القاهرة: اجتمع البرلمان العربي الانتقالي برئاسة محمد جاسم الصقر اليوم السبت، في دورة غير عادية بمقر جامعة الدول العربية لمناقشة موضوع (العمل العربي المشترك وأهمية حل النزاعات والخلافات العربية - العربية في إطار المسؤولية القومية - النموذج اللبناني)، وذلك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وتستمر الدورة التي دعا إليها رئيس البرلمان الانتقالي، على مدى يومين، وذلك تتويجًا لنجاح المساعي والجهود العربية الحثيثة في التوصل إلى تحقيق الوفاق اللبناني وحل الأزمة اللبنانية وفق المبادرة العربية وانتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيسا للبنان والسعي نحو تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقد أكد موسى على أهمية قيام البرلمان العربي كذراع تشريعي لمنظومة العمل العربي المشترك بدوره في مواجهة التحديات والمشكلات العديدة التي تواجه المنطقة العربية خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية وليس السياسية فقط. وأضاف أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على البرلمان العربي لمتابعة مثل هذه التطورات، معربًا على استعداد الجامعة التام للتعاون مع البرلمان العربي لتنفيذ توصياته فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الخلافات العربية - العربية. وحذر في هذا الإطار بأن الوضع العربي في المنطقة العربية في غاية القلق والخطر، بالرغم من بعض الومضات والنبضات الإيجابية، موضحًا أن الوضع في العراق مازال مصدر قلق مع وجود تهديدات بوقوع عمليات عسكرية في الشرق الأوسط، وأن هناك علامات استفهام كبيرة حول الوضع في العراق خاصة فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار، إلا أن الجامعة تسعى للمساهمة في دفع المصالحة العراقية والحفاظ على سلامته الاقليمية. وبين موسى أن الوضع الفلسطيني مازال يعاني الكثير رغم جهود التهدئة، وأن الاستيطان ينسف كافة المساعي لإحداث تقدم على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي. وعن الشأن اللبناني قال موسى إن لبنان للاسف لم يتمكن حتى الآن من تشكيل الحكومة رغم وجود اتفاق الدوحة، بيد أنه أضاف بعض المؤشرات التي تدل على أن تشكيل الحكومة بات وشيكًا. وقال هناك بعض الومضات والنبضات الإيجابية، فيما يتعلق بالتهدئة على الساحة الفلسطينية، وكذلك ما يتعلق بالتحضير الجيد للقمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الكويت في يناير المقبل، لافتًا إلى وجود اجماع واتفاق على أن تكون القمة اقتصادية وتنموية تخرج بقرارات محددة لخدمة المواطن العربي والبعد بهذه القمة عن المجال السياسي وأن تخرج بمشاريع محددة تنفذ في مواعيد زمنية محددة خاصة في مجالات النقل والتجارة والاستثمار. وأفصح موسى أن هناك توافقًا على وجود حد زمني لقيام السوق العربية المشتركة بحلول عام 2020 ، مشددًا كذلك على ضرورة ايلاء البرلمان العربي أهمية خاصة بقضية تطوير التعليم في الوطن العربي خاصة أن التعليم في المنطقة يشهد وضع كارثي. أما الصقر فقال في كلمته الافتتاحية انه وجه الدعوة الى أعمال الدورة غير العادية تنفيذًا لما نص عليه النظام الاساسي من مهام البرلمان العربي التي من بينها إيلاء الاهتمام إلى التحديات التي تواجه الوطن العربي والعمل على تعزيز وترسيخ العلاقات العربية – العربية، معبرًا عن تطلعه إلى تضافر الجهود العربية للعمل على حل كافة المشاكل التي تواجه الوطن العربي سواء في العراق أو السودان أو الصومال أو جيبوتي أو مزارع شبعا اللبنانية أو الجولان السوري أو فلسطين، متمنيًا بأن ينجح اللبنانيون في تذليل الصعاب التي تحول دون تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وبما يمكن لبنان من ممارسة دوره الفعال والمحوري في عالمه العربي ومحيطه الاقليمي وفي المجال الدولي. كما أشاد جاسم الصقر بجهود الرئيس المصري محمد حسني مبارك التي أدت إلى تحقيق اتفاق التهدئة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، معربًا عن تطلعه إلى أن يلتزم الطرفان بتنفيذ الاتفاق ورفع الحصار الفوري عن قطاع غزة بما يؤدي إلى تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مناشدًا الفلسطينيين إلى العمل على استعادة وحدتهم الوطنية وحل الخلافات فيما بينهم وبما يؤدي إلى تحرير الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأثنى على جهود أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى التي أثمرت عن تحقيق العديد من الانجازات المشرفة سواء في لبنان أو السودان أو الصومال، ومتابعته المستمرة لقضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعمه المتواصل للرسالة السامية التي ينهض بها البرلمان العربي.