قامت الأجهزة الأمنية، الخاضعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بحملة اعتقالات في صفوف أنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، فاعتقلت أربعة منهم أمس الجمعة، على الرغم من الأجواء الإيجابية التي تسود الساحة الفلسطينية الداخلية في ظل الاستعدادات لإطلاق حوار فلسطيني شامل. ففي محافظة بيت لحم؛ اختطفت الأجهزة الأمنية الطالبين في جامعة بيت لحم طاهر ديرية ومحمد خالد علان، من أمام مسجد عمر بن الخطاب وسط المدينة بعد صلاة الجمعة. وفي محافظة طولكرم؛ اختطفت الأجهزة الأمنية التابعة لجناح السلطة برئاسة عباس، المواطن الفلسطيني علاء الأعرج، بعد استدعائه للمقابلة. أما في محافظة قلقيلية؛ فقد اختطفت الأجهزة الأمنية المواطن أدهم عمر خريشة، بعد اقتحام بيته في جيوس الواقعة في قضاء المدينة. ولا زالت الأجهزة الأمنية في محافظة جنين تواصل اختطافها المواطن عبد الجبار خباص للأسبوع الرابع على التوالي، وهو أسير محرّر أمضى ست سنوات في سجون الاحتلال. وفي سياق آخر، دعا رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية الشيخ رائد صلاح مسؤولي حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى التسريع بفتح الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال صلاح في مهرجان لنصرة المسجد الأقصى نظمته بالعاصمة القطرية الدوحة "استبشرنا خيرا بدعوة الرئيس محمود عباس إلى الحوار الوطني الفلسطيني وبترحيب الرئيس إسماعيل هنية بهذه الدعوة، ونتمنى أن يترجموا أمانينا لأن الشعب الفلسطيني بوحدته سيقتلع المستوطنات من الضفة الغربية كما اقتلعها من قطاع غزة، وسيقتلع الاحتلال من القدس والأقصى". وأكد صلاح في كلمته أن "نفوس المسلمين لن تقبل الذل للقدس الشريف وهي تسمع استغاثته واستغاثة المسجد الأقصى المبارك"، مضيفا "لن نهزم لأننا نحمل نفوسا أبية ولأن لنا عهدا يربطنا بالقدس وبالأقصى". وأضاف إن "العهد الذي يربطنا بالقدس أننا أمة نحب الحياة، لكننا إذا خيرنا بينها وبين التنازل عن الأقصى فإننا سنفضل أن نقتل ولن نتردد في أن نقول مرحبا بالشهادة في رحاب الأقصى ورحاب القدس الشريف". وتابع بقوله إنه في الوقت الذي يتزاحم فيه اليهود على الهجرة من "إسرائيل"، يصر الفلسطينيون على العودة إلى أراضيهم ومقدساتهم المحتلة، متمنيًا أن "يتم تجاوز الأزمة الداخلية نحو وحدة البيت الفلسطيني في وجه الظلم الأمريكي".