لاهاي (ا ف ب) - الفجرنيوز:برأت محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا الخميس القيادي المسلم السابق في قوات سريبرينيتسا ناصر اوريتش الذي كان حكم عليه بالسجن لمدة سنتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ويعتبر المسلمون البوسنيون اوريتش بطلا فيما يعتبره الصرب شريرا. واصدرت محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة حكما بحقه بالسجن لمدة عامين في حزيران/يونيو 2006 على جرائم ارتكبتها قواته خلال حرب البوسنة (1992 الى 1995). وادين اوريتش (41 عاما) لعدم منعه المقاتلين التابعين له من قتل ستة معتقلين من صرب البوسنة واساءة معاملة اخرين كانوا محتجزين في سريبرينيتسا في 1992 و1993.وتقدم اوريتش والادعاء باستئناف للحكم حيث دفع اوريتش ببراءته بينما قال الادعاء ان الحكم مخفف للغاية بعد ان طالب بانزال عقوبة السجن 18 عاما بحقه. واعلن القاضي ولفغانغ شومبورغ ان "غرفة الاستئناف الغت ادانة ناصر اوريتش وتعلن انه غير مذنب".واخلي سبيل اوريتش فورا بعد ان امضى اكثر من ثلاثة اعوام قيد الاحتجاز بانتظار محاكمته. وصرح اوريتش للصحافيين والابتسامة العريضة تعلو وجهه "بالطبع انا سعيد للغاية".واضاف "لقد كنا نتوقع هذا جميع من تابعوا المحاكمة كانوا يتوقعون هذه النتيجة". وقال ان "قضاء ثلاث سنوات في الاحتجاز "هو جزء من قدري (...) ولكن الحياة تستمر".وردا على سؤال عما اذا كان الحكم ببراءته هو تبرئة لدفاع المسلمين عن سريبرينيتسا قال اوريتش ان المسلمين في تلك المنطقة كانوا تحت الحصار. وقال "لا اعتقد ان المسلمين المدافعين عن سريبرينيتسا ارتكبوا اية جرائم حقيقية. لقد كنا نقاتل لمجرد البقاء على قيد الحياة وكنا نقاتل من اجل انقاذ ارواحنا".واكد القاضي ان الادعاء لم يتمكن من اثبات اية صلة بين اوريتش والجرائم التي ارتكبها اتباعه وهو الامر الضروري لادانته. ورغم ان المحكمة ليس لديها شك بشان الجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد المعتقلين الصرب في سريبرينيتسا الا ان هذا لا يكفي لادانته حسب القاضي.واضاف ان "الاجراءات القانونية تتطلب ادلة تثبت دون اي مجال للشك بان المتهم مسؤول بصفة شخصية عن جريمة قبل ان تتم ادانته". وانتقد صرب البوسنة قرار المحكمة بشدة وقالوا انه يثبت تحيز النظام ضدهم. وقال بانتيليا كورغوز رئيس منظمة المحاربين الصرب القدامى ان "القضاة برأوا اوريتش اليوم رغم الدليل الذي يظهر دون اي مجال للشك مسؤوليته عن الجرائم المرتكبة ضد الصرب في سريبرينيتسا والمناطق المحيطة بها خلال الحرب". واضاف ان هؤلاء القضاة يجب ان يخجلوا من انفسهم".وصرح زعيم الحزب الديموقراطي الصربي المعارض ملادين بوسيتش ان الحكم يظهر ان المحكمة "سياسية" وليست "مؤسسة للعدالة".الا ان عائلات المسلمين الذين قتلوا في سريبرينيتسا رحبت بالقرار. وتساءلت منيرة سوباسيتش رئيسة رابطة امهات سريبرينيتسا "كيف يمكن لاي شخص ان يحاكم شخصا دافع عن نفسه في موقع شهد ابادة".واستنكرت صربيا الحكم معتبرة ان تبرئة اوريتش "تمثل ضربة قوية جديدة للعدالة الدولية" بحسب المجلس الوطني الصربي للتعاون مع محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة. وتتهم المحكمة صربيا بنقص التعاون معها خصوصا وان المحكمة لا تزال تطالب بثلاثة متهمين بينهم القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش ونظيره السياسي رادوفان كرادجيتش. وفي عام 1992 تدفق الاف اللاجئين المسلمين على منطقة سريبرينيتسا التي كانت جيبا تحميه الاممالمتحدة حتى 11 تموز/يوليو 1995 عندما اجتاحتها قوات صرب البوسنة وقامت بنقل الاف الرجال والصبيان في شاحنات واعدمت حوالى 8000 منهم والقت بجثثهم في حفر جماعية. وفي البوسنة لا تزال الاشعار الشعبية تشيد بمجد اوريتش ودفاعه عن سريبرينيتسا. واسقطت المحكمة كذلك العديد من تهم السلب وقالت ان تلك الاعمال كانت ضرورية لاطعام شعب عانى من الجوع وتخلى عنه المجتمع الدولي.