قالت صحيفة أوبزرفر البريطانية إن على تركيا أن تتعلم كيف توفق بين هويتها الإسلامية ونظام حكمها الديمقراطي، لأن إخفاقها في ذلك سيصب في مصلحة "المتشددين" في أرجاء العالم ممن يحاولون إظهار أن الإسلام والديمقراطية لا يلتقيان أبدا. وأشارت الصحيفة –في افتتاحيتها اليوم تعليقا على الحكم المقرر صدوره غدا من المحكمة الدستورية في تركيا في قضية حزب العدالة والتنمية الحاكم– إلى أن الصراع الدائر هناك هو في واقع الأمر بين حزب يمثل جماهير عريضة من الناخبين في تركيا سئمت من حكومات نخب غريبة الأطوار (تخللتها فترات حكم عسكري مباشر) وقوى أخرى هي ذاتها التي ترفض الإقرار بفقدان احتكارها القديم للسلطة. وتصف الصحيفة حزب العدالة والتنمية بأنه تنظيم إسلامي معتدل منذ توليه السلطة شهدت البلاد نموا واستقرارا اقتصاديا نادرا، ونجح رئيس وزرائه رجب طيب أردوغان حيث فشلت الحكومات السابقة حين بدأ التفاوض من أجل انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي. لكن الصحيفة تستدرك بالقول إن إلغاء أردوغان لقرار حظر ارتداء النساء للحجاب أثار عليه الأعداء, الذين يرون في حزبه حصان طروادة لتمرير مزيد من الأفكار "المتطرفة" التي ستقضي على الدولة التركية الحديثة حسب رأيهم. وتخلص الصحيفة إلى القول إنه مع الإقرار بأن أردوغان ليس براء من اللوم, فإن على العلمانيين تقديم الحجج التي تبرر وجوب منحهم الثقة مجددا بدلا من اللجوء إلى الدستور للقضاء على حكومة منتخبة.