بيان للهيئة الوطنية للمحامين حول واقعة تعذيب تلميذ بسجن بنزرت    لاليغا الاسبانية.. سيناريوهات تتويج ريال مدريد باللقب على حساب برشلونة    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    الاتحاد المنستيري يضمن التأهل إلى المرحلة الختامية من بطولة BAL بعد فوزه على نادي مدينة داكار    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    بايرن ميونيخ يتوج ببطولة المانيا بعد تعادل ليفركوزن مع فرايبورغ    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجرنيوز" ترصد واقع حال العلاقات بين الفصائل الفلسطينية في دمشق
نشر في الفجر نيوز يوم 21 - 05 - 2008

الفجرنيوز: ترصد واقع حال العلاقات بين الفصائل الفلسطينية في دمشق
مشعل لملوح: مواقف الشعبية توظف لتغطية نهج عباس السياسي
حواتمة ترصد أبو مازن في عمان لمطالبته بمئتي ألف دولار شهريا لم يدفعها الرئيس الفلسطيني غير مرة واحدة
جبريل استأثر بالوقت ومشعل اختصر كلمته وشلح رفض التحدث بعدهما واعتراضات على اعطاء كلمة لأبو عبير
دمشق شاكر الجوهري الفجرنيوز
تباينات وخلافات كثيرة تدور رحاها بين فصائل التحالف الوطني الفلسطيني، أو ما اصطلح على تسميتها بالفصائل العشر، التي تناقص عددها عمليا إلى فقط ثمان فصائل، مع تمييز الجبهتين الشعبية والديمقراطية لنفسيهما عن بقية الفصائل، ما أدى عمليا إلى توقف الإجتماعات الدورية لهذه الفصائل، لتحل محلها اجتماعات لجنة المتابعة التي انبثقت عن المؤتمر الوطني الفلسطيني، الذي تخلفت عن المشاركة فيه الجبهتان المشار إليهما.
الصورة من داخل التحالف الذي كان، تبدو مختلفة عن الصورة التي يمكن استشفافها من البيانات المشتركة التي كانت تصدر عن هذه الفصائل. كما أن التباينات والخلافات لا تقتصر على ما بين الجبهتين وبقية الفصائل، ذلك أنها ممتدة إلى داخل الجبهة الشعبية بين طرفين فيها، فيما تشهد العلاقات بين بقية الفصائل تجاذبات من نوع آخر، تطفو على سطحها تحفظات على حركة "حماس"، تتعلق بالتكتيك والممارسات الميدانية وتحفظات على بعض المواقف، لا تقتصر على الجبهتين الشعبية والديمقراطية، كما تجلى من تفاصيل اللقاء الذي جرى بين وفد من الشعبية برئاسة عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الخارج من السجن، ورد خالد مشعل بالغ الصراحة عليه، لكنها تشمل كذلك بقية الفصائل العشر..!
الهدف من الغوص في هذه التفاصيل يتعلق أولا بشعار جميل ومبدع انفردت الجبهة الشعبية بطرحه منذ انطلاقتها الأولى سنة 1968.."كل الحقيقة للجماهير"..!
ولو كانت، أو ظلت، كل الحقيقة في حوزة الجماهير، ربما لما آل مصير القضية الفلسطينية إلى ما هو عليه الآن، يقول مراقبون..!!
إذ كان بإمكان الجماهير أن تتدخل عند الضرورة ناصحة أو موجهة أو حتى مصوّبة..!!!
بهذا تتحدث أيضا مصادر شعبية فلسطينية في سوريا.
بداية فكرة الغوص في هذا الموضوع الشائك كانت مع ملاحظة نوع من الإرباك في أداء فصائل المقاومة والممانعة الفلسطينية في سوريا، بالتزامن مع البرنامج الضخم الذي أقرته اللجنة العربية والدولية لإحياء الذكرى الستين للنكبة.
