لفت مراقبون في الجزائر إلى أن القياديين الأربعة في الفرع المغاربي لتنظيم «القاعدة» الذين فرضت عليهم الولاياتالمتحدة عقوبات، أول من أمس، وردت أسماؤهم في إطار التحقيقات المتعلقة بخطف سائحين نمسويين في الصحراء التونسية في شباط (فبراير) الماضي. ويُعتقد أن السائحين، وهما رجل وامرأة، محتجزان حالياً في مكان ما في مالي حيث يتم التفاوض مع الخاطفين لتأمين الإفراج عنهما. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قررت الخميس تجميد أرصدة أربعة جزائريين قالت إنهم من زعماء جماعة مسلحة مرتبطة ب «القاعدة» مسؤولة عن تفجيرات إجرامية نُفّذت في الجزائر خلال حزيران (يونيو) الماضي. وأوضحت في بيان ان التدابير الجديدة تتعلق بالمدعو صلاح قاسمي المعروف باسم «صلاح أبو محمد» الناطق باسم «القاعدة» في الجزائر، وهو مهندس من مواليد ولاية بسكرة وتُنسب له غالبية بيانات هذا التنظيم، كما أنه يقف وراء اعداد وبث بعض أشرطة الفيديو التي يُصدرها فرع «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وظهر «صلاح أبو محمد» في اتصالات في السابق مع وسائل إعلام عربية، لكنه لن يظهر منذ فترة. كما شمل قرار الخزانة الأميركية ثلاثة ناشطين من كتيبة «طارق بن زياد» التي تقف وراء خطف السائحين النمسويين في صحراء تونس. ويتعلق الأمر بكل من المدعو «يحيى جوادي» المعروف باسم «أبو عمار» وهو أمير منطقة الجنوب في «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» والذي تُنسب له إعتداءات مسلحة تحدث في شمال مالي (وأيضاً في النيجر وموريتانيا)، و «أحمد دغدغ» المعروف باسم «عبدالإله» وهو من منطقة سيدي بلعباس ويعتقد، بحسب وسائل إعلام نمسوية، أنه هو من يتفاوض حالياً مع أجهزة الأمن النمسوية كونه يتوافر على معدات تكنولوجية حديثة تسمح له بإجراء المفاوضات «من بُعد»، وهو موجود في منطقة يسهل عليه التحرك فيها في غرب الجزائر. كما أُدرج ضمن القائمة الأميركية المدعو عابد حمادو وهو من مدينة تقرت بولاية ورقلة، ويشغل منصب نائب أمير منطقة الجنوب لتنظيم «القاعدة»، وهو واحد من أعضاء المجموعة التي تحتجز السائحين النمسويين أندريا كلويبر (43 عاماً) وفولفغانغ إبنر (51 عاماً) اللذين اختفيا في أثناء قضاء إجازة في تونس أواخر شهر شباط (فبراير) الماضي. وبررت الإدارة الأميركية قرارها بكون هؤلاء يقفون وراء سلسلة من العمليات الإرهابية التي عاشتها الجزائر خلال الأشهر الأخيرة والتي تبناها «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». غير أن اللافت في هذه القائمة أن أفرادها الجزائريين لهم صلة مباشرة على ما يبدو بعملية خطف النمسويين. وعلى رغم أن أسماء الأربعة لم تكن معروفة على نطاق واسع، فإن كشفها اليوم يعني أن واشنطن لا بد أن تكون تلقت تقارير استخباراتية عنهم. وقال آدم تسوبين رئيس جهاز مراقبة الأموال الاجنبية، وهو فرع العقوبات في الخزانة الأميركية، إن «الإرهابيين الأربعة الذين استهدفناهم اليوم هم من بين أكثر الناس استحقاقاً للوم عن العنف بوصفهم قادة للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وأضاف: «اننا فخورون بمساندة جهود الجزائر والمجتمع الدولي لمكافحة هذه الخطر الفتاك وسنستمر في ذلك». وكان الرجال الذين أُضيفت اسماؤهم الى القائمة السوداء للخزانة، وضعوا على قائمة للأمم المتحدة للأفراد المرتبطين بأسامة بن لادن وحركة «طالبان» في الثالث من تموز (يوليو) الجاري. ويحظر الاجراء الذي اتخذته الخزانة على الأميركيين التعامل مع الرجال الأربعة ويطلب تجميد أي أموال قد تكون لهم. الجزائر - محمد مقدم الحياة - 19/07/08