تم الكشف عن تشكيل أجنبي سري يعمل في مصر منذ سنوات يروج لديانة هندوسية تحمل اسم "أناندا مارجا"، تقوم فكرتها على تناسخ الأرواح، والعمل من أجل عودة الإله الغائب، حيث يستغل هؤلاء حالة "البعد عن الدين" التي يعانيها الكثير من أبناء الشعب المصري منذ فترة ليست قصيرة ويسعون لاختراقه بدعوى تعلم رياضة اليوجا. وفي تقرير نشرته جريدة "المصري اليوم" المستقلة اليوم الأربعاء تم الكشف عن التشكيل الذي –بحسب رواده- بات يضم أكثر من 3000 شخصًا بين مصريين وجنسيات أجنبية تعيش في القاهرة. وبحسب الصحيفة يكمن الخطر الحقيقي لهذه الجماعة في أنها تدعو لهذه الديانة بشكل منهجي مخطط، وبعيدا عن أعين أجهزة الأمن، مستغلة المتوافدين عليها بدعوى تعلم رياضة "اليوجا"، وتبث هذه الجماعة الأفكار الداعية لهذه الديانة عبر الأطفال وأبناء الطبقات الراقية في البداية فقط، لكن هدفها الحقيقي هو أبناء الطبقات الفقيرة، الذين تغريهم بالجنسية الأمريكية أو أي جنسية أخرى يرغبون في الحصول عليها، إضافة إلى العمل في أي دولة. ويدعي القائمون على هذه الديانة أن طقوس عبادتهم يمكن أن تمارس بجانب أي دين آخر يعتنقه الفرد؛ بزعم أنهم يسعون إلى أن يعم الخير والرخاء العالم حتى يعود الإله الغائب، ويخلص العالم من كل الشرور، لكن من يتبعهم يكتشف في النهاية أنه يفقد معتقداته الأصلية، وفي سبيله لاعتناق ديانتهم. دخلت هذه المجموعة مصر لأول مرة حسب أحد أعضائها عام 1992 لمساعدة ضحايا زلزال أكتوبر الشهير، وبعدها رحلوا، ليعودوا مرة أخري منذ عدة أعوام مضت، وبدأت عملها من خلال مجموعة من ثلاثة أفراد بدأت في إحدى شقق منطقة حدائق المعادي بمحافظة حلوان قرب القاهرة دعوتها لديانة "أناندا مارجا"، مستغلة شباب الطبقة الراقية من الراغبين في تعلم "اليوجا". وتتألف المجموعة من كيم (هندي الجنسية)، وبرايا دافا (فلبيني الأصل أمريكي الجنسية)، وهما يشغلان منصب "دادا" أو الكاهن الأكبر، إضافة إلى "أنداراما" وهي مجرية الجنسية يهودية الأصل، وتشغل منصب "ديدي" أو الكاهنة الكبرى، و"أنداراما" هي مكونة المجموعة والممولة الأولى لها، والمسئولة عن نشاط الجماعة في مصر. الثلاثة بدءوا نشاطهم في مصر قبل أربع سنوات تقريبا، بإنشاء مركز غير شرعي وغير معتمد من السفارة الهندية، لتعليم اليوجا في حدائق المعادي. ومن هذا المركز أخذوا في الترويج لديانة "أنادا مارجا"، واقتصرت دعوتهم في البداية على بعض المعارف والمقربين والأفارقة المقيمين في مصر، لكنها بدأت مؤخرا تستقطب مجموعة كبيرة من شباب الطبقات الراقية في المعادي، ممن يرغبون في تعلم "اليوجا"، ويستطيعون دفع ثمن اشتراك البرنامج التعليمي، وقدره 2000 جنيه مصري (نحو 360 دولارًا أمريكيا). بعض سكان العقار الذي يوجد به معقل المجموعة يقولون إن الجماعة تعمل في هدوء، عدا يوم الإثنين؛ حيث تنطلق فيه من الشقة رائحة بخور غريبة، وأصوات ترانيم غير مفهومة بصوت عال يؤكد وجود عدد كبير من الأشخاص داخلها. ويوجد معبد أو "أشرم" بلغتهم، مواجه لباب الشقة، وهو عبارة عن مساحة كبيرة خالية، تتضمن صورة كبيرة لشخص يرتدي ملابس هندية بيضاء، يعتبرونه الإله المنتظر، وهذا الشخص يدعى "شري برابات رانجان ساركار"، وهو صاحب الدعوة الأولى لديانة "أناندا مارجا" سنة 1955. ويضم المعبد أيضا مجموعة من السجاد برتقالي اللون يشبه لحد كبير سجادة الصلاة لدى المسلمين، وهي موجهة ناحية الصورة مباشرة، إضافة إلى مرآة كبيرة موضوعة بجوار الصورة على الأرض، وبعض الأدوات المستخدمة في طقوس الصلاة والتعبد لهذا الإله، وتبلغ مساحة المعبد حوالي 30 مترا. ويسرد طبيب مصري فشلت الجماعة في استقطابه قصته معهم قائلا: إنه أصيب بصدمة عندما ذهب يومًا إلى مقر الجماعة ليجد عددًا كبيرًا من الأطفال المصريين والأفارقة والهنود يجلسون ببهو المعبد يقومون بصنع «مسابح» تستخدم في طقوس العبادة لهذه الديانة. ويشير إلى أنه اكتشف أنهم أقنعوا عددًا كبيرًا من أبناء الطبقات الراقية في المعادي بضم أبنائهم إلى المركز بحجة تعلم "اليوجا"؛ لأنها تساعد على النمو الذهني والفكري لدى الأطفال، ثم يقومون بعد ذلك بتلقين الأطفال تعاليم "أماندا مارجا".