من بين فقرات هذا البرنامج كان حفل جماهيري مركزي أقيم يوم الجمعة الموافق التاسع من آيار/مايو الماضي، إتسم بتجاذبات ما كان لها أن تكون، تلاه الغاء مؤتمر صحفي مشترك كان مقررا عقده لجميع الأمناء العامين للفصائل، أو من ينوب عنهم، يوم الإربعاء الموافق 13 آيار/مايو، يليه في اليوم التالي زيارة ميدانية لقيادات وكوادر الفصائل، تغطى اعلاميا، للجزء المحرر من الجولان العربي السوري المحتل، باعتباره أقرب نقطة سورية لأرض فلسطين.
لكن المفاجأة تمثلت في إلغاء الفعاليتين الأخيرتين، دون سابق إنذار، وامتناع فصائل عن المشاركة في مسيرة الشموع التي طافت بعض شوارع مخيم اليرموك مساء الإربعاء، واتسمت بكثير من الإستعراضية من قبل فصائل على حساب فصائل أخرى.
ما الذي يجري..؟ ولماذا كل هذا التنافر الظاهر للعيان بين الحلفاء..؟
السؤال يفرض نفسه..والإجابات انهالت ردا عليه، وكأنه نفّس دملا ملتهبا كان لابد لأحد أن يفجره..!
جبريل وأبو عبير
لنبدأ بالتفاصيل الخفيفة..
مهرجان الجمعة كاد أن يفسده أمران..
الأول: طول كلمة أحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية/القيادة العامة، التي استهلكت معظم الوقت المخصص من قبل مندوبي قناة الجزيرة مباشر لبث وقائعه. فرغم كل التأكيدات على أبو جهاد بضرورة اختصار كلمته، كي يظل متسع من وقت القناة لبث الكلمة التالية لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إلا أنه كعادته حين ينفعل ويتفاعل مع تاريخ القضية، استطرد كثيرا. وكان المشرفون على النقل المباشر للمهرجان قد احتاطو لذلك، وتركوا متسعا محدودا من الوقت استوعب العشرة دقائق التي اختصر مشعل كلمته ضمن حدودها.
الثاني: الكلمة التي أضيفت إلى برنامج المهرجان لأبي عبير، الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية، الذي وصل دمشق قادما من قطاع غزة عن طريق القاهرة، حيث كان مشاركا في وفد اللجان الذي التقى عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية في إطار مساعيه لإقرار تهدئة جديدة مع اسرائيل.
لقد اعترض البعض على كلمة أبو عبير، دون أن يقول أحد ما سبب الإعتراض، ودون أن يعترف أحد بأنه هو من أضاف كلمته للبرنامج.
المهم، في هذا الخضم، قرر الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أن يرحم الناس، ويخفف عنهم، بالعدول عن القاء كلمته المقررة مسبقا.
مساء الإربعاء، كانت هناك ثلاث مفاجآت:
الأولى: عدم مشاركة أي من الأمناء العامين للفصائل في مسيرة الشموع التي انطلقت في السابعة والنصف من شارع لوبيا، وطافت عددا من شوارع المخيم، باستثناء خالد عبد المجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، أمين سر لجنة المتابعة لتحالف القوى الوطنية، والمؤتمر الوطني الفلسطيني.
الثانية: اقتصار المشاركين في المسيرة على ما يقل عن الألف انسان، معظمهم من الأطفال. ويتضح حجم المفاجأة حين نعرف أن عدد الفلسطينيين من سكان المخيم هو 200 ألف فلسطيني.
الثالثة: عدم مشاركة حركة "حماس" في المسيرة، والإكتفاء بمشاركة مسؤول التنظيم فيها، برفقة كادر آخر.
إلى جانب المفاجآت الثلاث، برز مشهد معتاد تمثل في كثافة الأعلام الحمراء للجبهة الديمقراطية، التي تقدمت المسيرة، حيث انطلق موكب الجبهة قبل الجميع، بفاصل زمني فرض وجود فراغ بين مقدمة المسيرة، والموكب الآخر فيها يبلغ عدة مئات من الأمتار، وعلى نحو استدرج الكثير من التعليقات.
