انقره - وكالات الفجرنيوز:اجتمعت المحكمة الدستورية التركية الخميس للنظر في السماح بارتداء الحجاب في الجامعات، في قرار قد يكون حاسما للاسلاميين المحافظين في الحزب الحاكم المهدد بالحظر بتهمة مخالفة العلمانية. وينظر 11 قاضيا في طلب المعارضة العلمانية الغاء تعديل دستوري اقرته الجمعية الوطنية في شباط/فبراير يجيز ارتداء الحجاب في الجامعات. وافادت قنوات التلفزيون ان القضاة بدأوا مداولاتهم عند الساعة 6,30 بتوقيت غرينتش لكنهم سيعكفون اولا على خمسة ملفات مدرجة في اجندتهم قبل النظر في مسالة الحجاب في الجامعات، المثيرة للجدل. ولا يعرف ما اذا كانت المحكمة ستصدر قرارا الخميس، غير ان حكمها يصدر عادة بعيد انتهاء مداولاتها. ويشكل تعديل الدستور احد اكبر مبررات اجراء منفصل ينتظر ان يبت فيه القضاة وهو المطالبة بحظر حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي بتهمة "ممارسات تناقض العلمانية" في تركيا التي يدين سكانها بالاسلام في نظام علماني. وهناك عدة سيناريوهات منها ان يقرر القضاة رفض طعون المعارضة ويعتبروا ان القوانين حول ارتداء الحجاب لا تشكل مخالفة للدستور او يعتبروا ان التعديل كما هو ليس كافيا للسماح بارتداء الطالبات الحجاب في الحرم الجامعي. وقد ترى المحكمة ايضا ان التعديل ينتهك بنودا لا تقبل التعديل في القانون الاساسي وتخص العلمانية وتقرر الغاءه. ويتطلب البت في هذا الاحتمال ان تتخذ القرارات باغلبية سبعة قضاة. وقد يكون هذا الاحتمال الاسوأ لحزب العدالة والتنية لانه سيمهد حينها لحظر ذلك الحزب الحاكم منذ 2002 وتسبب في انقسام المجتمع التركي بالسماح بارتداء الحجاب في الجامعات. ونفى حزب العدالة والتنمية ان يكون منع الحجاب المفروض اثر الانقلاب العسكري عام 1980، يخالف حرية المعتقد والحق في التعليم. وكانت المحكمة رفضت مرتين سابقا ارتداء الحجاب في الجامعات. كذلك اقر مجلس الدولة التركي ومحكمة حقوق الانسان الاوروبية حظر ارتداء الحجاب في الجامعات. ورغم التعديل الدستوري لم تسمح معظم الجامعات بارتداء الحجاب معتبرة ان على البرلمان ان يصادق على قوانين مفصلة حول الثياب المسموح ارتدائها تستثني الرموز الاكثر بروزا في التطرف الاسلامي مثل التشادور والبرقع. وتثير مسألة الحجاب انقساما منذ اكثر من عقدين في تركيا حيث يمنع ارتداءه ايضا في المدارس والوظيفة العمومي. وغطاء الرأس الاكثر رواجا في تركيا هو المنديل الذي يربط تحت الذقن والرائج خصوصا في الارياف ويرى الاتراك انه يجسد العمق التركي التقليدي. وترتديه النسوة تعبيرا عن تمسكهن بالتقاليد اكثر من التعبير عن موقف سياسي. ويرى انصار العلمانية (الجيش والقضاء وادارة الجامعات) في ارتداء الحجاب تحديا للنظام العلماني القائم في تركيا.