أحيا أهالي مدينة سربرنيتشا البوسنية الذكرى الثالثة عشرة للمذبحة التي ارتكبها صرب البوسنة ضد مسلمي هذه المدينة في 11 يوليو 1995, وتعتبر مذبحة سربرنيتشا أكبر جريمة حرب عرفتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ونقل الأهالي في الذكرى الأليمة بالنسبة للذاكرة البوسنية, رفات 307 بوسنيين في انتظار دفنهم غدا الجمعة في مقبرة بوتوكاري القريبة من موقع المذبحة. وستجرى مراسم إعادة دفن ضحايا سربرنيتشا وسط مخاوف من حدوث أعمال عنف ضد المسلمين إثر تبرئة محكمة الجزاء الدولية ليوغسلافيا السابقة مؤخرا قياديا مسلما سابقا في مدينة سربرنيتشا حوكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وتمت تبرئة ناصر أوريتش (41 عاما) -القائد السابق لقوات سربرنيتشا في حرب البوسنة (1992-1995)- الخميس الماضي أمام محكمة الجزاء الدولية. وقد أعرب رئيس برلمان صرب البوسنة إيجور رادوييتشيك الأسبوع الماضي عن مخاوفه من أن تؤدي تبرئة أوريتش إلى عواقب وخيمة ميدانيا. يذكر أن سربرنيتشا كانت قد أعلنت كملاذ آمن تابع للأمم المتحدة وتولت قوات حفظ السلام الهولندية حمايتها في ذلك الوقت، إلا أن ثمانية آلاف مسلم قتلوا على يد قوات صرب البوسنة بعد اقتحامهم المدينة. وتم دفن جثث الضحايا مع نهاية حرب البوسنة (1992-1995) في مدافن جماعية, بعد التعرف على هوياتهم من خلال تحليل الحمض النووي. ثم دفن 2900 منهم مجددا في ضريح تذكاري شيد في 2003 إحياء لذكرى المذبحة, وبقي رفات الباقين دون دفن. وأعلنت الإذاعة الوطنية يوم الاثنين الماضي العثور على قبر جماعي جديد في منطقة سربرنيتشا, وقال خبراء محليون إن عمليات النبش في هذا الموقع الجديد قرب قرية زيليني زادار ستستمر أسبوعين. وفي الوقت الذي يذرف فيه أهالي سربرنيتشا الدمع تحسرا على ضحايا المجزرة يبقى مدبراها المفترضان في حال فرار. فبعد مضي 13 عاما على إنشاء محكمة الجزاء الدولية ليوغسلافيا السابقة ومقرها لاهاي, لا يزال البحث جاريا عن المتهمين وهما الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش والزعيم العسكري راتكو ملاديتش.