الغاء مؤتمر صحفي وزيارة الجولان
لماذا الغي المؤتمر الصحفي للأمناء العامين ظهر يوم الإربعاء..؟
بكل بساطة لعدم وجود ما يمكن قوله للناس قبل انتهاء وساطة عمر سليمان مدير المخابرات المصرية بين "حماس" واسرائيل. وقد كان مشعل هو من طلب الغاء المؤتمر، فبادر شلح إلى تأييده، وتبعه في ذلك الشعبية والديمقراطية والقيادة العامة.
ولماذا الغيت رحلة الجولان..؟
السبب الذي ذكر غير مقنع، لكن الأمانة تقتضي تسجيله كما هو..
قيل لأن حزب البعث الحاكم قرر تنظيم مسيرة مليونية في ذات اليوم، غير أنه لوحظ ثلاثة أمور:
الأول: عدم مشاركة القيادات الفلسطينية في هذه المسيرة المليونية.
الثاني: عدم تخصيص كلمة لفلسطين في المسيرة. وقد تم تبرير ذلك بالقول إن سوريا ارادت أن تكون المسيرة سورية محضة. لكن معلومات تفيد أن مداولات فلسطينية جرت حول من يلقي كلمة فلسطين، وحين لم يتم الإتفاق، ارتأت سوريا أن تكون المسيرة سورية محضة.
الثالث: أن قيام مسيرة مليونية في سوريا لا يتعارض مع زيارة الجولان، خاصة وأن عدد الذين يمكن أن يقوموا بالزيارة لن يقلل كثيرا من مليونية المسيرة في دمشق. وتجد من يهمس في أذنك قائلا إن اسبابا أمنية ربما تكون حالت دون القيام بهذه الزيارة، خاصة وأنه لم يكن لائقا عدم مشاركة الأمناء العامين فيها.
أسرار رام الله في دمشق
بالتزامن مع كل ذلك، تكتشف أن كل أسرار قيادة رام الله متداولة بين قادة فصائل دمشق، يحدثونك عنها وكأنهم يعيشون، أو هم من يصنعون أدق تفاصيلها.
في هذا الإطار يضيفون إلى معلوماتك أن سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني لم يكتف برفض طلب محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عقد مجلس وطني، أو مجلس مركزي فلسطيني، لكنه حرد كذلك، وخرج غاضبا من اجتماع ضمه مع عباس وعدد من اعضاء اللجنة التنفيذية جراء تلاسن وقع بينه وبين ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة على خلفية مواقف الزعنون، وقد تبعه عباس وعبد ربه وأعاداه إلى الجلسة وصالحاه، دون أن يفلحا في تغيير موقفه.
تضيف المصادر إن عباس قال للزعنون في خضم مناقشته في موقفه أنا لا أقبل أن أتجاوز على القانون. فرد عليه الزعنون لماذا تريد مني إذا أن أخالف أنا القانون..؟ هنا تدخل عبد ربه قائلا للزعنون الآن ترفض تجاوز القانون، وفي عهد أبو عمار كنت تنفذ كل مخالفاته للقانون فور أن يطلب منك ذلك شفويا..!
ويرد الزعنون أبو عمار لم يكن يخالف القانون أبدا..كان شديد الحرص على التزام القانون. وغادر مكان الإجتماع غاضبا.
الشعبية والديمقراطية
وتفتح هذه الإضافة المعلوماتية على موقف الجبهتين الشعبية والديمقراطية من عقد المجلس الوطني الفلسطيني، أو المجلس المركزي..
ففي الوقت الذي ترفض فيه جميع فصائل التحالف الوطني عقد أي من المجلسين بسبب مخالفة ذلك لنظام منظمة التحرير، وكون المجلس الوطني، وكذلك المركزي فاقدين للشرعية والأهلية، حيث انتهت ولايتهما في شباط/فبراير 1991، توافق الجبهتان على عقد المجلس المركزي.
