لندن - شهدت لندن الجمعة 11-7-2008 افتتاح معرض "إسلام إكسبو" السنوي، وهو أحد أكبر المعارض الثقافية الإسلامية في أوروبا، والذي يركز هذا العام على تقديم الصورة الصحيحة للدين الإسلامي ومناقشة قضايا تهم المسلمين، أبرزها: تعزيز الاندماج، ودورهم في الحياة السياسية في الغرب، وموقفهم من الديمقراطية، واتهامات الإرهاب التي تلاحقهم. وشارك في افتتاح هذا المعرض الذي يستمر حتى الإثنين المقبل ويتزامن مع ذكرى تفجيرات لندن "7 يوليو 2005"، آلاف المسلمين والمسيحيين واليهود، فيما قال مدير المعرض إن المعرض يفتح الباب أمام جميع الزائرين على اختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم، حرصا على فتح قنوات اتصال بين أصحاب الديانات المختلفة. وحول حرصه على المشاركة في المعرض قال الفنان التركي المسلم علي أحمد شكران: "أشارك في المعرض باعتباري فنانا أوروبيا مسلما.. وأعتقد أن المعرض واحد من أهم الأحداث الفريدة التي شهدتها في حياتي". ويوفر المعرض فرصة للمسلم وغير المسلم للاطلاع على الدين الإسلامي وتاريخه وثقافته، كما يفتح مجالا للحوار في قضايا تشغل المسلمين، خصوصا اندماجهم داخل المجتمعات الأوروبية ومشاركتهم في الحياة السياسية وكيفية الوقوف على الاتهامات الباطلة التي توجه لهم في إطار الإرهاب وتفنيدها. وفي هذا السياق قال أنس التكريتي، مدير المعرض: "نركز في المعرض الحالي على دعوة كافة المنظمات والهيئات المختصة لتعريفها بالصورة الحقيقية للإسلام". "الباب المفتوح" وأضاف التكريتي: "لقد تبنينا سياسة الباب المفتوح في هذا الحدث الثقافي بما يسمح لأي شخص في العالم بالمشاركة الإيجابية في فعاليات المعرض". ولفت إلى أن المسيحيين واليهود يتجولون بحرية داخل صالات المعرض بجوار الزوار المسلمين، مشيرا إلى أن بعض الزوار اليهود طلبوا منه حضور صلاة الجمعة، وهو ما قوبل بترحيب كبير من جانب المسلمين. وعن حرصه على المشاركة في فعاليات المعرض قال الحاخام اليهودي الحنان بيك: "نحن هنا اليوم لنثبت أن اليهود والمسلمين اعتادوا العيش سويا في سلام وفي انسجام فريد، ووجودنا هنا يعد مبادرة للحياة السلمية". ويشارك في فعاليات المعرض 80 شخصية بارزة، من بينهم عمدة لندن السابق المعروف ب"صديق المسلمين" لمواقفه المؤيدة لقضاياهم، والمفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان، والأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني محمد عبد الباري، والمطرب الإسلامي الشهير يوسف إسلام. ويتضمن المعرض فعاليات ثقافية كثيرة مثل إلقاء المحاضرات والندوات التي تتناول قضايا متنوعة؛ دينية، وسياسية، وفنية، وأدبية، وعلمية، وهندسية، والتي تصل إلى 25 ندوة، بالإضافة إلى عرض أفلام درامية وكوميدية ومسرحيات ومعارض مصورة أنشطة تربوية ممتعة للأطفال. الأطفال يشاركون المشاركة في فعاليات المعرض لم تقتصر فقط على الكبار، فقد انضم "ميليا" الذي لا يتجاوز سنه سبعة أعوام إلى زملائه ومدرسيه في جولة داخل المعرض الإسلامي. وقال "ميليا": "جئت إلى المعرض بصحبة زملائي وأساتذتي للمشاركة في ورش العمل الفنية، حيث ندرس الفنون الإسلامية، ونحاول من خلال المعرض إجراء بعض التطبيقات على ما ندرس". أما زميلته "جيته" فقد قالت: "نحن نستمتع حقيقة بوقتنا هنا.. بإمكاننا أن نجد أشياء كثيرة نستطيع فعلها هنا". مس "كسينجر" المعلمة بمدرسة "ساوث ماري" لفتت بدورها إلى أن المدرسة تريد أن ينفتح طلابها على معرفة طبيعة الأديان والمعتقدات الأخرى. وفي هذا الإطار قالت مس "كسينجر": "ندرس بحرية وبانفتاح كثيرا من القضايا المرتبطة بالمسلمين والإسلام"."إسلام إكسبو" يجتذب أيضا هيئات رياضية، فقد قال "تراسي بايتس"، عضو الاتحاد البريطاني لكرة القدم: "نشارك في المعرض للمرة الأولى بعد أن وجدنا مساحة واعدة للمجال الرياضي". وأضاف "بايتس": "ندرس تنظيم بعض الندوات في التدريب، وجذب الناس إلى تلك الرياضة، وتسهيل ممارستها للجميع بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية والثقافية". يشار إلى أن مؤتمرات "إسلام إكسبو" السنوية بدأ تنظيمها عام 2006، ويقدر عدد الأقلية المسلمة في بريطانيا بنحو مليوني نسمة، ويمثلون 3% من إجمالي السكان البالغ عددهم 60.6 مليون نسمة.