهم المسيحي"، وأن يعملوا على إنجاب المزيد من الأطفال، ويعتنوا بتاريخهم المسيحي. واقترحت أن يعمل الأوروبيون على تشجيع هجرة غير المسلمين، أو العمل على "تغريب" المسلمين الذين يعيشون في القارة الأوروبية، رغم أنها استبعدت حدوث مثل هذه التغيرات الآن. ويقدر عدد مسلمي أوروبا بنحو 53 مليون نسمة، يعيش 16% منهم في دول الاتحاد الأوروبي ال25، بحسب دراسة ألمانية حديثة.