بالطبع هناك سبب آخر لرفض الفصائل عقد أي من المجلسين يتمثل في أن عباس يريد بعقد المجلسين أمرين:
الأول: عدم الإلتزام بنتائج حوار واتفاق القاهرة (آذار/مارس 2005)، لجهة إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير، وعزل حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي فلسطينيا.
الثاني: الإستقواء بالمنظمة على نتائج الإنتخابات التشريعية، على نحو يتيح له الإستفرد بالسلطة.
في المقابل، لماذا توافق الجبهتان الشعبية والديمقراطية على المشاركة في المجلس المركزي..؟
يجيبك أولي العلم قائلين..
أولا..الشعبية موقفها غير موحد حيال ذلك، وإن كان الرافضون يلتزمون في نهاية المطاف بالقرار الذي تفرضه الأغلبية. وهو (القرار) غالبا ما يتخذ بأغلبية صوت أو صوتين في اللجنة المركزية، بعد أن يرفضه المكتب السياسي بأغلبية مريحة.
عن هذا يقول البعض هذه لعبة لم تعد تنطلي على بقية الفصائل.
غير أن مثل هذا الكلام لا يبدو دقيقا..فهناك خلافات حقيقية داخل الشعبية، بين تيارين اولهما بقيادة عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام، وثانيهما بقيادة ماهر الطاهر مسؤول قيادة الخارج.
ملوح ومعه اقلية في المكتب السياسي يميلون إلى جانب عباس، والطاهر ومعه اغلبية المكتب السياسي يميلون للإتجاه المعارض لعباس. لكن الوضع في اللجنة المركزية مختلف، حيث معظم اعضائها مقيمون في الداخل.
موقف ملوح هذا سابق على أسره لمدة خمس سنوات لدى الإسرائيليين، وقد خرج من السجن الإسرائيلي بذات قناعاته السابقة. وفي هذا السياق تفاهم مع عباس على توليته إدارة الدائرة السياسية لمنظة التحرير خلفا لفاروق القدومي. لكن هذه المسألة موضع خلاف داخلي بينه وبين رفاقه في قيادة الجبهة، إلى جانب مسائل أخرى منها علاقته أساسا مع عباس، والرسالة التي وجهها له طالبا منه تلميحا تولي الدائرة السياسية، والموقف من المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي انعقد في دمشق في شهر كانون ثاني/يناير الماضي، وكذلك الموقف من المشاركة الآن في المجلس الوطني، أو المجلس المركزي لمنظمة التحرير في حالة عقد أي منهما..وكذلك هنالك خلاف حول تأييد ملوح الإبقاء على المجلس الوطني بتشكيلته الحالية التي انتهت ولايتها منذ 17 عاما.
ويبدو أن المال دخل على خط العلاقة بين الجبهتين الشعبية والديمقراطية وعباس، كما كان عليه الحال في عهد عرفات.
يروى في هذا السياق أن عباس اشترى سيارة جديدة لأحد قادة الشعبية البارزين بمبلغ 35 ألف يورو..
ويقال أيضا أن عباس وعد الجبهتين بدفع مبلغ مئتي ألف دولار شهريا لكل واحدة منهما مقابل الإمتناع عن المشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني. لكنه دفع هذا المبلغ فقط لمرة واحدة، ثم عاد بعد انعقاد المؤتمر ومقاطعتهما له إلى دفع المبلغ الأساسي وهو سبعين ألف دولار لكل جبهة شهريا.
تضيف التفاصيل أن زيارة نايف حواتمة الحالية للعاصمة الأردنية هدفها الأساس هو التقاء عباس في طريق عودته من شرم الشيخ لمطالبته الوفاء بما التزم به. وكان حواتمة يعتزم زيارة عمان لذات الغاية قبل اسبوعين، لكنه أجل زيارته حين علم أنه لن يصادف عباس في عمان.
لجنة المتابعة
الشعبية بدورها كانت قطعت شوطا في مشاركتها بالتحضير للمؤتمر الوطني الفلسطيني في دمشق، حيث انضمت لعضوية اللجنة التحضيرية للمؤتمر متأخرة قليلا، وانسحبت منها قبيل موعد انعقاد المؤتمر.
نتيجة لعدم مشاركة الجبهتين في المؤتمر الوطني الفلسطيني، وتعطل اجتماعات لجنة المتابعة للفصائل العشر لفترة طويلة انتظارا لقرار الجبهتين، وعلى النحو الذي تمت به المقاطعة، توقفت اجتماعات الفصائل العشر، واستعيض عنها بشكل تلقائي باجتماعات لجنة المتابعة للمؤتمر الوطني، التي تولى امانة سرها خالد عبد المجيد، أمين سر لجنة المتابعة لتحالف الفصائل العشر. ولم يعد منطقيا أن تجتمع اللجنتان، مرة بحضور ومشاركة الجبهتين، ومرة أخرى بدون مشاركتهما..لأن من شأن ذلك تحويل الإجتماع الذي تشاركان فيه إلى اجتماع جدلي يخصص عمليا للتجاذبات التي تولدها اجتماعات لجنة متابعة المؤتمر الوطني.
وبدورهما عادت الجبهتان إلى التحالف الثنائي على قاعدة تحفظاتهما المشتركة على حركة "حماس" في هذه المرة..! مع ملاحظة وجود تحفظات لدى بقية الفصائل على "حماس"، لكنها تغلب العلاقة مع الحركة الإسلامية على العلاقة مع عباس وتنازلاته.
تحفظات الفصائل على "حماس"
تحفظات الشعبية على "حماس"، وامتناعها عن المشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني تتمثل فيما يلي:
أولا: تعتبر الشعبية أن التحالف مع "حماس" يضر بمصالحها ودورها في منظمة التحرير الفلسطينية.
ثانيا: منظمة التحرير هيئة معترف بها عربيا ودوليا والجبهة جزء منها، في حين أن "حماس" تنظيم محارب ليست له شرعية عربية أو دولية. وفضلا عن ذلك، هو تنظيم ملاحق اسرائيليا وعربيا ودوليا.
ثالثا: ل "حماس" مشروع اجتماعي اسلامي، في حين أن للشعبية مشروع اجتماعي ماركسي.
رابعا: عدم استعداد الشعبية للدخول في تجربة تحالف حقيقي وفعلي مع "حماس" في ضوء فشل تجربة الجبهة الوطنية معها.
وتتمثل تحفظات الجبهة الديمقراطية على "حماس" في:
أولا: الخلاف الإستراتيجي والأيديولوجي بين الفصيلين يحتم على الديمقراطية معاداة "حماس"..فالجبهة الديمقراطية فصيل ماركسي، في حين أن "حماس" حركة اسلامية.
ثانيا: التزام الديمقراطية بالإستحقاقات والإلتزامات الصادرة عن منظمة التحرير، ورفض "حماس" الإلتزام بها. ويتم تعميم هذا الموقف من قبل الجبهة الديمقراطية على بعض السفارات المعتمدة في دمشق.
ثالثا: توظيف وتصعيد موقف الجبهة المعادي ل "حماس" من أجل تحقيق مكاسب في العلاقة مع عدد من الدول العربية، مثل الأردن ومصر. فالجبهة تقدم نفسها في الإتصالات مع الدول العربية وغيرها باعتبارها تنظيما معاديا للإسلاميين.
رابعا: علاقة ومصالح الجبهة الديمقراطية الوطيدة مع عباس.
أما تحفظات بقية فصائل التحالف الوطني على "حماس"، فتتمثل في:
أولا: السلوك الذي انتهجته "حماس" في غزة خلال الحسم العسكري، والطريقة التي تعاملت بها مع الفصائل والمجتمع في قطاع غزة.
ثانيا: التزمت الديني الذي يصبغ سلوك "حماس" في ادارتها للقطاع.
ثالثا: التكتيك السياسي لحركة "حماس"، وحركة الجهاد الإسلامي هي المعنية أكثر من غيرها بهذا التحفظ. ويتحدد التحفظ على التكتيك السياسي في:
أ قبول "حماس" بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967.
وهذا ما اعلنه مشعل خلال لقائه مع الرئيس الأميركي جيمي كارتر مؤخرا.
ب التكتيك الذي اتبعته "حماس" فيما يتعلق بالتهدئة مع اسرائيل، واتفاقها على تفاصيل التهدئة مع مصر أولا.
ج التنازلات التي قدمتها "حماس" لعمر سليمان مدير المخابرات المصرية فيما يتعلق بقبولها حصر التهدئة في قطاع غزة دون الضفة الغربية في مرحلتها الأولى.
د تصرفات وسلوكيات "حماس" الميدانية.
مصارحة مشعل لملوح
كل ما سبق لم يحمل الجبهة الشعبية على اتخاذ موقف متشدد في العلاقة مع بقية الفصائل، بما في ذلك مع "حماس". ولذلك، لم يكن مفاجئا ترؤس عبد الرحيم ملوح لوفد من الجبهة زار عددا من فصائل التحالف الوطني في مقدمتها "حماس"، إلى جانب الجهاد الإسلامي، والقيادة العامة، وكذلك الصاعقة. وقد تشكل وفد الجبهة من كل من ماهر الطاهر، أبو أحمد فؤاد، وجميل مجدلاوي أعضاء المكتب السياسي اضافة لملوح.
اللقاء مع "حماس" اتسم بصراحة منقطعة النظير من جانب خالد مشعل، اضطرت ملوح إلى الإستدراك، وطلب متابعة النقاشات في لقاء آخر.
تقول المصادر إن ملوح بدأ الحديث مقدما عرضا تاريخيا لنضالات الجبهة الشعبية، مبديا أن الجبهة ملتزمة بمواقفها التاريخية المعروفة، مشيرا إلى أن الجبهة هي الفصيل الثاني في منظمة التحرير، وبذا فهم "بيضة القبان" في اتخاذ قرارات المنظمة.
مشعل رد بدوره بشكل بالغ الصراحة وعلى نحو فاق كل الحدود. قال رئيس المكتب السياسي ل "حماس" إن مواقفكم تصب عند الطرف الآخر، مشيرا بذلك إلى عباس. وأضاف إن هذه المواقف توظف من قبل الرئيس الفلسطيني لتغطية نهجه السياسي.
عند هذا الحد استدرك ملوح وأعضاء وفد الجبهة بطلب عقد جلسة حوار أخرى بعد عودة ملوح من زيارة مقررة لكل من مصر واليمن.
وتكشف المصادر عن أن لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني سبق لها أن ناقشت مواقف وسياسات الجبهة الشعبية في جلسة خصصت لذلك، أبديت فيها ملاحظات نقدية مماثلة، منها ما ورد على لسان خالد عبد المجيد أمين سر اللجنة الذي قال بوجوب أن تتقدم الجبهتان الشعبية والديمقراطية بورقة تحددان فيها مواقفهما من مختلف القضايا والتطورات الفلسطينية. وما فتح هذه السيرة في لجنة المتابعة كان طلبا تقدمت به الجبهة الشعبية من خلال طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية/ القيادة العامة لاستئناف عقد جلسات لجنة المتابعة المنبثقة عن تحالف الفصائل العشر.
يومها، تقول المصادر، قررت لجنة المتابعة (المؤتمر الوطني) التعامل مع كل جبهة على حدة، وعدم التعامل معهما معا. وأن يتم التعامل معهما في النشاطات الجماهيرية والميدانية في المخيمات. أما الجبهة الديمقراطية، فقد تعاملت مع المسألة بطريقة اثارت استياء بقية الفصائل..ذلك أنها قالت للفصائل اطرحوا علينا وجهة نظركم، لنقوم بدراستها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.